منظور عالمي قصص إنسانية

"لازلتُ امرأة" عنوان فعالية حول قضايا المرأة تركز على الآثار المتفاوتة والاحتياجات الهائلة للنساء في سياق الأزمات بالمنطقة العربية

غلاف لمنشور صندوق الأمم المتحدة للسكان في مؤتمر عالمي حول قدرات النساء على الإنجاز
UNFPA/Publication Cover
غلاف لمنشور صندوق الأمم المتحدة للسكان في مؤتمر عالمي حول قدرات النساء على الإنجاز

"لازلتُ امرأة" عنوان فعالية حول قضايا المرأة تركز على الآثار المتفاوتة والاحتياجات الهائلة للنساء في سياق الأزمات بالمنطقة العربية

الصحة

تشكل الأزمات الإنسانية وما يرتبط بها من نزوح سكاني مشكلة كبيرة ومتنامية في جميع أنحاء العالم. وقد تكون الأزمات وحالات الطوارئ قصيرة الأجل أو قد تستمر لسنوات عديدة ويمكن أن تتخذ أشكالا مختلفة، بما في ذلك العنف والصراع وعدم الاستقرار السياسي والكوارث الطبيعية والتدهور البيئي والمشكلات المناخية الدورية، وكلها سمات للأزمات التي تؤثر على واحدة أو أكثر من الدول العربية.

ويمكن أن تتأثر النساء والفتيات بشكل غير متناسب بهشاشة هذه الأزمات.

لرفع الوعي بهذه المشكلة عقد صندوق الأمم المتحدة للسكان فعالية على هامش مؤتمر "وومين ديليفر" (Women Deliver) المنعقد في فانكوفر بكندا، تحت عنوان "لازلت امرأة: قضايا المرأة في سياق الأوضاع الإنسانية بالمنطقة العربية".  

الدكتور شبل صهباني، مستشار إقليمي للصحة الإنجابية لدى صندوق الأمم المتحدة للسكان، وأحد منظمي الفعالية، تحدث إلى موقع "أخبار الأمم المتحدة" عن أهمية هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات، قائلا إنه "في أوقات النزاع يتأثر الجميع بالعنف. إلا أن النساء والفتيات على وجه الخصوص هن أكثر عرضة لخطر العنف وخاصة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وذلك بسبب غياب الحماية الاجتماعية والافتقار إلى الوصول الآمن للخدمات بما فيها خدمات الصحة الإنجابية، في ظل زيادة انعدام المساواة بين الجنسين أثناء الأزمات الإنسانية".

وأضاف صهباني أن "اختيار هذا الموضوع بعنوان "لا زلت امرأة" يعطي الصحة الانجابية الأهمية التي تستحقها ضمن الأولويات الإنسانية ويشجع على تجديد الالتزام ببرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية -رؤية القاهرة 1994 خصوصا ونحن على أبواب الطريق إلى نيروبي لتجديد هذه الالتزامات".

ويصادف هذا العام الذكرى الخامسة والعشرين لبرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية لعام 1994، والذي دعت خلاله 179 حكومة إلى حصول جميع الناس على الرعاية الصحية الإنجابية الشاملة، بما في ذلك تنظيم الأسرة الطوعي، وخدمات الحمل والولادة الآمنة. وفيما يحتفل صندوق الأمم المتحدة للسكان بإنجازاته خلال ال 25 سنة الماضية حول الصحة الجنسية والإنجابية والحقوق الإنجابية والمساواة بين الجنسين وتمكين الشباب وحقوق الافراد في الحصول على معلومات وخدمات الصحة، فهو يدرك أن التنفيذ كان متفاوتا في ظل التحديات المتعلقة بالفقر ووضع النساء والفتيات، والهجرة إلى جانب حالات الطوارئ والنزاعات المسلحة.

من بين 136 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة، هناك 34 مليون امرأة وفتاة

وخلال السنوات القليلة الماضية، ظل الوضع في المنطقة العربية متوترا في ظل التدهور الملحوظ في النزاعات الإقليمية والأمن والوصول الإنساني. مع استمرار حالات الطوارئ التي طال أمدها في بلدان مثل العراق وليبيا وفلسطين والصومال والسودان وسوريا والتصعيد المأساوي للنزاعات كما هو الحال في اليمن، يحتاج ما يقدر بنحو 56.4 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية في المنطقة، كما ذكر الدكتور صهباني، مشيرا إلى أن النساء والفتيات يتأثرن بشكل غير متناسب بالأزمات الإنسانية ويواجهن العديد من تحديات الصحة الجنسية والإنجابية في هذه السياقات.

ومن بين 136 مليون شخص في العالم الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، هناك 34 مليون (1 من 4 أشخاص) من النساء والفتيات في سن الإنجاب. وهن أكثر عرضة لعواقب النزوح: خطر أكبر للاستغلال الجنسي؛ الزواج القسري؛ الافتقار إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية الأساسية، بما في ذلك تنظيم الأسرة. ويحتاج ما يقرب من 5 ملايين امرأة حامل، و22 مليون من الأطفال حديثي الولادة والرضع، إلى المساعدة في الأوضاع الإنسانية والهشة.

ثلاث ركائز يجب التشديد عليها لتحسين وضع النساء في سياق الأزمات 

وهذه الفاعلية التي تنعقد على هامش مؤتمر "وومين ديليفر" (Women Deliver) هي مشروع تعاوني بين صندوق الأمم المتحدة للسكان ومكتب الصندوق الإقليمي للدول العربية والاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة، المكتب الإقليمي للعالم العربي (IPPF-AWRO).

ومن بين المتحدثين في هذه الفعالية -بالإضافة إلى الدكتور صهباني-، صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة زيد، وهي مناصرة عالمية لصحة المرأة والوليد والطفل والمراهق ورفاهيتهم في أوضاع إنسانية وهشة؛ الدكتورة دانييلا ليجيرو، المديرة التنفيذية والرئيسة التنفيذية لمبادرة "معا لأجل الفتيات"؛ السيدة دانييل بيل، ممثلة المفوضية السامية لحقوق الإنسان في العراق؛ السيدة بيرانجير بويل يوسفي، ممثلة كيل. صندوق الأمم المتحدة للسكان في ليبيا؛ السيدة فدوى بخادة، المديرة التنفيذية للجمعية المغربية لتنظيم الأسرة، IPPF؛ السيدة آية العوبلي، كبيرة موظفي المركز الإقليمي للنهوض بالفتيات المراهقات في Mercy Corps، بالأردن.

ويشارك في مؤتمر "وومين ديليفر" الذي تحتضنه دولة كندا بمشاركة رئيس وزرائها بالإضافة إلى شخصيات هامة في العالم، بالإضافة إلى حوالي 8000 مشارك من جهات مانحة وممثلين عن جهات حكومية وغير حكومية مختلفة ومنظمات إنسانية. الأمر الذي يشكل فرصة لصندوق الأمم المتحدة للسكان للتشديد على ثلاث ركائز، كما قال د. صهباني، وهي:

  1. دمج وترسيخ الصحة الإنجابية في البرامج الوطنية للاستجابة لحالات الأزمات الإنسانية.
  2. الاستثمار في الجهوزية، أو ما قبل حدوث الأزمة، لاستجابة أنجع لاحتياجات النساء والفتيات والشباب وإشراكهم في برامج الطوارئ وعدم اعتبارهم كمستفيدين فقط.
  3. حث صانعي القرار والجهات المانحة على وضع احتياجات النساء والشباب والصحة الإنجابية ضمن الأولويات في حالات الطوارئ والأزمات وتجديد التزاماتهم في مؤتمر نيروبي بتشرين الثاني/نوفمبر 2019.

 

مزيد من المعلومات في الحوار الهاتفي مع الدكتور شبل صهباني.

 

 

Soundcloud