منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: النظم البيئية تواجه تهديدات غير مسبوقة، والآثار ستكون وبالا على الجميع 

تعمل نساء في مشاتل الأشجار التي تم إنشاؤها في قرية كوييلي ألفا، بالسنغال، كجزء من مبادرة الجدار الأخضر الكبير، وذلك من أجل تحسين الظروف المعيشية للسكان، وتحسين حفظ التنوع البيولوجي وتعزيز استدامة الأرض.
NOOR for FAO/Benedicte Kurzen
تعمل نساء في مشاتل الأشجار التي تم إنشاؤها في قرية كوييلي ألفا، بالسنغال، كجزء من مبادرة الجدار الأخضر الكبير، وذلك من أجل تحسين الظروف المعيشية للسكان، وتحسين حفظ التنوع البيولوجي وتعزيز استدامة الأرض.

الأمين العام: النظم البيئية تواجه تهديدات غير مسبوقة، والآثار ستكون وبالا على الجميع 

المناخ والبيئة

منذ عام 1990، فقدت الأرض 28.7 مليون هكتار من الغابات التي تساعد على امتصاص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضارة من الغلاف الجوي، فيما يتعرض مليون نوع من النباتات والحيوانات للانقراض، وأكثر من 90% من الأرصدة السمكية البحرية إما يتناقص أو يتعرض للصيد المفرط، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

ومع هذا التدهور في الطبيعة بمعدلات لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، تواجه النظم الإيكولوجية (البيئية) في العالم تهديدات غير مسبوقة، كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للتنوع البيولوجي، قال فيها:

"هذا التنوع البيولوجي عنصر حيوي لصحة البشر ورفاههم سواء تعلق الأمر بفرادى الأنواع أم بالنظم الإيكولوجية بأكملها. فجودة الماء التي نشربه والطعام الذي نأكله والهواء الذي نستنشقه ترتهن بالحفاظ على سلامة العالم الطبيعي".

وسلط الأمين العام الضوء على "الحاجة إلى نظم إيكولوجية سليمة لتحقيق أهـداف التنمية المستدامة والتصدي لتغير المناخ"، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه أن يوفر 37% من عوامل التخفيف الضرورية من التغير المناخي للحد من ارتفاع درجات الحرارة في العالم.  

ويتوقع أن تؤدي الاتجاهات السلبية الحالية في التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية إلى تقويض التقدم المحرز لبلوغ 80% من الغايات المندرجة تحت أهداف التنمية المستدامة. وهو أمر "ببساطة، لا يمكننا أن نسمح بوقوعه"، كما أشار الأمين العام أنطونيو غوتيريش، قائلا إن "آثار ذلك ستكون وبالا على الناس في جميع أنحاء العالم".

وتحيي الأمم المتحدة اليوم الدولي للتنوع البيولوجي في 22 مايو / أيار من كل عام، ويبرز اليوم الدولي هذا العام أثر إهمال البيئة على الأمن الغذائي والصحة العامة.  

وبحسب رسالة الأمين العام، يعاني النظام الغذائي الراهن في العالم من اختلال متزايد. إذ لا يستطيع مليارات الناس الحصول على التغذية السليمة، في الوقت الذي يتم فيه فقدان أو هدر نحو ثلث الإنتاج الغذائي.  

وتوضح الرسالة أن طرق زراعة وتجهيز ونقل واستهلاك الأغذية هي من الأسباب الرئيسية المفضية إلى فقدان التنوع البيولوجي، كما أنها أيضا من العوامل المساهمة في تغير المناخ.

ومن هذا المنطلق، دعا الأمين العام إلى التحرك بسرعة لقلب هذه الاتجاهات وتشجيع التغيير الذي يحقق التحول المنشود. وقال:

"إن أوقفنا الممارسات الضارة بيئيا وقمنا بتنويع نظمنا الغذائية وتعزيز أنماط الإنتاج والاستهلاك الأكثر استدامة، سنتمكن من أن نحسن الصحة العالمية، ونعزز الأمن الغذائي، ونقوي القدرة على التكيف مع تغير المناخ".

وحث الأمين العام جميع الحكومات والمؤسسات التجارية والمجتمع المدني على اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية شبكة الحياة الهشة والحيوية على كوكب الأرض وإدارتها على نحو مستدام.