منظور عالمي قصص إنسانية

مؤتمر لجمع التبرعات للأونروا قبل أن تدخل مرحلة العجز المالي هذا الشهر

طلاب مدارس تابعة لوكالة الأونروا في غزة، أثناء حوار مع أخبار الأمم المتحدة في مدرسة بنات الرمال.
الأونروا/خليل عدوان
طلاب مدارس تابعة لوكالة الأونروا في غزة، أثناء حوار مع أخبار الأمم المتحدة في مدرسة بنات الرمال.

مؤتمر لجمع التبرعات للأونروا قبل أن تدخل مرحلة العجز المالي هذا الشهر

المساعدات الإنسانية

عبر حملة "الكرامة لا تقدر" وعدد من الإجراءات الأخرى، نجحت وكالة الأونروا في التغلب على الأزمة المالية التي واجهتها العام الماضي بعد أن قررت الولايات المتحدة خفض تمويلها للوكالة بمقدار 300 مليون دولار.

وفي مؤتمر صحفي في نيويورك اليوم الجمعة، قبل مؤتمر إعلان التبرعات للأونروا يوم الثلاثاء المقبل في مقر الأمم المتحدة، أعرب المفوض العام للوكالة بيير كرينبول عن امتنانه العميق للحكومات والمؤسسات والجهات المانحة الخاصة لالتزامها وتضامنها مع الأونروا، حيث زادت 42 دولة ومؤسسة من تمويلها للأونروا العام الماضي.

وبالإضافة إلى ذلك اتخذت الوكالة عدة تدابير للتكيف مع الخفض في ميزانيتها، مما ساهم أيضا في توفير 92 مليون دولار، بحسب المفوض العام:

"نجحنا في تعبئة التمويل اللازم للتغلب على هذا الانخفاض التاريخي وغير المسبوق لإبقاء 708 مدرسة مفتوحة لتوفير التعليم لنصف مليون فتى وفتاة في نظامنا التعليمي في جميع أنحاء المنطقة في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان، وكذلك خدمات الطوارئ في الرعاية الصحية وغيرها من الخدمات".

ولكن مع ذلك، قالت وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين مطلع العام الحالي إنها بحاجة إلى مبلغ 1.2 مليار دولار لتمويل خدماتها الرئيسية والحيوية، والمساعدات الإنسانية المنقذة للأرواح لحوالي 5.4 مليون لاجئ فلسطيني، حيث سيعمل المبلغ المطلوب على المحافظة على مستوى عمليات الأونروا كما كانت عليه عام 2018، كما قالت الوكالة. وعن ذلك قال كرينبول:

"يمثل مبلغ الـ 1.2 مليار دولار هذا نفس المبلغ الذي تمكنا من جمعه العام الماضي. بعبارة أخرى، إذا حافظت كل جهة مانحة على مستوى مساهمتها الذي قدمته عام 2018، فسنكون قادرين على تغطية احتياجات الضعفاء ماليا".

وبالإضافة إلى نصف مليون طالب وطالبة ملتحقين بمدارس الأونروا، تقدم الأونروا توزيعات نقدية والغذاء وغير ذلك من أشكال الدعم. كما تدير الوكالة أيضا 144 مركزا صحيا تقدم من خلالها الرعاية الصحية الأولية والمساعدة الطارئة على وجه الخصوص في غزة وسوريا لمليون ونصف مليون شخص، حيث تستقبل عياداتها حوالي ثمانية ملايين ونصف مليون زيارة مرضية سنويا، كما قال كرينبول. وأضاف:

"تمكنا من تغطية الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام بطريقة مستقرة إلى حد ما. جميع النفقات التي كنا نبحث عنها بين مطلع يناير ونهاية مايو تم تغطيتها، وهذا أمر إيجابي. السبب في ذلك هو أن المتبرعين دفعوا مساهماتهم مسبقا وساعدونا بالتزاماتهم ومساهماتهم وهذا أمر مهم للغاية. هذا الشهر، بدأنا ندخل في العجز، وهذا بالطبع سيكون إحدى النقاط الأخرى التي سنناقشها في مؤتمر التبرعات مع المانحين لمساعدتنا بشكل خاص في سد الفجوات خلال فصل الصيف".

وقال المفوض العام إن المدارس مغلقة حاليا بسبب العطلة الصيفية، ولكنه أضاف أن "السؤال الكبير هو هل سيكون بمقدورنا فتحها في الوقت المحدد بنهاية أغسطس وبداية سبتمبر؟". كما أشار كذلك إلى أنه من الضروري للغاية بالنسبة لاستقرار المنطقة عدم قطع المساعدات الغذائية لمليون شخص في قطاع غزة، حيث يتلقى نصف سكان غزة مساعدات غذائية من الأونروا.

وقال كرينبول في المؤتمر الصحفي:

"سنناشد الجهات المانحة في مؤتمر إعلان التبرعات مساعدتنا في تغطية مبلغ 1.2 مليار دولار الذي نحتاجه، وقد تمت تغطية جزء منه بالفعل كما قلت، من يناير إلى مايو. ولكن أيضا لضمان أن يستمر تفهم قيمة وأهمية عملنا بصورة قوية. لقد تأثرت جدا بقوة الدعم المقدم للأونروا والرسائل السياسية في دعم التمويل خلال الأشهر القليلة الماضية. نداؤنا إلى مجتمع المانحين أن يسمحوا لنا حقا بمواصلة هذه الديناميكية الإيجابية بشكل خاص، خاصة وأن الوضع في الشرق الأوسط أبعد ما يكون عن التحسن".

وكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة أسستها الجمعية العامة عام 1949 وفوضتها بتقديم المساعدة الإنسانية والحماية لـ 5.4 مليون لاجئ فلسطيني مسجل في الأردن وسوريا ولبنان وغزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية. وتمكنت الوكالة، التي يتم تمويلها بالكامل تقريبا من تبرعات الدول الأعضاء، من سد عجز بلغ 446 مليون دولار عام 2018 بفضل الدعم السخي الذي قدمته الدول الأعضاء، بالإضافة إلى 92 مليون دولار من تدابير الأونروا لتوفير التكاليف.