منظور عالمي قصص إنسانية

برنامج الأغذية يحذر من أزمة إنسانية في ظل تدمير محاصيل زراعية حيوية في سوريا وسط تصاعد القتال في إدلب وحماة

أطفال فروا من العنف المتصاعد في إدلب، يحتمون هنا في مخيم مكتظ بالنازحين في قرية العتمة بالقرب من الحدود التركية في الجمهورية العربية السورية. (مايو 2019).
UNICEF/Watad
أطفال فروا من العنف المتصاعد في إدلب، يحتمون هنا في مخيم مكتظ بالنازحين في قرية العتمة بالقرب من الحدود التركية في الجمهورية العربية السورية. (مايو 2019).

برنامج الأغذية يحذر من أزمة إنسانية في ظل تدمير محاصيل زراعية حيوية في سوريا وسط تصاعد القتال في إدلب وحماة

المساعدات الإنسانية

أفاد برنامج الأغذية العالمي في سوريا بأن "أزمة إنسانية تتكشف في شمال غرب البلاد، حيث أدى الصراع في إدلب والمناطق المحيطة بها إلى موجة من النزوح الجماعي".

وأوضحت مروى عوض، المتحدثة باسم البرنامج في سوريا، أن "أكثر من 300000 شخص فروا من منازلهم فيما يستمر المزيد بالفرار من القصف. ويتوجه معظم النازحين نحو الحدود الشمالية مع تركيا حيث تخطت المخيمات طاقة استيعابها".

وفي حوار مع موقع "أخبار الأمم المتحدة" قالت عوض إن برنامج الأغذية العالمي وشركاءه في المجال الإنساني يتسابقون مع الزمن لتغطية احتياجات النازحين الغذائية، مضيفة أن "اندلاع العنف الأخير في إدلب وشمال حماة قد خلف عشرات الضحايا، وأدى إلى إحراق آلاف الفدادين من المحاصيل والأراضي الزراعية. الأمر الذي يهدد الأمن الغذائي وسبل عيش ملايين السوريين الذين أرهقوا بالفعل تحت وطأة ثماني سنوات من الأزمة".

وذكرت المتحدثة باسم البرنامج أن "الأولوية القصوى الوحيدة هي إنهاء هذا الصراع الوحشي"، داعية جميع أطراف النزاع إلى احترام الحياة المدنية والبنية التحتية والسماح للعمال الإنسانيين بالوصول الآمن إلى أولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة، بغض النظر عن هويتهم وأصلهم.

النساء والأطفال وكبار السن معرضون للخطر بشكل خاص

وبحسب برنامج الأغذية العالمي، ما لم يتوقف التصعيد في الشمال الغربي، سيُزهق المزيد من الأرواح وسيستمر النزوح في هذه المنطقة الضيقة.

النساء والأطفال وكبار السن معرضون للخطر بشكل خاص، لا سيما أولئك الذين يحتم عليهم الفرار سيرا على الأقدام والمشي لعدة أيام للعثور على الأمان. ويجبر البعض على بيع أشيائهم الثمينة لتأمين أجرة النقل من قراهم إلى شمالي إدلب. ويوزع برنامج الأغذية العالمي على النازحين حديثا المساعدات الغذائية الطارئة، كما يوزع الأطعمة المعلبة الجاهزة للأكل على العائلات أثناء تنقلها.

وذكر البرنامج أن بعض شركائه هُجروا داخل إدلب بسبب العنف، بينما أصيب عدد قليل آخر بجروح.

ونتيجة لموجة العنف الأخيرة وفقدان سبل العيش، يعمل البرنامج على زيادة شحناته الشهرية من الحصص الغذائية للوصول إلى 700000 شخص في الشمال الغربي من خلال عملياته على الحدود عبر تركيا. وقبل شهر نيسان/أبريل، كان برنامج الأغذية العالمي يصل إلى حوالي 600000 شخص في الشمال الغربي كل شهر.

وبحسب آخر بيانات برنامج الأغذية العالمي، هناك 6.5 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في البلاد، 75% من الناس في جميع أنحاء سوريا يعيشون في فقر مدقع.

ويقدم البرنامج حاليا مساعدات غذائية شهريا إلى 3.5 مليون شخص في سوريا.

الوضع في مخيم الهول المكتظ بالسكان يزداد سوءا

ومؤخرا، زارت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في سوريا مخيم الهول في الحسكة. وأفادت بأن هناك تكدسا هائلا في هذا المخيم، مما يؤثر على الحياة اليومية للأسر وخاصة من الناحية الصحية لأن هناك عددا لا بأس به من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، مشيرة إلى أن التكدس في مطلع الصيف قد يؤدي إلى أمرض معدية.

وردا على سؤال حول أوضاع العالقين داخل المخيم، أوضحت مروى عوض أن "هناك نسبة كبيرة من النازحين من دير الزور والرقة. وهؤلاء عالقون هناك لمخاوف سياسية. قالوا لنا إنهم يرغبون في ترك المخيم والعودة إلى ديارهم".

ويعمل البرنامج على تقديم المساعدة الإنسانية لجميع سكان مخيم الهول بغض النظر عن هوياتهم. وفي هذا السياق ذكرت المتحدثة باسم البرنامج في سوريا أن معظم الأسر تعولها نساء فقدن أزواجهن بسبب القتال، وهن يتكلن على المساعدات الإنسانية التي يقدمها البرنامج.

"الوضع صعب من ناحية حجم المخيم"، أوضحت عوض، "حيث تم بناؤه ليأوي 25 ألف شخص فقط، أما الآن فيضم حوالي 74 ألفا". وأعربت المتحدثة عن أملها في إيجاد حل لهذا المخيم وللعالقين بداخله، مشيرة إلى أن "الحل المؤقت قد يكون إنشاء إمدادات للمخيم في محاولة لاستيعاب أعداد أخرى، وتحسين الخدمات الصحية. أما الحل طويل الأمد، فيتمثل بإيجاد حل لوضع سكانه".

تجدر الإشارة إلى أن المخيم لا يضم فقط سوريين بل يأوي أيضا عراقيين ورعايا بلدان أخرى يرغبون في العودة إلى ديارهم.

 

 

Soundcloud