منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: آمال إحياء حل الدولتين، ما زالت تستبدل بمخاوف ضم الأراضي في المستقبل

روز ماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، تتحدث أمام مجلس الأمن الدولي.
UN Photo/Manuel Elias
روز ماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، تتحدث أمام مجلس الأمن الدولي.

الأمم المتحدة: آمال إحياء حل الدولتين، ما زالت تستبدل بمخاوف ضم الأراضي في المستقبل

السلم والأمن

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، استمع خلالها الأعضاء إلى إفادات من إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام، وندى مجدلاني وغيدون برومبيرغ المشاركين في تأسيس منظمة (Eco Peace Middle East)  التي تجمع متخصصين فلسطينيين وإسرائيليين وأردنيين في مجال البيئة. 

روز ماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام بدأت إحاطتها بالقول إن غياب الحل السياسي يقوض جهود معالجة الأزمة الإنسانية والاقتصادية والسياسية في الأرض الفلسطينية المحتلة.

"تحت ضغط العنف والتوسع الاستيطاني والتدابير الأحادية والانقسام الفلسطيني وانعدام الثقة، تبقى آفاق السلام العادل والدائم بعيدة المنال. آمال إحياء حل الدولتين، ما زالت تـُستبدل بالمخاوف المتنامية بشأن ضم الأراضي في المستقبل. احتمال إقامة دولة فلسطينية قادرة على البقاء ومتصلة جغرافيا ما زالت تـُقوض بالحقائق على الأرض....إن الوضع الراهن لن يؤدي سوى إلى مزيد من التدهور والتشدد بين الأطراف والمعاناة والصراع."

وتطرقت ديكارلو إلى تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، وحثت كل الفصائل الفلسطينية والقادة السياسيين على العمل معا بحسن نية لتوحيد غزة والضفة الغربية تحت حكومة فلسطينية شرعية واحدة.
كما أشارت إلى الانتخابات الإسرائيلية وتكليف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة، وأكدت استعداد الأمم المتحدة للعمل مع الحكومة بعد تشكيلها.

الاستيطان

وتحدثت المسؤولة الأممية، في الجلسة الدورية لمجلس الأمن، عن خطط بناء 2100 وحدة سكنية في مستوطنات بالمنطقة جيم من الضفة الغربية، والمناقصات لبناء 950 وحدة أخرى.

"ليس للمستوطنات أي تأثير قانوني، كما أنها تمثل انتهاكا للقانون الدولي."

وأشارت إلى استمرار هدم ومصادرة المنشآت الفلسطينية في أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك في القدس الشرقية.
 

العنف

واستعرضت المسؤولة الأممية استمرار أعمال العنف خلال الفترة التي يغطيها التقرير الدوري للأمين العام المقدم إلى مجلس الأمن الدولي، وأشارت إلى إحياء الفلسطينيين في غزة الذكرى الأولى لمسيرة العودة الكبرى في الثلاثين من مارس/آذار. 


وقالت إن غالبية المظاهرات كانت سلمية، ولكن عددا قليلا من المتظاهرين تجاهلوا دعوات ضبط النفس وشاركوا في أعمال عنف ضد إسرائيل وحاولوا اختراق الحاجز الحدودي. وقد قتل 7 فلسطينيين، منهم 4 أطفال بيد القوات الإسرائيلية في غزة كما أصيب أكثر من ألف وثلاثمئة بجراح.


وتحدثت أيضا عن إطلاق المسلحين الفلسطينيين 30 صاروخا وقذيفة هاون من غزة باتجاه إسرائيل.

وقالت إن الإطلاق العشوائي للصواريخ وقذائف الهاون باتجاه السكان المدنيين الإسرائيليين، محظور بموجب القانون الإنساني الدولي ويجب أن يتوقف فورا. وذكرت أن على حماس ضمان بقاء المظاهرات سلمية ومنع التحريض قرب الحاجز.


غزة

وتحدثت روز ماري ديكارلو عن الأزمة الإنسانية والاقتصادية المستمرة في قطاع غزة، مسلطة الضوء على معاناة النساء.


"70% من جميع النساء في غزة اليوم، عاطلات عن العمل. نتيجة لذلك فإن الأسر التي تعيلها النساء تواجه احتمالات أكبر بمواجهة الفقر وانعدام الأمن الغذائي. والأكثر من ذلك، فإننا نعلم أن الفقر وانعدام الفرص الاقتصادية عاملان رئيسيان للعنف ضد النساء في غزة. تواصل الأمم المتحدة تقديم المساعدة للنساء والفتيات الفلسطينيات عبر مجالات مختلفة، ولكن يتعين فعل المزيد لضمان معالجة احتياجاتهن."
 

مشاركة فلسطينية-إسرائيلية من منظمة إيكو بيس

تحدث في الجلسة ندى مجدلاني وغيدون برومبيرغ المشاركان في تأسيس منظمة إيكو-بيس الشرق الأوسط التي تهدف إلى تعزيز الجهود التعاونية لحماية البيئة بجمع خبراء فلسطينيين وإسرائيليين وأردنيين.

ندى مجدلاني وغيدون برومبيرغ (يمين) المشاركان في تأسيس منظمة إيكو-بيس الشرق الأوسط المعنية بالبيئة، ورياض منصور المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة (يسار).
UN Photo/Manuel Elias
ندى مجدلاني وغيدون برومبيرغ (يمين) المشاركان في تأسيس منظمة إيكو-بيس الشرق الأوسط المعنية بالبيئة، ورياض منصور المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة (يسار).


قالت مجدلاني إن 97% من المياه الجوفية في غزة غير صالحة للاستهلاك الآدمي، وإن 30% من الأمراض في القطاع ناجمة عن جراثيم منقولة عبر الماء.


وأشارت إلى توفر الكهرباء بمعدل يقدر بـ 4 ساعات يوميا فقط، بما يعطل عمل محطات معالجة مياه الصرف الصحي ويسفر عن إلقاء كميات كبيرة منها، تكفي لملء 34 حمام سباحة أولمبيا، في البحر المتوسط كل يوم.


وأضافت مجدلاني قائلة "إننا نواجه معا تهديدا مشتركا بسبب الصراع وندرة المياه بسبب المناخ. إن تغير المناخ لا يفرّق بين الجانب الأقوى أو الأضعف في الصراع."


وقالت إن الآليات الحالية لتوزيع المياه وإدارة مياه الصرف الصحي عبر الحدود ليست الأفضل لتلبية احتياجات اليوم للتنمية المستدامة، لا للفلسطينيين ولا للإسرائيليين. وشددت على ضرورة التوصل إلى أسس عادلة لحصص المياه وإعادة تخصيص الموارد المائية بين إسرائيل وفلسطين والأردن.

غيدون برومبرغ وندى مجدلاني المشاركان في رئاسة منظمة إيكو بيس الشرق الأوسط، المعنية بالبيئة.
UN Photo/Manuel Elias
غيدون برومبرغ وندى مجدلاني المشاركان في رئاسة منظمة إيكو بيس الشرق الأوسط، المعنية بالبيئة.


نظيرها الإسرائيلي غيدون برومبيرغ دعا مجلس الأمن الدولي إلى أن يحث الحكومات الثلاث على النهوض بالتعاون في مجالي المياه والبيئة، بما في ذلك ما يتعلق بنهر الأردن والبحر الميت، والوفاء بحقوق واحتياجات الفلسطينيين في قطاع المياه، وتبادل الطاقة من أجل المستقبل المشترك في مواجهة تغير المناخ، وفي إطار حل الدولتين.

وقال إن التقدم الحادث في تكنولوجيا المياه في هذا القرن، والذي تقود أغلبه الابتكارات الإسرائيلية، يقدم فرصا حقيقية وجديدة: مثل استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الزراعة. وأضاف أن  70% من مياه الشرب تأتي من تحلية المياه، ونصف القطاع الزراعي يستخدم مياه الصرف الصحي المعالجة.