منظور عالمي قصص إنسانية

من فيينا، الأمين العام يدعو إلى فرض ضرائب على الكربون ورفع الدعم عن الوقود الأحفوري 

لا يعترف تلوث الهواء بالحدود السياسية، ولذا يتطلب تحسين نوعية الهواء إجراءات حكومية مستمرة ومنسقة ومحاولة خفض الإنبعاثات بنسبة 25% بحلول 2030
Photo: UNEP
لا يعترف تلوث الهواء بالحدود السياسية، ولذا يتطلب تحسين نوعية الهواء إجراءات حكومية مستمرة ومنسقة ومحاولة خفض الإنبعاثات بنسبة 25% بحلول 2030

من فيينا، الأمين العام يدعو إلى فرض ضرائب على الكربون ورفع الدعم عن الوقود الأحفوري 

المناخ والبيئة

دعا أمين عام الأمم المتحدة حكومات العالم إلى فرض ضرائب على التلوث وإنهاء الدعم للوقود الأحفوري (مثل النفط والغاز والفحم)، قائلا إن "ما نقوم به هو استخدام أموال دافعي الضرائب لتدمير العالم". 

الأمين العام أنطونيو غوتيريش تحدث في فيينا يوم الثلاثاء إلى ائتلاف R20 المعني بالعمل المناخي، بصحبة حاكم ولاية كاليفورنيا السابق أرنولد شوارزنيغر، لحشد الدعم السياسي قبيل قمة المناخ المقررة في سبتمبر المقبل في نيويورك. 

وعن توقعاته للقمة، قال السيد غوتيريش: 

"أطلب من القادة ألا يأتوا بخطب جميلة، بل بخطط ملموسة لتعزيز العمل المناخي الذي نحتاج إليه. هدفي من القمة هو إظهار حدوث قفزة في الطموح السياسي الوطني والجماعي. أريدها أن توضح أن لدى الحكومات والجهات الفاعلة الرئيسية في المجتمع المدني والشركات خططا موثوقة لاقتصاد صافي الانبعاثات بحلول منتصف القرن. أريد أن يتحد العالم معا للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية دون 1.5 درجة مئوية والوفاء بوعد اتـفاق باريس".

ائتلاف R20 للعمل المناخي هو منظمة بيئية غير ربحية أسسها حاكم ولاية كاليفورنيا السابق أرنولد شوارزنيغر في سبتمبر 2011، بدعم من الأمم المتحدة. وهو عبارة عن تحالف من الحكومات المحلية والشركات الخاصة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والمالية، التي تعمل معا على تسريع الاستثمارات في الاقتصاد الأخضر للمساهمة في تحقيق أهـداف التنمية المستدامة

وتطرق السيد غوتيريش إلى زيارته إلى جنوب المحيط الهادئ، التي شملت نيوزلندا وفيجي وتوفالو، الدولة الجزرية الصغيرة التي تواجه تهديدا وجوديا بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر. وقال "من الواضح أنه ليس لدينا وقت نضيعه. في جميع أنحاء العالم، يفقد الناس الآن منازلهم ويجبرون على الهجرة بسبب تغير المناخ. مستوى سطح البحر في ارتفاع والفيضانات والجفاف وحرائق الغابات والعواصف الشديدة تظهر في كل مكان". 

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في قمة ائتلاف R20 يلتقي بالرئيس النمساوي ألكساندر فان دير بيلن وحاكم كاليفورنيا السابق أرنولد شوارزينغر والناشطة في مجال المناخ غريت ثونبرغ
UN Vienna/Nikoleta Haffar
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في قمة ائتلاف R20 يلتقي بالرئيس النمساوي ألكساندر فان دير بيلن وحاكم كاليفورنيا السابق أرنولد شوارزينغر والناشطة في مجال المناخ غريت ثونبرغ

ومن أجل تحسين صمود المجتمعات في وجه تغير المناخ، دعا الأمين العام كذلك إلى إحداث تغيير في نمط عيش البشر، "تغيير سريع وعميق في كيفية قيامنا بالأعمال التجارية وتوليد الطاقة وبناء المدن وإطعام العالم،". وأشار إلى ضرورة تجهيز العالم لاقتصاد ومجتمعات ما بعد الكربون، بما يمكن أن يوفر رخاء شاملا للجميع على كوكب صحي. 

وأكد الأمين العام على الدور الكبير الذي يلعبه التحالف، وذلك لأهمية الإجراءات المتعلقة بالمناخ على المستوى المحلي في معالجة أزمة المناخ. وقال "ليس فقط لأن الحكومات المحلية أقرب إلى الناس، ولكن أيضا لأن المناطق والمدن هي المحرك الرئيسي للاقتصاد العالمي".  

ومن خلال التحالف، وجه الأمين العام رسالة إلى الناس والحكومات الوطنية، مفادها أنه ليس هناك مستقبل للكربون في القرن الحادي والعشرين. وأضاف: 

"نحتاج إلى فرض ضرائب على التلوث، وليس على الناس، وإنهاء الإعانات المقدمة للوقود الأحفوري. قصة إعانات الوقود الأحفوري لا يتم شرحها بصورة جيدة. إذ لا يزال كثير من الناس يعتقدون أن تقديم الدعم للوقود الأحفوري هو وسيلة لتحسين الظروف المعيشية للناس. لا يوجد شيء أكثر خطأ من ذلك. ما نقوم به هو استخدام أموال دافعي الضرائب، أي أموالنا، لزيادة الأعاصير ونشر الجفاف وإذابة الأنهار الجليدية وتبييض الشعاب المرجانية. في كلمة واحدة تدمير العالم".

هذا وأعلن أمين عام الأمم المتحدة أنه طلب من رئيس فرنسا ورئيس وزراء جامايكا وأمير قطر حشد الدعم الدولي اللازم لتمويل العمل المناخي، حيث ينص اتـفاق باريس على جمع 100 مليار دولار سنويا، من المصادر العامة والخاصة في البلدان المتقدمة، لتعزيز جهود التخفيف من آثار تغير المناخ في العالم النامي والتكيف معها.  

وطلب السيد غوتيريش من جميع المستثمرين التوقف عن تمويل التلوث، وزيادة الإقراض للمشروعات الخضراء ومنخفضة الكربون. وقال: 

"نحن بحاجة إلى إزالة الكربون من البنية التحتية الحضرية والتوقف عن بناء مصانع جديدة للفحم تسمم الهواء الذي نستنشقه. نحن بحاجة إلى تشجيع الاستهلاك والإنتاج المستدامين ودعم الزراعة الصديقة للمناخ التي تعتمد على الحلول القائمة على الطبيعة، وليس على المدخلات الكيميائية. باختصار، نحن بحاجة إلى اقتصاد أخضر، وليس إلى اقتصاد رمادي. نحن بحاجة إلى اقتصاد المستقبل، وليس اقتصاد الماضي".