منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تبدي القلق بشأن وفاة واختفاء مهاجرين في ليبيا

  (من الأرشيف) الطفل عيسى مهاجر من النيجر يبلغ من العمر 14 عاما، داخل مركز احتجاز في ليبيا. توفيت والدته قبل عامين في النيجر. تمكن عيسى من جمع 450 دولارا أمريكيا، كان يأمل في أن يدفعها نظير العبور على متن قارب إلى إيطاليا. تم اعتقاله واحتجازه. يناير / كان
© UNICEF/UN052682/Romenzi
(من الأرشيف) الطفل عيسى مهاجر من النيجر يبلغ من العمر 14 عاما، داخل مركز احتجاز في ليبيا. توفيت والدته قبل عامين في النيجر. تمكن عيسى من جمع 450 دولارا أمريكيا، كان يأمل في أن يدفعها نظير العبور على متن قارب إلى إيطاليا. تم اعتقاله واحتجازه. يناير / كانون الثاني 2017

الأمم المتحدة تبدي القلق بشأن وفاة واختفاء مهاجرين في ليبيا

حقوق الإنسان

أعربت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلق عميق إزاء الظروف المروعة التي يعاني منها المهاجرون واللاجئون رهن الاحتجاز في ليبيا - حيث توفي حوالي 22 شخصا بمرض السل وأمراض أخرى في مركز احتجاز الزنتان منذ أيلول/سبتمبر 2018. 

كما أعربت المفوضية عن قلقها إزاء التقارير المستمرة عن حالات الاختفاء والاتجار بالبشر، بعدما يعترض خفر السواحل الليبي الناس في البحر. 

وفي مؤتمر صحفي عقده بجنيف، أوضح روبرت كولفيل المتحدث باسم المفوضية، أنه منذ بداية العام، تم اعتقال أكثر من 2300 شخص قبالة ساحل ليبيا ووضعهم في مرافق احتجاز.  

وأفاد خفر السواحل الليبي بأنه منذ 30 نيسان/أبريل، قام بتسليم مئات الأشخاص إلى منشأة في الخمس تخضع لإشراف "إدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية". ويشمل ذلك 203 أشخاص تم تسليمهم هناك في 23 أيار/مايو. ومع ذلك، تشير منشأة الخمس إلى وجود 30 مهاجرا الآن فقط.

وفي هذا السياق، أعرب كولفيل عن قلق كبير حيال "التقارير التي تفيد بأن المهاجرين يباعون للعمل القسري أو للمهربين الذين يعدونهم بالعبور إلى أوروبا، وأن بعض النساء قد تم بيعهن للاستغلال الجنسي".  

وأضاف كولفيل أن المفوضية وثقت منذ زمن طويل أنواع الانتهاكات المروعة التي يتعرض لها المهاجرون واللاجئون في ليبيا، وأن المفوضية تحث حكومة الوفاق الوطني على البدء فورا في تحقيق مستقل لتحديد مكان هؤلاء المفقودين. "يجب أن يكون خفر السواحل الليبي وإدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية مسؤولين أمام كل شخص رهن الاحتجاز، وأن يضمنوا احترام حقوقهم الإنسانية. نذكّر الحكومة بأنه عندما يموت شخص في الحجز، هناك افتراض بمسؤولية الدولة. يقع على عاتق ليبيا واجب كبير يتمثل في حماية حياة الأفراد المحرومين من الحرية، بما في ذلك توفير الرعاية الطبية اللازمة لهم". 

الظروف في الزنتان ترقى إلى التعذيب 

خلال زيارة قام بها فريق المفوضية مؤخرا إلى مركز الزنتان للاحتجاز الذي يضم 654 لاجئا ومهاجرا، وجد الفريق أن سكان الزنتان يعانون من سوء التغذية الحاد ويفتقرون إلى المياه ويُحتجزون في مستودعات مزدحمة تنبعث منها رائحة القمامة والنفايات من المراحيض الفائضة. 

 ونقلا عن فريق المفوضية، قال كولفيل "إن الأشخاص المحتجزين في المركز يحصلون على وجبة واحدة فقط تتمثل في 200 جرام من المكرونة العادية يوميا، وإن حوالي 432 إريتريا محتجزون في المرفق - 132 منهم من الأطفال – يحصلون على نصف هذه الكمية من الغذاء، وإن أكثر من 60 شخصا يعانون من مرض السل محتجزون في حظيرة عزل منفصلة. وقد تم نقل ثلاثين آخرين إلى معتقل غريان الواقع جنوبي طرابلس بالقرب من خط المواجهة الحالي. وبحسب ما ورد تم إرسالهم إلى هناك ليموتوا لعدم وجود مرافق دفن للمسيحيين في الزنتان". 

المتحدث باسم المفوضية شدد على أن "الظروف في مركز الزنتان للاحتجاز ترقى إلى مستوى المعاملة أو العقوبة اللاإنسانية أو المهينة، وقد تصل إلى حد التعذيب". 

لا يزال حوالي 3400 مهاجر ولاجئ محتجزين في طرابلس، حسب أرقام الأمم المتحدة. وفي هذا السياق تناشد المفوضية السلطات في ليبيا والمجتمع الدولي ضمان الإفراج الفوري عن المهاجرين واللاجئين المحتجزين في مرافق الاحتجاز هذه، وتوسيع نطاق خيارات الإخلاء وإعادة التوطين والعودة الإنسانية الطوعية بشكل عاجل، وتطوير بدائل للاحتجاز. 

تداعيات الفيضانات في غات مدمرة 

قال عبد الرحمن غندور، القائم بأعمال منسق الشؤون الإنسانية بالإنابة، في بيان أصدره اليوم "إن الفيضانات المدمرة التي اجتاحت مدينة غات في جنوب غرب ليبيا أثرت الآن على 20 ألف شخص وهم في حاجة إلى المساعدة الإنسانية".
وقد تضرر أكثر من 2500 شخص بشدة وتم إنقاذ حوالي 500 شخص، وتوفي أربعة أشخاص من بينهم ثلاثة أطفال.
وتوفر الأمم المتحدة وشركاؤها المياه النظيفة والغذاء والأدوية ومواد الطوارئ الأساسية للسكان المتضررين.