الأمم المتحدة تدعو إلى الهدوء وضبط النفس في السودان

جدد الأمين العام للأمم المتحدة دعوته لجميع الأطراف في السودان للالتزام بالهدوء وضبط النفس، وأكد استعداد الأمم المتحدة لدعم الشعب السوداني فيما يحدد الطريق للتحرك قدما.

وفيما يواصل الأمين العام متابعة التطورات في السودان عن كثب، أكد في بيان صادر عن المتحدث باسمه ما ذكره سابقا عن أن التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني ستتحقق عبر عملية انتقال جامعة ومناسبة.

خبراء أمميون

من ناحية أخرى أدان عدد من خبراء الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان التقارير التي أفادت باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين في السودان. ومع الإشارة إلى ما أفيد عن تشكيل مجلس عسكري، دعا الخبراء السلطات إلى الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب. 

وذكر بيان صحفي صادر عن الخبراء أن أكثر من 20 شخصا قتلوا وأصيب ما يزيد عن 100 بجراح منذ السادس من أبريل/نيسان. كما تلقى الخبراء الأمميون تقارير عن انتشار الاعتقالات والهجمات ضد الصحفيين من قبل قوات الأمن. 

وفي مظاهرة أمام مقر قيادة القوات المسلحة في الخرطوم، قال الخبراء إن قوات جهاز المخابرات والأمن الوطني استخدمت ذخيرة حية والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين مما دفع الجيش إلى التدخل لحمايتهم. 

وشدد ديفيد كاي المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية التعبير والرأي وكليمينت نياليتسوسي فولي المقرر المعني بالحق في حرية التجمع السلمي وتشكيل الجمعيات، على ضرورة حماية وضمان تلك الحقوق في هذه اللحظة من الأزمة. 

وقد بدأت المظاهرات منذ ما يقرب من 4 أشهر عندما حاولت الحكومة رفع أسعار الخبز والسلع الأساسية، وفق البيان الصحفي. 

وحث السيد فولي السلطات على رفع حالة الطوارئ والاستجابة إلى المطالب المشروعة للشعب السوداني عبر عملية سياسية سلمية جامعة.  

وقال ميشيل فورست المقرر الخاص المعني بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان إن للشعب السوداني، بمن فيه المدافعون عن الحقوق، الحق في التعبير عن آرائه ومخاوفه عبر السبل السلمية وخاصة فيما يتعلق بالقضايا المرتبطة بالحقوق الأساسية. 

خبير الأمم المتحدة المستقل المعني بوضع حقوق الإنسان في السودان أريستيد نونوسي قال إن مؤسسات الدولة ملزمة بحماية المدنيين واحترام المطالب المشروعة والحقوق الدستورية للشعب. 

ودعا السلطات إلى الالتزام بمسؤوليتها الرئيسية في حماية السكان المدنيين في السودان، وحث بقوة القوات العسكرية والأمنية على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب مزيد من تصعيد العنف واتخاذ التدابير الفورية لحماية الحقوق الدستورية للسودانيين. 

ورحب الخبير المستقل بالدعوة الموجهة له من الحكومة لزيارة السودان في الفترة بين 27 أبريل/نيسان و5 مايو/أيار. وحث السلطات على تيسير إجراء تحقيق مستقل وشامل في انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة أثناء المظاهرات. ودعا القضاء إلى وقف استخدام ما يسمى بمحاكم الطوارئ التي لا تلتزم بمعايير المحاكمة العادلة. 

وأعرب خبراء الأم المتحدة عن استعدادهم للتعاون مع كل الأطراف للمساعدة في بناء دولة قائمة على حقوق الإنسان وسيادة القانون. 

يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهو جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم.

ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.