منظور عالمي قصص إنسانية
الأمين العام يعزي لاتشيل تشيتيتي أرملة جندي حفظ السلام تشانسي تشيتيتي الذي لقي حتفه أثناء إنقاذ زميله في الكونغو الديمقراطية. منح تشيتشي أرفع وسام في الأمم المتحدة تقديرا لخدماته منقطعة النظير..

"مات لأحيا".. ضابط حفظ سلام يضحي بحياته لينقذ زميله

UN Photo/Eskinder Debebe
الأمين العام يعزي لاتشيل تشيتيتي أرملة جندي حفظ السلام تشانسي تشيتيتي الذي لقي حتفه أثناء إنقاذ زميله في الكونغو الديمقراطية. منح تشيتشي أرفع وسام في الأمم المتحدة تقديرا لخدماته منقطعة النظير..

"مات لأحيا".. ضابط حفظ سلام يضحي بحياته لينقذ زميله

السلم والأمن

خلال تبادل لإطلاق النيران بين قوات حفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجماعات مسلحة في شرق البلاد، رأى الجندي الملاويّ تشانسي تشيتيتي زميله التنزاني مصابا بجروح بالغة لم يتمكن على أثرها من الحركة. لم يقو تشيتيتي على ترك زميله خلفه في مرمي نيران العدو.

هب تشيتيتي لنجدة زميله، العريف علي خميس العمري، حيث أحضره بمفرده إلى مكان آمن وقدم له الإسعافات الأولية المنقذة للحياة تحت طلقات النيران.

Soundcloud

في مقابلة مع مركز الأمم المتحدة للإعلام في العاصمة التنزانية دار السلام، روى العريف العمري وقائع هذا اليوم قائلا:

"أتذكر أنه كان يوم 14 نوفمبر، تلقينا تعليمات بالذهاب إلى معسكر نارو في كيديديويه في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. كانت عملية مشتركة مع قوات حفظ السلام من ملاوي، وكان هناك قتال عنيف ... أصبت برصاصة في ساقي. ولحسن حظي كنت بالقرب من الجندي تشيتيتي، الذي هب لنجدتي وضمد جراحي بينما كنا ما زلنا منخرطين في القتال. بعد وهلة التفت لأجده ميتا. أصيب برصاص الجماعات المسلحة وتوفي."

الملاويّ تشانسي تشيتيتي لقي مصرعه أثناء إنقاذه لحياة زميله. وعلى أثر ذلك نجا العريف العمري، وساعدت بطولة وتضحية تشانسي تشيتيتي زملاءه من حفظة السلام على تحقيق هدفهم وطرد "قوات التحالف الديمقراطي"، التي كانت تعرقل الاستجابة لمرض الإيبولا.

الجندي الملاويّ تشانسيي تشيتيتي قضى نحبه فيما كان يساعد زميله المصاب خلال قيامهم بعملية "أوسلاما" ضد المتمردين في الجزء الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية
Photo: MONUSCO
الجندي الملاويّ تشانسيي تشيتيتي قضى نحبه فيما كان يساعد زميله المصاب خلال قيامهم بعملية "أوسلاما" ضد المتمردين في الجزء الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية

وخلال إحياء اليوم الدولي لحفظة السلام الأمميين، كرمت الأمم المتحدة الجندي تشيتيتي ومنح الأمين العام أنطونيو غوتيريش أرملته "ميدالية الكابتن مباي دياني للشجاعة الاستثنائية". ومدح الراحل قائلا:

"لقد ساعد الجندي تشيتيتي ببطولته وتضحيته التي تؤثر الغير، حفظة السلام في تحقيق هدفهم وطرد الميليشيات من معقلها، وكان ذلك ضروريا لاستمرار الاستجابة للإيبولا. لقد أنقذ رفاقه وساعد الأمم المتحدة في حماية المستضعفين."

العريف العمري صارحنا بمشاعره، بعد مرور نحو سبعة أشهر على الحادثة، قائلا إنه يشعر بتأنيب الضمير لفقدان زميله، وأضاف:

"كنت أتمنى لو لم تنتهِ الواقعة بهذا الشكل، لكنها إرادة الله وأنا أدعو له."

وأكد أن تضحية تشيتيتي لن تذهب هباء، مشيرا إلى أن هذه الحادثة علمته الكثير من الصبر والتعاون وتنفيذ المسؤوليات المنوطة به بجد.

العريف علي خميس العمري، من تنزانيا، نجا من نيران العدو في الكونغو الديمقراطية بفضل شجاعة زميله الراحل تشيتيتي.
UNIC Dar es Salaam
العريف علي خميس العمري، من تنزانيا، نجا من نيران العدو في الكونغو الديمقراطية بفضل شجاعة زميله الراحل تشيتيتي.

ولتكريم جنود حفظ السلام الذين جادوا بأرواحهم في عمليات الأمم المتحدة المختلفة لحماية المدنيين، قال العمري:

"ينبغي على الأمم المتحدة مواصلة مساعدة حفظة السلام وتقديم الدعم لهم ورفع مستوى عملهم وقدراتهم، لأن حفظ السلام أمر جيد ومهم للغاية."

وأثناء تواجد عائلة تشيتيتي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، قالت أخته يونيس تشيبيتا في حوار أجريناه معها أن شقيقها كان شخصا جديا ويعمل بجد في كل مهامه، وأضافت:

"هذه لم تكن المرة الأولى التي يذهب فيها إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، كانت المرة الثانية له. على الرغم من أنه كان يعرف ما قد يحدث هناك، إلا أنه تطوع بنفسه للذهاب للمساعدة في إحلال السلام هناك، حتى يعيش السكان في بلد أفضل."

وروت شقيقته كيف كان تشيتيتي ودودا حريصا على زيارة أهله وعائلته كلما عاد في زيارة إلى موطنه ملاوي، وقالت:

"أتذكر في إحدى المرات عندما عاد من جمهورية الكونغو الديمقراطية، زار عددا من أقاربنا. جاء من أقصى البلاد من زوزو في شمال ملاوي إلى ميلونغوي في وسط البلاد، لمجرد أن يلقي السلام فقط."