منظور عالمي قصص إنسانية

قرار أممي بتخصيص يوم دولي لإحياء ذكرى ضحايا العنف على أساس الدين 

(من الأرشيف) أطفال يرتدون قمصانا عليها شعار "متحدون ضد الكراهية" في فعالية جمعت بين أتباع الديانات المختلفة كنيس "بارك إيست" في مدينة نيويورك، تكريما لذكرى ضحايا هجوم على كنيس يهودي في مدينة بيتسبيرغ الأميركية..
UN Photo/Rick Bajornas
(من الأرشيف) أطفال يرتدون قمصانا عليها شعار "متحدون ضد الكراهية" في فعالية جمعت بين أتباع الديانات المختلفة كنيس "بارك إيست" في مدينة نيويورك، تكريما لذكرى ضحايا هجوم على كنيس يهودي في مدينة بيتسبيرغ الأميركية..

قرار أممي بتخصيص يوم دولي لإحياء ذكرى ضحايا العنف على أساس الدين 

حقوق الإنسان

بعد الزيادة غير المسبوقة للعنف ضد أماكن العبادة وأتباع الديانات المختلفة والأقليات، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بتخصيص الثاني والعشرين من أغسطس/آب من كل عام ليكون يوما دوليا لإحياء ذكرى ضحايا العنف القائم على الدين أو المعتقد. 

قدم مشروع القرار، الذي اُعتمد بالإجماع، البرازيل وكندا ومصر والعراق والأردن ونيجيريا وباكستان وبولندا والولايات المتحدة الأميركية. 

وأعربت الدول الأعضاء، في القرار، عن القلق البالغ بشأن استمرار أعمال العنف والتعصب على أساس الدين أو المعتقد ضد الأفراد، بمن في ذلك المنتمون لمجتمعات دينية أو أقليات. 

وأكد القرار أن الإرهاب والتطرف العنيف، بكل أشكالهما وصورهما لا يمكن ولا يجب أن يرتبطا بأي دين أو جنسية أو حضارة أو مجموعة عرقية. 

ياتزيك تشابوفيتش وزير خارجية بولندا، الذي استعرض القرار نيابة عن مقدميه، قال إن اليوم الدولي يهدف إلى تكريم الضحايا والناجين الذين عادة ما يتم نسيانهم. 

وأشار إلى سلسلة الهجمات الأخيرة، ومنها ما استهدف مسجدين في كرايست تشيرتش في نيوزيلندا، والمسيحيين في سري لانكا في عيد الفصح. وحذر من أن الكراهية الموجهة ضد جماعات دينية قد تؤدي إلى قتل الأبرياء، وأشار إلى تقارير تفيد بأن ثلث سكان العالم يعانون من شكل من أشكال الاضطهاد الديني. 

وتهدف أعمال الإرهاب تلك إلى تخويف أعضاء الجاليات الدينية، وإثنائهم عن ممارسة شعائرهم الدينية التي تـُحظَر في بعض الدول حتى في المنازل. 

ولا يحدد القرار دينا أو معتقدا معينا، ولكنه يشمل كل ضحايا العنف ويسعى إلى رفع الوعي بأهمية احترام التنوع الديني. 

ونيابة عن مقدمي مشروع القرار أعرب وزير خارجية بولندا عن الأمل في أن يساعد القرار في مكافحة جرائم الكراهية وأعمال العنف المرتبطة بالدين أو المعتقد، وتشجيع الحوار بين أتباع الديانات. 

وأعرب المندوب المصري عن القلق لمعاناة ملايين البشر حول العالم من الصور النمطية والعنصرية والتمييز أو أعمال العنف على أساس الدين أو المعتقد. 

وسلط الضوء على ما وصفه بالتنامي المقلق لأيدلوجيات الجناح اليميني. وقال إن بعض الجماعات والأحزاب السياسية تثير التحريض وتستغل المخاوف غير المبررة والمعلومات المغلوطة لتحقيق أهدافها السياسية الضيقة. 

وقال إن ذلك أدى إلى زيادة غير مسبوقة في العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب، بما في ذلك ضد المهاجرين. وشدد على مسؤولية المجتمع الدولي في بذل جهود حقيقية لمعالجة خطاب الكراهية، بما في ذلك عبر وسائل الإعلام الحديثة. 

مندوب بعثة الفاتيكان لدى الأمم المتحدة أعرب عن القلق الجسيم إزاء الهجمات الكثيرة الأخيرة ضد الجاليات الدينية وغيرها من الأقليات. وأشار إلى وثيقة الإخاء الإنساني للسلم العالمي والعيش المشترك، التي وقعها في فبراير/شباط البابا فرانسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب. 

وتؤكد الوثيقة أن الأشخاص لا الأديان هم من يتحملون مسؤولية ارتكاب أعمال العنف. وتدعو جميع القادة السياسيين والدينيين إلى وضع حد للحروب والصراعات والتدهور البيئي. 

كما تدعو المسيحيين والمسلمين إلى احترام بعضهم البعض والعمل معا من أجل صالح البشرية.