منظور عالمي قصص إنسانية

بعد إيداي، إعصار استوائي آخر يهدد بلدان جنوب شرق أفريقيا

الإعصار إيداي كان له تأثير كبير على كثير من السكان المقيمين في بيرا والمناطق المحيطة بها في موزمبيق.
UNICEF/DE WET
الإعصار إيداي كان له تأثير كبير على كثير من السكان المقيمين في بيرا والمناطق المحيطة بها في موزمبيق.

بعد إيداي، إعصار استوائي آخر يهدد بلدان جنوب شرق أفريقيا

المساعدات الإنسانية

بعد أسابيع من إعصار إيداي المدمر، الذي قتل أكثر من ألف شخص وشرد مئات الآلاف وغمر مساحات شاسعة بالمياه في بلدان جنوب شرق أفريقيا، يتوقع أن تضرب نفس المنطقة اليوم الخميس عاصفة استوائية مدمرة أخرى.

إعصار كينيث الاستوائي يستمر في مساره إلى شمال موزامبيق وجنوب تنزانيا قادما من المحيط الهندي، بعد أن ضرب الطرف الشمالي لجزر القمر أمس. ومن المتوقع أن يحط على اليابسة في منطقة بالما في موزامبيق مساء اليوم بالتوقيت المحلي بسرعة رياح مدمرة، بحسب بيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة قال فيليبي لوسيو مدير خدمات المناخ العالمية في المنظمة العالمية:

"يمكن توقع رياح تصل سرعتها إلى 130 كم في الساعة، وقد تصل سرعة هبات الرياح إلى 170 أو 180 كم في الساعة. يمكننا أيضا أن نتوقع اشتدادا في العاصفة حيث سيتراوح ارتفاع الأمواج بين مترين وأربعة أمتار. لذلك يجب وضع تدابير خاصة لضمان سلامة الناس. يتعين على سلطات إدارة الكوارث في تلك المناطق، جنوب تنزانيا وشمال موزامبيق، إبلاغ الناس وتقديم التوجيه حول كيفية الاستعداد لتأثير إعصار كينيث."

أكثر من مليون شخص في مسار العاصفة

وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأن أكثر من 747 ألف شخص في موزامبيق يعيشون في مسار الإعصار. كما أظهر تحليل مكتب الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة (يونوسات) أن جميع سكان جزر القمر، حوالي 759 ألف شخص يقعون ضمن مسار الإعصار.

وقال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي إرفيه فيروسيل إنه من المتوقع أن "تؤدي الأمطار الغزيرة إلى حدوث سيول وانهيارات أرضية تؤثر على مقاطعتي كابو ديلجادو ونامبولا في شمال شرق موزامبيق".

وأضاف فيروسيل أن "العاصفة الأخرى ستكون بمثابة ضربة إضافية لشعب موزامبيق وستزيد من تعقيد الاستجابة في جميع المناطق".

وتحسبا لآثار العاصفة المدمرة، تعمل الأمم المتحدة وشركاؤها في شمال موزامبيق على تكثيف إجراءات الطوارئ، حيث تم بالفعل نشر فريق تقييم مشترك بين برنامج الأغذية العالمي والمنظمة الدولية للهجرة مؤكدا أن الوكالة "تراقب عن كثب" نظام الطقس القريب في الشمال وتساعد سلطات المقاطعة على الاستعداد للأسوأ، بحسب فيروسيل.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي أن لديه بالفعل مخزونا من المساعدات الغذائية يصل إلى حوالي 300 طن متري، في مكاتبه في عدة مدن ساحلية في البلاد. وقال فيروسيل إنه "تم نصح الشركاء في المجال الإنساني بإعداد المستودعات لحماية الطعام وللتغلب على العاصفة".

Tweet URL

يذكر أن موزامبيق قد شهدت دمارا كبيرا إثر إعصار إيداي الذي ضربها الشهر الماضي، حيث ما زال أكثر من مليون شخص يكافحون بعد الدمار الذي خلفه الإعصار على بعد مئات الكيلومترات إلى الجنوب، فيما تتواصل عملية الإغاثة الكبيرة.

وعلى الرغم من انحسار مياه الفيضانات في معظم المناطق، قال فيروسيل إنه لا يزال "هناك أكثر من مليون شخص يكافحون من أجل الوقوف على أقدامهم".

وفي تطور آخر مثير للقلق البالغ، ندد برنامج الأغذية العالمي بشدة بمزاعم مروعة من الاستغلال والاعتداء الجنسيين ظهرت خلال عطلة نهاية الأسبوع فيما يتعلق بتوزيع الأغذية لضحايا إعصار إيداي، في منطقة ناماتاندا بمقاطعة سوفالا في موزامبيق.

وردا على تلك الادعاءات أكد المتحدث باسم البرنامج "عدم مشاركة أي من موظفي البرنامج أو أي وكالة تابعة للأمم المتحدة أو شريك منفذ". وقال "عند معرفة المزاعم، التي تتعلق بمطالب الجنس مقابل الغذاء، بدأ برنامج الأغذية العالمي تحقيقا فوريا، حيث قابل النساء اللائي قلن إنهن تعرضن لإساءة المعاملة".

وشدد على أن "البرنامج لا يتسامح مع أي شكل من أشكال التحرش الجنسي أو الاستغلال أو الإيذاء الجنسي، وقال "إنه لأمر مروع بشكل خاص إذا ارتكبت ضد من نخدمهم وفي المجتمعات التي نخدمها".

هذا ويعتزم البرنامج مقابلة ممثلي الحكومة لوضع تدابير حماية معززة للفئات الأضعف، على حد قول المتحدث الرسمي. ومن المقرر أن يتلقى المتضررون من الانتهاكات المزعومة دعما إضافيا من وكالات الأمم المتحدة والحكومة والمنظمات غير الحكومية، بينما سيتلقى الشركاء في موزامبيق تدريبا لإبلاغ المجتمعات، قبل توزيع المساعدة، بأن أي شخص يتعرض للاستغلال والاعتداء الجنسيين يجب أن يطلب الدعم من شركاء الحكومة.