منظور عالمي قصص إنسانية

آثار إعصار كينيث في موزامبيق، بعض القرى تبدو وكأنها قد جرفت بجرافات 

تأثرت مقاطعة ماكوميا، الواقعة في كابو ديلجادو بموزمبيق، بشدة جراء إعصار كينيث الذي وقع في 25 نيسان/أبريل 2019.
OCHA/Saviano Abreu
تأثرت مقاطعة ماكوميا، الواقعة في كابو ديلجادو بموزمبيق، بشدة جراء إعصار كينيث الذي وقع في 25 نيسان/أبريل 2019.

آثار إعصار كينيث في موزامبيق، بعض القرى تبدو وكأنها قد جرفت بجرافات 

المساعدات الإنسانية

بعد توقف هطول الأمطار الغزيرة بعد أن ضرب إعصار كينيث شمال موزامبيق، سارع عمال الإغاثة على الأرض حول مدينة بيمبا للعمل بأسرع ما يمكنهم لإعداد الرحلات الجوية لإيصال المساعدات والإمدادات الطبية إلى جزيرة ماتيمو، واحدة من أسوأ المناطق تضررا بالإعصار. 

كما سيقوم موظفو الطوارئ أيضا بإجراء مزيد من تقييمات الأضرار والاحتياجات للوقوف على آخر الاحتياجات عندما تسمح الظروف الجوية، كما قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، حيث من المتوقع هطول مزيد من الأمطار في الأيام القادمة مما سيؤثر على عملية الاستجابة الإنسانية.  

آثار الإعصار كينيث في موزمبيق على نهر ميز على بعد 20 كم من بيمبا - 29 نيسان/أبريل 2019.
WFP/Mohamed Razak
أعقاب الإعصار كينيث في موزامبيق على نهر ميز على بعد 20 كم من بيمبا - 29 نيسان/أبريل 2019.

المنظر من الجو، بعض القرى بدت وكأنها قد جرفت بجرافات 

وحتى الآن وفقا للتقارير الحكومية، توفي 38 شخصا على الأقل في موزامبيق وأربعة على الأقل في جزر القمر عقب الإعصار، الذي يعد واحدا من أقوى الأعاصير التي ضربت أفريقيا. وقد طلبت الحكومة في جزر القمر أيضا مساعدة دولية. وفي موزامبيق، دمر الإعصار جزئيا أو كليا نحو 35 ألف منزل ومئتي فصل دراسي، تاركا الآلاف دون مأوى والأطفال دون مدارس. كما تأثرت 14 منشأة صحية على الأقل.  

وقال موظفو مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن حوالي 21 ألف شخص يحتمون الآن بمراكز الطوارئ بعد أن دمر الإعصار قراهم. وأفادوا، بعد إجراء تقييم جوي أولي قبل بضعة أيام، بأن "بعض القرى بدت وكأنها قد جرفت بجرافات".  

ولدعم جهود الاستجابة الأولية، خصص منسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك أمس 13 مليون دولار، 10 ملايين لموزامبيق وثلاثة ملايين لجزر القمر، لتوفير الأغذية والمأوى والخدمات الصحية والمياه للمحتاجين. ولكن المكتب شدد على الحاجة إلى مزيد من الموارد لحشد استجابة كافية.  

وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت عقب إعصار إيداي خطة الاستجابة الإنسانية لموزامبيق، التي تتطلب 337 مليون دولار لدعم المحتاجين في البلاد. ولم تتلق الخطة سوى أقل من 30% حتى الآن من المبلغ المطلوب. 

أفراد طاقم بعثة زمالة الطيران يقومون بتحميل الإمدادات الطبية المقدمة من اليونيسف على متن طائرة البعثة - 30 نيسان/أبريل 2019.
UNICEF/DE WET
أفراد طاقم بعثة زمالة الطيران يقومون بتحميل الإمدادات الطبية المقدمة من اليونيسف على متن طائرة البعثة - 30 نيسان/أبريل 2019.

مفوضية شؤون اللاجئين تنشر فرقها لمساعدة المتضررين 

من جانبها أفادت مفوضية شؤون اللاجئين بوصول فرقها إلى مدينة بيمبا شمال شرق البلاد لمساعدة المتضررين من الإعصار. وعلى الرغم من أن المنطقة أقل كثافة سكانية من أجزاء أخرى في موزامبيق، إلا أن الأضرار التي لحقت بها جسيمة، حيث تضرر أكثر من 160 ألف شخص بشكل مباشر، حسبما قال المتحدث باسم المفوضية تشارلي ياكسلي.  

ونقلا عن موظفي المفوضية الذين شاهدوا آثار الدمار بأعينهم مباشرة عقب الإعصار، قال ياكسلي: "غمرت المياه مناطق كثيرة من مدينة بيمبا. في أكثر المناطق حرمانا، انهارت المنازل وتسببت السيول في انتشار الوحل والقمامة في جميع أنحاء الشوارع، خاصة في الجزء السفلي من المدينة بالقرب من البحر."  

وصول مروحيات برنامج الأغذية العالمي لنقل المساعدات جوا 

وفي الوقت الحالي يعمل برنامج الأغذية العالمي على المرحلة الأولى من تقديم الدعم الغذائي الطارئ لمدة 3 أشهر، حيث قدم البرنامج حتى الآن مساعدات غذائية إلى أكثر من 11 ألف شخص منذ أن ضرب الإعصار شمال موزامبيق في كابو ديلغادو.  

يذكر أن البرنامج قد تمكن من توزيع المواد الغذائية بسرعة كبيرة بعد مرور الإعصار مباشرة، وذلك بفضل 577 طنا من المواد الغذائية كانت موجودة سلفا في مستودعات البرنامج في ماكوميا. 

نقل الإمدادات الطبية المقدمة من اليونيسف إلى طائرة بعثة زمالة الطيران - 30 نيسان/أبريل 2019.
UNICEF/DE WET
نقل الإمدادات الطبية المقدمة من اليونيسف إلى طائرة بعثة زمالة الطيران - 30 نيسان/أبريل 2019.

 

ولكن مع تأثر الطرق بشدة، أصبح الوصول إلى تلك المستودعات أكثر تعقيدا. ولذلك أرسل برنامج الأغذية العالمي مروحيتين من طراز MI-8 لنقل المساعدات الغذائية جوا، لا سيما مع توقع هطول مزيد من الأمطار في الأيام المقبلة، مما سيفاقم الوضع ويعقد وصول المساعدات الإنسانية. 

وأفاد موظفو الأمم المتحدة على الأرض بأن الناس في المناطق الأكثر تضررا فقدت كل شيء، بما في ذلك المنازل والممتلكات مثل مصائد الأسماك وأشجار جوز الهند والمزارع والماشية اللازمة لكسب العيش.  

وتشير التقييمات الحكومية الأولية إلى فقدان عشرات الآلاف من الفدادين من المحاصيل في ذروة موسم الحصاد، مما يثير القلق الشديد بشأن توفر الغذاء على المدى القصير والمتوسط والطويل.  

هذا ويعمل برنامج الأغذية العالمي في موزامبيق بالفعل على زيادة قدرة المجتمعات المحلية على مواجهة الصدمات المناخية، من خلال تشييد السدود وأنظمة الري وغير ذلك. وشدد البرنامج على أهمية التمويل الإضافي في هذا الصدد، بعد حالة الطوارئ الحالية، لضمان مساعدة البلاد على التعافي من هاتين الصدمتين المناخيتين وإعدادها لمواجهة صدمات جديدة، حيث من المتوقع أن تستمر هذه الظواهر بسبب تغير المناخ.