منظور عالمي قصص إنسانية

خبير أممي يدعو إلى الوقف الفوري "للاضطهاد الجماعي" الذي يتعرض له جوليان أسانج

جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس. المصدر: فيديو لمكتب حقوق الإنسان
الصورة من فيديو لمفوضية حقوق الإنسان.
جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس. المصدر: فيديو لمكتب حقوق الإنسان

خبير أممي يدعو إلى الوقف الفوري "للاضطهاد الجماعي" الذي يتعرض له جوليان أسانج

حقوق الإنسان

قال نيلز ميلزر، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب والمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، إنه يخشى من أن تُنتهك حقوق جوليان أسانج الإنسانية بشكل خطير إذا تم تسليمه إلى الولايات المتحدة، مدينا الاعتداء المتعمد والمتضافر الذي ارتكب منذ سنوات بحق مؤسس ويكيليكس. 

يأتي ذلك في بيان صحفي أصدره الخبير الأممي، اليوم الجمعة، في أعقاب زيارته لجوليان أسانج القابع في أحد سجون لندن. 

وأشار نيلز ميلزر إلى أن أكثر ما يقلقه هو احتمال تعرض أسانج في الولايات المتحدة "لخطر حقيقي يتمثل في انتهاكات خطيرة لحقوقه الإنسانية، بما في ذلك حريته في التعبير وحقه في محاكمة عادلة وحظر التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة".  

وفي بيانه قال المقرر الخاص "خلال 20 عاما من العمل مع ضحايا الحرب والعنف والاضطهاد السياسي، لم يسبق لي أن رأيت مجموعة من الدول الديمقراطية تتحد لعزل شخص واحد وتهديده وإساءة معاملته عن قصد لفترة طويلة من الزمن في ظل إظهار القليل من الاعتبار للكرامة الإنسانية وحكم القانون. الاضطهاد الجماعي لجوليان أسانج يجب أن ينتهي هنا والآن". 

وفي رسائل رسمية أرسلت في وقت سابق من هذا الأسبوع، حث ميلزر الحكومات المعنية على الامتناع عن مواصلة نشر أو التحريض على أو التسامح مع البيانات أو غيرها من الأنشطة التي تضر بحقوق أسانج الإنسانية وكرامته، وعلى اتخاذ تدابير لتزويده بالتعويض وإعادة التأهيل المناسبين عن الضرر الماضي.

كما ناشد الحكومة البريطانية عدم تسليم أسانج إلى الولايات المتحدة أو إلى أي دولة أخرى غير قادرة على تقديم ضمانات موثوقة بعدم نقله إلى الولايات المتحدة. وذكّر المملكة المتحدة بالتزامها بضمان حصول أسانج دون عوائق على مستشار قانوني والوثائق اللازمة والإعداد الكافي بما يتناسب مع تعقيد الإجراءات القانونية الحالية. 

"حملة متضافرة لا هوادة فيها ضد أسانج" 

وقال بيان المقرر الخاص إنه منذ عام 2010، "عندما بدأت ويكيليكس بنشر أدلة على جرائم الحرب والتعذيب التي ارتكبتها القوات الأمريكية، شهد العالم جهودا مستدامة ومتضافرة من قبل عدة دول من أجل تسليم السيد أسانج إلى الولايات المتحدة لمحاكمته، مما أثار قلقا بالغا بشأن تجريم الصحافة الاستقصائية في انتهاك لكل من الدستور الأمريكي والقانون الدولي لحقوق الإنسان". 

وأضاف "ومنذ ذلك الحين، كانت هناك حملة لا هوادة فيها وغير مقيدة من المضايقات العامة والتخويف والتشهير ضد أسانج، ليس فقط في الولايات المتحدة، ولكن أيضا في المملكة المتحدة، والسويد، وفي الآونة الأخيرة، الإكوادور"، قال الخبير، موضحا أن ذلك يشمل مجموعة لا نهاية لها من التصريحات المهينة والمذلة والتهديدية عبر الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن أيضا من قِبل شخصيات سياسية بارزة، وحتى من قبل قضاة مشاركين في الإجراءات القانونية ضد أسانج. 

وأدان المقرر الخاص، بأشد العبارات، الطبيعة المتعمدة والمنسقة والمستمرة للإيذاء الذي تعرض له أسانج وشجب بقوة فشل جميع الحكومات المعنية المستمر في اتخاذ تدابير لحماية حقوقه الإنسانية الأساسية وكرامته، قائلا "من خلال إظهار موقف الرضا عن الذات في أحسن الأحوال، والتواطؤ في أسوأ الأحوال، خلقت هذه الحكومات جوا من الإفلات من العقاب يشجع على تشويه سمعة أسانج وإساءة معاملته". 

وزارة العدل الأمريكية توجه 17 تهمة إضافية إلى أسانج  

وأعرب نيلز ميلزر عن قلق خاص إزاء الإعلان الأخير الذي أصدرته وزارة العدل الأمريكية حول إضافة 17 تهمة جديدة ضد السيد أسانج بموجب قانون التجسس، الذي يحمل حاليا عقوبة تصل إلى 175 عاما في السجن. وقال ميلزر، الذي كان يتابع أيضا المخاوف السابقة حيال صحة أسانج، إن هذا الحكم قد يؤدي إلى السجن مدى الحياة بدون الإفراج المشروط، أو حتى عقوبة الإعدام، إذا تمت إضافة تهم أخرى في المستقبل". 

وعلى الرغم من أن أسانج لا يُحتجز في الحبس الانفرادي، إلا أن المقرر الخاص أعرب عن قلق بالغ لأن تواتر ومدة زيارات المحامين المحدودة لأسانج وعدم تمكنه من الوصول إلى ملفات القضية ووثائقه، يجعل من المستحيل عليه إعداد دفاعه بشكل مناسب في أي من الإجراءات القانونية المعقدة التي تتراكم ضده. 

وضع أسانج الصحي سيئ  

وقد رافق ميلزر أثناء زيارته للسجن في 9 أيار/ مايو الجاري، خبيران طبيان متخصصان في فحص الضحايا المحتملين للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة. 

وقد تمكن الفريق من التحدث إلى أسانج بسرية وإجراء تقييم طبي شامل. 

وقال الخبير الأممي إن صحة أسانج تأثرت بشكل خطير بالبيئة المعادية والتعسفية جدا التي تعرض لها لسنوات عديدة. وبالإضافة إلى الأمراض الجسدية، أظهر أسانج جميع الأعراض المعتادة التي تأتي جراء التعرض لفترة طويلة من التعذيب النفسي، بما في ذلك التوتر الشديد والقلق المزمن والصدمات النفسية الشديدة. 

قال الخبير: "الأدلة قوية وواضحة. السيد أسانج تعرض بشكل متعمد، لعدة سنوات، لأشكال حادة تدريجية من المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، والتي لا يمكن وصف آثارها التراكمية إلا بالتعذيب النفسي". 

يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهو جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم. ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.