منظور عالمي قصص إنسانية

حملة عالمية وأداة صحية جديدة لمكافحة الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية

عاملة مختبرات تقوم باختبار للمضادات الحيوية
PAHO/Joshua Cogan
عاملة مختبرات تقوم باختبار للمضادات الحيوية

حملة عالمية وأداة صحية جديدة لمكافحة الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية

الصحة

مع تزايد مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، أعلنت منظمة الصحة العالمية المرحلة الأخيرة من حملة على مستوى العالم، لمكافحة الخطر الصحي المميت الذي وصفته بـ "الوباء غير المرئي" – وذلك بإطلاق أداة جديدة على الإنترنت ليستخدمها المهنيون الصحيون حول العالم.

الحملة العالمية الجديدة التي أطلقتها المنظمة اليوم الثلاثاء في جنيف تحث الحكومات في سياساتها الصحية على أن تعتمد في سياساتها وممارساتها الصحية  هذه الأداة المعلوماتية – المسماة بـ AWaRe – التي صدرت عن " قوائم الأدوية الأساسية النموذجية" للمنظمة، للمساعدة في جعل استخدام المضادات الحيوية أكثر أمانا وفعالية.

وتصنف الأداة المعلوماتية AWaRe أنواع المضادات الحيوية إلى ثلاث مجموعات: "الوصول والمراقبة والاحتياط"؛ فتحدد الأنواع التي ينبغي استخدامها لعلاج الأمراض الأكثر شيوعا وخطورة (مجموعة الوصول) والتي ينبغي توفرها في جميع الأوقات في نظم الرعاية الصحية (المراقبة) وتلك التي يجب أن تستخدم بشكل أقل أو كملاذ أخير (الاحتياط).

وتهدف الحملة الجديدة إلى زيادة نسبة استهلاك المضادات الحيوية في المجموعة الأولى إلى 60% على الأقل، وتقليل أنواع مجموعتي المراقبة والاحتياط، باعتبارها أنواع المضادات الحيوية الأكثر عرضة للمقاومة.

 وقد وصف الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية مقاومة مضادات الميكروبات بأنها "أكثر المخاطر الصحية إلحاحا في عصرنا وتهدد بالتراجع عن قرن من التقدم الطبي". وحث المسؤول الأممي كل البلدان على تبني نظام AWaRe واصفا إياه بالأداة القيمة والعملية.

وتدلل المنظمة على أهمية استخدام الأداة الجديدة بأن أكثر من 50% من المضادات الحيوية تستخدم حاليا "بشكل غير لائق". ومن الأمثلة على ذلك حالات استخدام العقاقير لعلاج الفيروسات (المضادات الحيوية تعالج فقط الالتهابات البكتيرية)، أو حالات صرف المضادات الحيوية الخطأ للمريض. وحسب المنظمة، يمكن أن تسهم مثل هذه الحالات في انتشار مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، فيتعرض المرضى في المستشفيات لخطر الإصابة بالبكتيريا المقاومة للميكروبات التي تسبب التهابات الدم والجروح والالتهاب الرئوي والتهاب السحايا.

ويموت حول العالم اليوم حوالي مليون طفل سنويا بسبب الالتهاب الرئوي عندما لا تتوفر لهم المضادات الحيوية المناسبة.  وتصف المنظمة ذلك بالمأساة التي تؤثر بشكل غير متناسب على البلدان منفخضة ومتوسطة الدخل.

ودعا السيد غيبريسوس في بيان له اليوم كل الحكومات إلى تبني نظام AWaRe، وقال إن على جميع البلدان تحقيق التوازن بين ضمان الحصول على المضادات الحيوية المنقذة للحياة، وبين إبطاء مقاومة الميكروبات للأدوية، وذلك باستخدام مضادات حيوية محددة، لعلاج أصعب أنواع العدوى والأمراض التي تصيب الناس، حسب قوله.