منظور عالمي قصص إنسانية

مشاعر بالفخر والغضب في مراسم تذكارية لمن فقدوا حياتهم في خدمة الأمم المتحدة  

الأمين العام أنطونيو غوتيريس يضيء  شمعة خلال الفعالية السنوية لتكريم موظفي الأمم المتحدة الذين فقدوا  حياتهم أثناء تأدية مهامهم.
UN Photo/Mark Garten
الأمين العام أنطونيو غوتيريس يضيء شمعة خلال الفعالية السنوية لتكريم موظفي الأمم المتحدة الذين فقدوا حياتهم أثناء تأدية مهامهم.

مشاعر بالفخر والغضب في مراسم تذكارية لمن فقدوا حياتهم في خدمة الأمم المتحدة  

شؤون الأمم المتحدة

 كرم الأمين العام أنطونيو غوتيريش ذكرى 115 موظفا لدى الأمم المتحدة ينتمون إلى 43 دولة ممن فقدوا حياتهم، بين يناير 2018 وحتى شهر مارس هذا العام، أثناء تأديتهم لواجبات حفظ السلام أو تقديم المساعدات الإنسانية في مناطق الكوارث والصراعات.   

وقال الأمين العام في المقر الرئيسي للأمم المتحدة إنه يشعر بالغضب بشكل خاص "عندما يـُستهدف بشكل مباشر زملاؤنا في المجال الإنساني وحفظ السلام بسبب العمل الذي يقومون به."

مع ذلك أضاف غوتيريش، أن على موظفي المنظمة الأممية أن يشعروا بالفخر أيضا، "لأن الزملاء الذين نتذكرهم اليوم قد قضوا نحبهم في خدمة الإنسانية".  

وقد أوقد أمين الأمم المتحدة خلال المراسم "شمعة تكريم" لزملاء العمل الذين فقدوا حياتهم، ورافقته في المناسبة رئيسة الجمعية العامة ماريا فرناندا إسبينوزا ورئيسة مجلس الأمن لهذا الشهر سفيرة إندونيسيا لدى الأمم المتحدة دايان تريانسياه جاني.

من ناحيتها، أعربت السيدة إسبينوزا عن احترامها العميق لتفاني من فقدتهم الأمم المتحدة وبالتزامهم بالإنسانية، مضيفة أن "تضحياتهم لن تنسى أبدا."

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة بشكل خاص إلى أن معظم الذين فقدوا حياتهم في عمليات حفظ السلام هذا العام من ذوي الخوذات الزرقاء كانوا من الأفارقة، حيث بلغ عددهم 103 من بين 115 فردا.

وأضاف أن "العدد دليل واضح على التزام وتضحيات شركائنا الأفارقة في المساعي المشتركة نحو تحقيق السلام والأمن الدوليين." كما نوه الأمين العام إلى أن الأمم المتحدة قد فقدت منذ العام المنصرم 19 موظفا مدنيا من العاملين في وكالاتها وبرامجها، بالإضافة إلى 21 آخرين لقوا حتفهم في كارثة الطائرة الإثيوبية في مارس/آذار الماضي. 

وقال أنطونيو غوتيريش إن الأمم المتحدة مجبرة بطبيعة مهامها على العمل في بعض بيئات العالم الأكثر خطورة والأقل استقرارا، مما يتوجب عليها التخفيف قدر الإمكان من المخاطر التي تواجه موظفيها، وتقديم الدعم المناسب لأسرهم في حال وقوع الأسوأ.

وأكد غوتيريش التزامه بضمان مراجعة عمل المنظمة والتحسين المستمر لإجراءات سلامة الموظفين ورعايتهم، وعلى ضرورة "المطالبة بالعدالة والمساءلة" في كثير من الحالات التي تشكل نوعا من جرائم الحرب، حسب قوله.  

وتقيم الأمم المتحدة سنويا مراسم تذكارية لتكريم من فقدوا أرواحهم أثناء العمل في عملياتها متعددة الجوانب، في مناطق النزاعات الساخنة أو في تقديم المساعدات الإنسانية في حالات الكوارث الطبيعية، أو تلك التي تسببها النزاعات والحروب.   

 وقد نوه الأمين العام بالتزام الآلاف من الرجال والنساء من جميع أنحاء العالم "المستعدين للمخاطرة بكل شيء" لتعزيز السلام وتقديم المساعدة لأكثر الناس ضعفا واحتياجا في العالم. كما دعا إلى تكريم ذكرى من فقدو أرواحهم "من خلال إعادة تكريس أنفسنا" للعمل في "القضية النبيلة" لتعزيز السلام والازدهار وتوفير الفرص لكل امرأة ورجل وطفل على هذا الكوكب.