منظور عالمي قصص إنسانية

"أصحاب الهمم" العرب في فعاليات أممية لدعم الابتكار وبناء مدن المستقبل لذوي الإعاقة

الممثلة الدائمة للإمارات بالأمم المتحدة السفيرة لانا زكي المناسبة التي أطلق عليها عنوان "ربط العقول وخلق مدن المستقبل" التي شاركت بلادها في مقر الأمم المتحدة
أخبار الأمم المتحدة/حافظ خير
الممثلة الدائمة للإمارات بالأمم المتحدة السفيرة لانا زكي المناسبة التي أطلق عليها عنوان "ربط العقول وخلق مدن المستقبل" التي شاركت بلادها في مقر الأمم المتحدة

"أصحاب الهمم" العرب في فعاليات أممية لدعم الابتكار وبناء مدن المستقبل لذوي الإعاقة

حقوق الإنسان

"الابتكار من أجل شمل الجميع،" ولربط العقول وخلق مدن المستقبل كان محور فعالية خاصة، على هامش مؤتمر الدول الموقعة على اتفاقية حقوق ذوي الإعاقة. جاء الحدث الخاص ضمن الفعاليات الأممية السنوية لحوارات ومشاركات لتجارب وطنية وعالمية حول قضايا حماية ودعم هذه الفئة الاجتماعية حول العالم.

شاركت في تنظيم الفعالية بعثتا الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، يوم الأربعاء 12 يونيو بمقر الأمم المتحدة بنيويورك. ضمت الفعالية عددا من الشخصيات المؤثرة في مؤسسات البلدين بهدف تسليط الضوء على جهود الابتكارات والمبادرات الخلاقة لمساعدة ذوي الإعاقة.

خاطبت الممثلة الدائمة للإمارات بالأمم المتحدة السفيرة لانا زكي المناسبة التي أطلق عليها عنوان "ربط العقول وخلق مدن المستقبل"، بإحاطة عددت فيها مجهودات بلادها في دعم الإبداعات التكنولوجية المصممة لحماية وتعزير حقوق "أصحاب الهمم"، وهو الاسم الذي تطلقه البلاد على الأشخاص من ذوي الإعاقة.  

المناسبة تأتي في إطار الدورة الثانية عشرة لمؤتمر الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث التقت أخبار الأمم المتحدة عددا من الشخصيات الإماراتية التي لعبت أدوارا مشهودة في المناداة الناشطة والعمل الحقوقي والإعلامي لأجل تعزيز حقوق ذوي الإعاقة في المجتمع الإماراتي وفي القارة الآسيوية.

ويقول ماجد العصيمي، رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية ونائب رئيس الاتحاد الإماراتي لرياضة أصحاب الهمم إن قيادة بلاده أولت ذوي الإعاقة منذ تأسيس الدولة ودستورها نصيب الأسد، حسب تعبيره، في الرعاية والاهتمام وتطوير الحياة. ويضيف "لم نجد في الحقيقة أن الأبواب كانت موصدة، أو عوائق كثيرة. فكانت العملية تتطلب تركيزا على التوعية عند المجتمع والمسؤولين".

Soundcloud

حقوق ذوي الإعاقة: موائمة التشريعات الوطنية مع الاتفاق الدولي

الأكاديمي القانوني والمستشار الأول في إدارة السياسات والاستراتيجيات للتنمية المستدامة في حكومة دبي، د. أحمد العمران، يقول إن بلاده وقعت على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة منذ أن فتح باب التوقيع وصادقت عليها مع مطلع العام 2010.

وقد شرعت الإمارات، حسب د. العمران، في العمل على تحقيق المواءمة التشريعية بين قوانينها والاتفاقات الدولية التي دفعت بها الأمم المتحدة، ويضيف د. العمران:

Soundcloud

"تم تعديل قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الإماراتي عام 2009 قبل أن تصادق الدولة على الاتفاقية، وتمت مراجعة العديد من التشريعات في المواضيع ذات الصلة بتنفيذ أحكام الاتفاقية، منها مثلا قانون الإجراءات المدنية والجزائية وقوانين الموارد البشرية وقانون العمل. تمت كذلك مراجعة العديد من السياسات والخطط الوطنية من ضمنها رؤية الإمارات 2021 وأدرجت فيها العديد من المبادرات التي من شأنها تعزيز إدماج قضايا ذوي الإعاقة في برامج التنمية". 

وتعمل الإمارات العربية، حسب ماجد العصيمي، بشكل تعاوني مع جهات عديدة حول العالم في إطار التطوير المستمر لحياة أصحاب الهمم في دولة الإمارات، ويضيف:

"نستفيد من إخواننا وأشقائنا في كل دول العالم، ولا سيما من منظمة الأمم المتحدة، في التحديث والوصول إلى آخر ما وصلت إليه حياة أصحاب الهمم سواء كان ذلك في التكنولوجيا المطورة أو الأبحاث التي تم التوصل إليها في المجالات الصحية".

ويوضح العصيمي أن القيمة الحقيقة لما سماه بالإثراء والمعلومات التي تتيحها الدورة الراهنة من مؤتمر حقوق ذوي الإعاقة هي ما تسهم به "بشكل كبير في تسريع تطوير حياة ذوي الإعاقة في الإمارات".

رياضة ذوي الإعاقة في الأولمبياد: رسالة سلام

وفي سيرة رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية ماجد العصيمي، جانب إعلامي خاص كرسه لعدد من البرامج الإعلامية من الإذاعية (طموح لا ينتهي)، ومجلة الشباب والرياضة في إذاعة الشارقة وبرنامج (معكم نتكامل) على تلفزيون وإذاعة نور دبي.

ويضيف العصيمي إلى ذلك عمله الإداري في مجال الرياضة، بقيادته لأكبر اتحاد قاري لرياضة ذوي الإعاقة، وهي الرياضة التي صارت حدثا معتبرا ومميزا من فعاليات الألعاب. وقد تم اختياره عام 2015 رئيسا جديدا للجنة البارالمبية الآسيوية، وأعيدت تزكيته لهذا العام لأربع سنوات قادمة.

ويقول ماجد العصيمي أنه من مدرسة تعتبر الرياضة مساحة للتسامح والسلام والمحبة، ويطمح إلى أن تعمل القارة الآسيوية تحت قيادته، "بنبض واحد، وعلى قلب وجسد واحد" حسب تعبيره، وهو يدير الآن خمسة أقاليم في قارة آسيا، يصفها بـ" الكبيرة جدا ومتعددة الثقافات والديانات".

ويفخر الإماراتي الإداري في اللجنة البارالمبية الآسيوية بإنجاز خاص مع دولتي كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، حيث عمل مع اللجنة على جمع الدولتين باسم فريق مشترك للكوريتين، في أولمبياد السنة الماضية، كعمل رمزي يؤكد على أن الرياضة الأولمبية والبارالمبية هي رسالة سلام وتسامح.

"عملت لأكثر من ثمانية أشهر على أن يدخل الفريقان الكوريان ضمن فريق واحد لبطولة الألعاب الآسيوية التي تعد الألعاب الأكبر على مستوى القارة بمشاركة 43 دولة. وقد نجحنا في إقناع الكوريتين بأن يدخلا تحت علم واحد وزيّ واحد في طابور الافتتاح، وأن يشاركا في بعض الرياضات أيضا ضمن منتخب واحد. وقد حقق الفريق في الواقع نتائج جيدة في كرة الطاولة والسباحة".

ويسعى رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية الإماراتي ماجد العصيمي بالتعاون مع الفريق العامل في مجلس الاتحاد الآسيوي على خطط طموحة "لاستكمال ما بدأنا فيه لأن تكون الرياضة دائما منبرا للمحبة والخير والتسامح، وأن تتاح لذوي الإعاقة الفرصة الكاملة لممارسة الرياضة، بغض النظر عن التحديات" سواء كانت في جانب الأدوات أو الملاعب أو العلم بالنسبة للمدربين.   

المزيد في حوار ماجد العصيمي مع أخبار الأمم المتحدة:

Soundcloud