منظور عالمي قصص إنسانية

تزايد أعداد الضحايا والنزوح في ليبيا، ووكالات الأمم المتحدة تفيد باستمرار المصادمات

(من الأرشيف) آثار الدمار في طرابس
OCHA/Giles Clarke
(من الأرشيف) آثار الدمار في طرابس

تزايد أعداد الضحايا والنزوح في ليبيا، ووكالات الأمم المتحدة تفيد باستمرار المصادمات

السلم والأمن

قالت منظمة الصحة العالمية إن أعداد الضحايا جراء الأعمال القتالية في طرابلس وحولها قد بلغ 454 قتيلا و2154 جريحا حتى الأسبوع الماضي، فيما تجاوز عدد النازحين الآن عشرات الآلاف، لجأ بعضهم إلى مراكز جماعية.

وأضافت المنظمة، في بيان صحفي، أن استمرار المصادمات حول خطوط المواجهة يؤدي إلى مزيد من النزوح الجماعي. 

وأورد البيان تضرر 12 سيارة إسعاف في المصادمات. وفي إحدى الحالات، تمت مهاجمة سيارة إسعاف تحمل علامات واضحة يوم الأربعاء الموافق 8 مايو في منطقة قصر بن غشير جنوب العاصمة، مما تسبب في إصابة مدير الخدمة الطبية للإسعاف والطوارئ بجروح بالغة أدت إلى فقد ساقيه. 

وقد نددت منظمة الصحة العالمية ومنسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا بالهجمات على العاملين في المجال الصحي وسيارات الإسعاف، وذكّر المدير الإقليمي لمكتب المنظمة لشرق المتوسط أطراف النزاع بأن "الانتهاك الصارخ لقواعد الحرب الأساسية يمكن أن يعرض عمليات المستشفيات الميدانية وفرق الإسعاف للخطر ومنع العاملين الصحيين المتفانين من أداء واجباتهم المنقذة للحياة".

وشددت منسقة الشؤون الإنسانية ماريا دو فالى ريبيرو على ضرورة "أن يتحمل من أمروا ونفذوا هذا الهجوم المسؤولية القانونية والأخلاقية عن هذا العمل الشنيع".

استجابة منظمة الصحة العالمية والتحديات

وعن استجابة منظمة الصحة العالمية لأزمة طرابلس، قال البيان إن فرق الطوارئ الطبية تواصل إجراء العمليات الجراحية في المستشفيات التي تستقبل الجرحى. إذ تمكنوا، اعتبارا من 9 مايو، من إجراء 203 عملية جراحية كبرى و172 عملية جراحية بسيطة.

كما تخطط المنظمة لتعبئة الإمدادات الطبية لمرافق الرعاية الصحية الأولية لضمان استعداد المرافق الصحية القريبة من مراكز النازحين لخدمة المشردين.

وأورد البيان التحديات والثغرات التي تواجه عمل المنظمة في ليبيا وتعيق فرق الإسعاف الميدانية، ومنها استمرار الاشتباكات المسلحة وتلف الخطوط الكهربائية بسبب القصف ونقص الوقود في العديد من المناطق.

الاشتباكات المسلحة تهدد المدنيين والمهاجرين في طرابلس 

وفي نفس السياق، أعربت المنظمة الدولية للهجرة عن القلق إزاء تدهور الوضع الإنساني في طرابلس والمناطق المجاورة، حيث أشارت إلى نزوح أكثر من 66 ألف شخص الآن من المناطق المتضررة في طرابلس منذ اندلاع النزاع المسلح في 4 أبريل، وذلك وفقا لمصفوفة تتبع النزوح الخاصة بها.

وتساعد المصفوفة تتبع النزوح، التي تم تنشيطها مع بدء الصراع، على تحديد حالات النزوح، فضلا عن تعزيز ونشر المعلومات الحيوية التي تستخدمها المنظمة الدولية للهجرة للتخطيط لاستجابة المجتمع الإنساني على نطاق أوسع.

وحذرت وكالة الهجرة الأممية من تزايد أعداد النازحين بسرعة مع اشتداد القتال، وفي ظل غياب هدنة إنسانية لإطلاق النار، مما يبعث على القلق. وأعربت المنظمة عن قلقها بشكل خاص إزاء وضع أكثر من 3300 مهاجر، من بينهم أطفال ونساء حوامل.

آلاف المدنيين ينتقلون يوميا هربا من القصف

من ناحيتها، أشارت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى المواجهات والغارات الجوية في المدينة وحولها، بما في ذلك الغارات الجوية والقصف المدفعي في عين زارة بتاجورة وبالقرب من مطار طرابلس الدولي خلال الأيام القليلة الماضية. 

وقال المتحدث باسم المفوضية تشارلي ياكسلي إن "آلاف المدنيين ينتقلون يوميا إلى مواقع أكثر أمانا في المدن على طول الساحل ونحو جبال نفوسة". 

وأضاف المتحدث باسم المفوضية أن الاحتياجات الإنسانية آخذة في الازدياد بسبب محدودية الطعام والأدوية وصعوبة التنقل داخل المدينة. 

هذا وتواصل المفوضية رصد احتياجات النازحين، وتقوم بتوزيع البطانيات وفرش النوم ومواد الإغاثة الأساسية الأخرى.

وأشارت المفوضية إلى محاولة مغادرة حوالي 944 شخصا الساحل الليبي في قوارب، غرق منهم 65 شخصا قبالة ساحل تونس الأسبوع الماضي، وأعيدت غالبية الناجين الـ 879 إلى ليبيا. 

وكررت المفوضية القول إنه "لا ينبغي إعادة أي شخص إلى ليبيا"، مشددة على الحاجة إلى نهج ذي شقين يركز على زيادة قدرة البحث والإنقاذ من سفن المنظمات غير الحكومية والدولة، والزيادة الفورية في عمليات الإجلاء الإنساني للاجئين والمهاجرين خارج مراكز الاحتجاز في طرابلس.