منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: الوقت ما زال متاحا لتجنب أسوأ الاحتمالات في ليبيا

بعد ثماني سنوات من الانتفاضة الليبية وسقوط نظام القذافي، لا يزال الطريق نحو السلام والاستقرار بعيد المنال. حيث لا تزال آثار الحرب المتهالكة على حالها.
Giles Clarke/UN OCHA
بعد ثماني سنوات من الانتفاضة الليبية وسقوط نظام القذافي، لا يزال الطريق نحو السلام والاستقرار بعيد المنال. حيث لا تزال آثار الحرب المتهالكة على حالها.

الأمين العام: الوقت ما زال متاحا لتجنب أسوأ الاحتمالات في ليبيا

السلم والأمن

قال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الوقت ما زال متاحا لوقف العنف في ليبيا وتجنب الأسوأ، مؤكدا عدم وجود حل عسكري للصراع الدائر هناك.

جاء ذلك في تصريحات غوتيريش للصحفيين بعد مشاورات مغلقة قدم خلالها إحاطة لأعضاء مجلس الأمن الدولي حول زيارته الأخيرة لليبيا.

وأشار غوتيريش إلى ما قاله عند مغادرة ليبيا بشأن شعوره بالقلق إزاء احتمالات اندلاع مواجهات خطيرة في طرابلس وما حولها، وقال إن هذا الشعور قد تأكد الآن.

"ولكن الوقت ما زال متاحا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والأعمال العدائية وتجنب الأسوأ وهو معركة دامية كبرى للسيطرة على طرابلس. ما زال الوقت متاحا للإقرار بعدم وجود حل عسكري. الحلول السياسية هي الوحيدة التي يمكن أن تطبق في حالات مثل الوضع في ليبيا. آمل أن يكون هناك وقت للسماح لنا بالتحرك قدما بالعملية السياسية. وأود الإعراب عن إعجابي الكبير بالعمل الشجاع الذي يقوم به على الأرض ممثلي الخاص غسان سلامة."

وأكد غوتيريش أنه سيبذل كل مساعيه الحميدة لدعم جهود السيد سلامة. وأعرب الأمين العام عن القلق بشأن خاص بشأن وضع اللاجئين والمهاجرين العالقين في هذا الوضع الرهيب. وفيما أبدى سعادته إزاء تمكن مفوضية شؤون اللاجئين من إجلاء عدد من اللاجئين والمهاجرين من أحد مراكز الاحتجاز، إلا أنه عبـّر عن مخاوفه ليس فقط على حياة الليبيين ولكن أيضا على سلامة المهاجرين واللاجئين والأجانب الآخرين في طرابلس.

الأمم المتحدة تذكـّر كل الأطراف بضرورة حماية المدنيين 

وقد أدى القتال في العاصمة الليبية طرابلس وما حولها منذ الرابع من أبريل/نيسان إلى مقتل 47 شخصا من بينهم خمسة مدنيين وسائق سيارة إسعاف، وإصابة 181 بجراح. 

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام ما زال يشعر بقلق بالغ بشأن استمرار القتال، وما أفيد عن تصاعد حدته مع زيادة استخدام المدفعية والقصف الجوي. 

وذكـّر الأمين العام أنطونيو غوتيريش كل الأطراف بالتزاماتها وفق القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، التي تحتم ضمان حماية جميع المدنيين. 

وأكد المتحدث أن غسان سلامة الممثل الخاص للأمين العام وفريق القيادة العليا في بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، باقون في طرابلس حيث يواصلون الانخراط في محادثات مع الأطراف المحلية والدولية، بغية تهدئة الوضع. 

وقد التقى سلامة اليوم رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز سراج، حيث بحثا أفضل السبل التي يمكن للأمم المتحدة عبرها دعم ليبيا وشعبها في هذه الفترة الحرجة. 

وتعمل بعثة الأمم المتحدة المعروفة باسم (أنسميل) على معالجة الوضع الإنساني، بما في ذلك الحاجة لخدمات الطوارئ للمصابين والمدنيين العالقين في مناطق الصراع. 

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن تصعيد العنف في طرابلس وما حولها قد أدى إلى زيادة النزوح إذ فر أكثر من 5800 شخص من ديارهم. 

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الكثيرين من الليبيين والمهاجرين واللاجئين المحتجزين، غير قادرين في الوقت الراهن على الفرار من العنف وذلك بسبب قربهم من منطقة الصراع. 

وأعرب مجتمع العمل الإنساني عن القلق البالغ بشأن استخدم الأسلحة المتفجرة في المناطق المكتظة بالسكان، ودعا أطراف الصراع إلى الامتثال لالتزاماتها وفق القانون الدولي واتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين وبنيتهم الأساسية بما في ذلك المدارس والمنشآت الطبية ومحطات الطاقة.