منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة والجامعة العربية: هدف مشترك لتعزيز السلام ومنع نشوب الصراعات

جلسة مجلس الأمن حول إطار تعزيز التعاون والشراكة بين المجلس وجامعة الدول العربية.
UN Photo/Loey Felipe
جلسة مجلس الأمن حول إطار تعزيز التعاون والشراكة بين المجلس وجامعة الدول العربية.

الأمم المتحدة والجامعة العربية: هدف مشترك لتعزيز السلام ومنع نشوب الصراعات

السلم والأمن

تحت رئاسة الكويت، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة تناول فيها التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لتعزيز السلام ومنع نشوب الصراعات. 

تحدث في الجلسة أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

أكد غوتيريش عدم قدرة أي منظمة أو دولة على معالجة التحديات المعقدة التي يواجهها العالم، بمفردها. وقال إن المشاكل الدولية تتطلب حلولا دولية.

وأضاف أن الأمم المتحدة والجامعة العربية تتشاركان في مهمة واحدة وهي منع نشوب الصراع، وحل الخلافات، والعمل بروح التضامن والاتحاد.

وذكر الأمين العام أن من بين التحديات التي تواجه المنطقة، توجد فرص للبناء على ميثاقي المنظمتين من أجل العمل الذي يحقق تغييرا لشعوب العالم العربي والعالم بأسره.

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

أكد غوتيريش التمسك بالالتزام المشترك تجاه حل الدولتين القائم على قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والاتفاقات السابقة والقانون الدولي.

كما قلت سابقا، لا يوجد بديل لحل الدولتين، لا توجد خطة بديلة. إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967 وحل الدولتين المتفاوض عليه، هما السبيل الوحيد لوضع أسس السلام الدائم.

Tweet URL

 

سوريا 

قال غوتيريش إن التصعيد المميت شمال غرب سوريا شرد مئات الآلاف، وقد يؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة لثلاثة ملايين شخص يقيمون في إدلب إذا استمر الوضع على ما هو عليه. 

"بعد أكثر من 8 سنوات من العنف، ما زال الصراع في سوريا يخلف آثارا مدمرة على السكان المدنيين وعبئا على الدول المجاورة، كما يهدد السلم والأمن الدوليين. أكرر ندائي للاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي، الذي يجب أن يسود في كل الظروف بما في ذلك أثناء مكافحة الإرهاب". 

وأضاف غوتيريش أن العنف في سوريا يعد تذكرة صارخة بالحاجة العاجلة لتخطيط مسار سياسي للسلام الدائم لجميع السوريين.  

 وأضاف أن ذلك يتطلب حلا سياسيا جامعا وذا مصداقية، بناء على قرار مجلس الأمن 2254 ، بما في ذلك تشكيل لجنة دستورية جامعة ومتوازنة وذات مصداقية. 

وقال غوتيريش إن دعم وانخراط المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، أمر أساسي. وأكد أن أي حل يجب أن يحترم السلامة الإقليمية لسوريا، بما في ذلك الجولان السوري المحتل. 

الأمين العام يلقي كلمته أمام جلسة مجلس الأمن حول إطار تعزيز التعاون والشراكة بين المجلس وجامعة الدول العربية.
UN Photo/Loey Felipe
الأمين العام يلقي كلمته أمام جلسة مجلس الأمن حول إطار تعزيز التعاون والشراكة بين المجلس وجامعة الدول العربية.

ليبيا 

وأعرب الأمين العام عن القلق البالغ بشأن آثار الاشتباكات المسلحة الدائرة الآن على ليبيا والمنطقة. وأكد عدم وجود حل عسكري للنزاع هناك، مشددا على ضرورة العمل لوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات. 

وشكر غوتيريش جامعة الدول العربية وأعضاءها على الدعم المستمر لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا والممثل الخاص غسان سلامة. 

العراق

ورحب الأمين العام بجهود العراق لتعزيز علاقاته مع الدول المجاورة. وأكد حاجة العراق للدعم المستمر من المنطقة والمجتمع الدولي لمساعدته على إعادة البناء والتغلب على الآثار التي خلفها تنظيم داعش. 

وقال إن على الدول العربية المجاورة للعراق دورا مهما، مضيفا أن الأمم المتحدة ستواصل مساعدة الحكومة العراقية بما في ذلك عبر دعم الاستقرار وإعادة البناء وتيسير الحوار والتعاون الإقليميين بشأن أمن الحدود والطاقة والبيئة والمياه واللاجئين.

لبنان 

أكد أنطونيو غوتيريش أهمية عمل جامعة الدول العربية لدعم سيادة لبنان واستقلاله وسلامته الإقليمية. ودعا إلى فعل المزيد لمساعدة لبنان، الذي تأثر بشكل كبير بالتطورات الإقليمية واستضافته السخية لأعداد كبيرة من اللاجئين، في تعزيز مؤسسات الدولة والوفاء بالتزاماته الدولية والحفاظ على استقراره وأمنه. 

اليمن 

أكد أمين عام الأمم المتحدة مواصلة العمل لاستئناف المفاوضات التي تقود إلى الحل السياسي الدائم في اليمن. 

"يتعين بذل كل جهد لمعالجة المعاناة الهائلة على الأرض، في ظل الأزمة الإنسانية التي ما زالت تعد الأكبر في العالم. إن تطبيق اتـفاق ستوكهولم لن يؤدي فقط إلى تحسين الوصول الإنساني بشكل كبير، لكنه سيساعد أيضا في التوصل إلى تسوية سياسية دائمة. كل هذه الجهود تتطلب صبرا، وحسن نية والتزاما متواصلا منا جميعا للحفاظ على المكاسب والبناء عليها". 

السودان

قال الأمين العام إن السودان يمر بمرحلة انتقال حساسة. وأكد أن الأمم المتحدة تعمل مع الشركاء الإقليميين، وخاصة الاتحاد الأفريقي، لدعم هذه العملية بهدف تمكين الأطراف السودانية من التوصل إلى اتفاق بشأن السلطة الانتقالية الجامعة بقيادة مدنية. 

مكتب جديد لتعزيز التعاون

وأعلن الأمين العام أن مكتب الأمم المتحدة للاتصال مع الجامعة العربية في القاهرة سيكون جاهزا للعمل هذا الشهر. وأبدى امتنانه للحكومة المصرية لدعمها وحسن استضافتها.

وأكد قناعته بأن المكتب، وهو الأول من نوعه الذي يمول من الميزانية العادية للأمم المتحدة، سيحسن فعالية التعاون بين المنظمتين. 

وأكد عزمه على مواصلة الانخراط البناء وتعميق التعاون مع الجامعة العربية للنهوض بالرؤية التي يتضمنها ميثاق الأمم المتحدة من أجل مصلحة الشعوب التي تخدمها المنظمتان. 

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يصافح أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية قبيل افتتاح جلسة مجلس الأمن حول إطار التعاون بين المنظمتين.
UN Photo/Loey Felipe
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يصافح أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية قبيل افتتاح جلسة مجلس الأمن حول إطار التعاون بين المنظمتين.

 

أبو الغيط: أمن المنطقة محوري لصيانة الأمن العالمي 

في كلمته أمام المجلس، قال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن المنطقة العربية تعج بنزاعات وأزمات عميقة، كان معظمها مطروحا أمام المجلس، إلا أنه "لم يتمكن – في بعض الأحيان – من اتخاذ مواقف واضحة في التعامل معها، أو من تنفيذ المواقف التي توصل إليها لتسويتها. 

أبو الغيط، أشار في إحاطته إلى تعقد الوضع في سوريا، وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن ومعاناة الشعب اليمني، ووقوع ليبيا مجددا في أتون أعمال عسكرية باتت تهدد نسيجها الاجتماعي. هذا بالإضافة إلى القضية الفلسطينية، حيث قال: 

"استمرار الاحتلال الإسرائيلي كان وسيظل المصدر الأكبر لزعزعة الاستقرار وإذكاء التطرف في إقليم الشرق الأوسط وما وراءه. ولن ينعم إقليمنا بأمن ولن يعرف استقرارا حقيقيا دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان وإقامة الدولية الفلسطينية المستقلة، والتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للنزاع العربي الإسرائيلي".

وأكد أمين عام الجامعة العربية أن الجامعة عازمة على الاضطلاع بدور أكثر فعالية للمساهمة في حفظ السلم والأمن في المنطقة العربية وردع أي مخاطر تهدد أعضاءها. وأضاف: 

"الحفاظ على أمن المنطقة العربية هو شرط محوري لصيانة منظومة الأمن العالمي، وتهديده أو النيل منه ينطوي على تبعات خطيرة لن تقف عن حدود منطقتنا العربية". 

ومن أجل تعزيز التعاون بين المنظمتين، الإقليمية والأممية، أكد أبو الغيط أن ضرورة إرساء ترتيب دائم لتبادل المعلومات بشفافية وصراحة بين الجانبين؛ والارتقاء بمستوى التنسيق بين الجامعة والأمم المتحدة من قبل مبعوثي وممثلي الأمم المتحدة إلى مناطق النزاعات العربية، بما يفضي إلى تفاهم موحد ومشترك لأسباب اندلاع هذه الصراعات. وقال: 

"التعاون الذي نتطلع إليه مع مجلس الأمن وأجهزة الأمم المتحدة يجب أن يمتد ليشمل كافة مراحل الإنذار المبكر والوساطة والمساعي الحميدة والدبلوماسية الوقائية وتسوية النزاعات وبناء واستدامة السلام بعد انتهاء الصراعات".

 

وزير خارجية الكويت صباح خالد الحمد الصباح يترأس جلسة مجلس الأمن حول إطار طار تعزيز التعاون والشراكة بين المجلس وجامعة الدول العربية.
UN Photo/Loey Felipe
وزير خارجية الكويت صباح خالد الحمد الصباح يترأس جلسة مجلس الأمن حول إطار طار تعزيز التعاون والشراكة بين المجلس وجامعة الدول العربية.

الكويت: التعاون بين المنظمتين دون المستوى المنشود

من جانبه، رحب رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي وزير خارجية الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، بقرب افتتاح مكتب الأمم المتحدة لدى الجامعة العربية، مؤكدا أن ذلك من شأنه أن يزيد من فعالية التعاون بين أمانتي المنظمتين. 

ولكنه أشار إلى أن التعاون ما زال دون المستوى والطموح والتطلعات، لا سيما في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات هائلة ومعقدة، حيث بلغ عدد تلك القضايا على طاولة المجلس تسع قضايا، أبرزها القضية الفلسطينية، حسبما ذكر.  

وأعرب الشيخ صباح خالد الحمد الصباح عن أمله في مواصلة التشاور بصورة دورية بين المجلس والجامعة، على جميع المستويات. وأضاف: 

"نحن على يقين بأن جامعة الدول العربية بإمكانها أن تساهم بشكل إيجابي في دعم جهود الأمم المتحدة في التغلب على التحديات التي تواجه دول المنطقة". 

وكرر وزير الخارجية التأكيد على إيمان الكويت التام بأن احترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة واضطلاع مجلس الامن بمسؤولياته، أهم الدعائم التي يقوم عليها السلم والأمن الدوليان، مشددا كذلك على قناعة بلاده بمبدأ حل النزاعات بالطرق السلمية والمفاوضات والوساطة، بموجب الميثاق.