منظور عالمي قصص إنسانية

ميانمار: مقتل ستة محتجزين بيد الجيش، ومفوضية حقوق الإنسان تدعو إلى تحقيق نزيه في الحادث

(من الأرشيف) طفل في معسكر تونج باو بولاية راخين - ميانمار.
© UNICEF/UN0229016/Sirman
(من الأرشيف) طفل في معسكر تونج باو بولاية راخين - ميانمار.

ميانمار: مقتل ستة محتجزين بيد الجيش، ومفوضية حقوق الإنسان تدعو إلى تحقيق نزيه في الحادث

حقوق الإنسان

أعربت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلق عميق إزاء وضع ما يتراوح بين 40 و50 صبيا ورجلا، يقال إنهم مازالوا محتجزين منذ 30 نيسان/أبريل في مدرسة بقرية كياوك تان في بلدة راثيداونغ بولاية راخين بميانمار- ستة منهم قتلوا في 2 أيار/ مايو على يد جيش ميانمار.

وأفاد مكتب القائد الأعلى في ميانمار في 2 أيار/ مايو بأن جيش ميانمار المعروف باسم "تاتماداو"، أطلق النار على 275 رجلا وصبيا احتُجزوا مؤقتا في مدرسة قروية، مما أسفر عن مقتل ستة وجرح ثمانية.  

ووفقا لما قاله مكتب تاتماداو، فتح الجنود النار عندما حاولت المجموعة الاستيلاء على أسلحتهم، لكن مصادر أخرى تعارض هذا الرواية، إذ تفيد بأن الجيش فتح النار بشكل عشوائي بعد أن حاول أحد المحتجزين الفرار. وقد أعلن الجيش أنه بدأ تحقيقا في الحادث.

ومما قيل أيضا إنه بعد إطلاق النار، وُضِعت جثث الرجال الستة أمام مرأى الجميع في القرية التي ظلت حتى يوم أمس محاطة بالجيش وحيث بدأ الطعام ينفد.

ويُعتقد أن الرجال والصبيان قد احتُجزوا في أعقاب هجمات شنتها جماعة مسلحة، تابعة لجيش أراكان المعارض، على قاعدتين للجيش في 9 من نيسان/أبريل.

ووفقا للمعلومات التي تلقاها مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، حاصر التاتماداو قرية كيوك تان في 30 نيسان/أبريل، ودعا جميع الذكور الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاما إلى الحضور إلى المدرسة المحلية. وأُفرج عمن تجاوزوا الستين من العمر، بينما ذُكر أن الآخرين تعرضوا لسوء المعاملة والاحتجاز، بما في ذلك الحرمان من النوم والطعام.

ومنذ 2 أيار/ مايو، تم إطلاق سراح معظم الأولاد والرجال في مجموعات، بعد استجوابهم. ومع ذلك، مازال حوالي 50 شخصا رهن الحبس الانفرادي، دون الاتصال بمحامين أو أطباء أو شكل آخر من أشكال الحماية. وهم يعتمدون على أفراد الأسرة للحصول على الطعام.

وفي حين فرضت قيود صارمة على وصول وسائل الإعلام والعديد من الجهات الدولية الفاعلة إلى مناطق النزاع في راخين بما يجعل التحقيق المستقل أمرا بالغ الصعوبة، تشير التقارير إلى أن ستة رجال اعترفوا بعلاقاتهم مع جيش أراكان وتم عصب أعينهم ونقلهم ليلة الثلاثاء إلى سفينة البحرية.

وتشير مفوضية حقوق الإنسان إلى أن هذا الحادث ليس بجديد. ففي 22 نيسان/أبريل، قُتل بالرصاص ثلاثة رجال من راخين كانوا من بين 27 شخصا قُبض عليهم في مراوك يو، بعد هجوم جيش أراكان في 9 نيسان/ أبريل الماضي. وقد دحضت السلطات الادعاءات القائلة إنهم قد أطلقوا النار على الرجال الثلاثة ولكن جثثهم أحرقت بعد وقت قصير من وفاتهم وقبل إخطار أسرهم.

وفي هذا السياق أعربت المفوضية عن قلق عميق إزاء عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء، والاحتجاز التعسفي بمعزل عن العالم الخارجي وسوء المعاملة، والاستخدام المطول للمدرسة لأغراض عسكرية، وما يبدو أنه عقاب لمجموعة كبيرة من القرويين على أعمال العنف التي ارتكبتها جماعة مسلحة. كما أعربت عن القلق أيضا من الإعلان عن قيام الجيش بالتحقيق في هذه الحادثة.، حيث أشارت المفوضية مرارا وتكرارا إلى أن التحقيقات التي يجريها جيش تاتماداو لا تؤدي إلا إلى تبييض جرائمه.

وكررت دعواتها إلى إجراء تحقيق نزيه ومستقل وموثوق به في الحادث الذي وقع في كياوكتان، إلى جانب الحادث الذي وقع في مراوك يو.

هذا واستمر تصاعد النزاع بين جيش تاتماداو وجيش أراكان في ولاية راخين في الأسابيع الأخيرة. وفي هذا الصدد تدعو مفوضية حقوق الإنسان الحكومة إلى احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان، وجميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي.