منظور عالمي قصص إنسانية

غراندي لمجلس الأمن: "اللغة المسمومة في السياسة" تستهدف اللاجئين والمهاجرين

طفلة مع والدها على حدود الإكوادور مع كولومبيا مع مجموعات من اللاجئين والنازحين (ملف -أغسطس 2018)
© UNICEF/UN0247721/Arcos
طفلة مع والدها على حدود الإكوادور مع كولومبيا مع مجموعات من اللاجئين والنازحين (ملف -أغسطس 2018)

غراندي لمجلس الأمن: "اللغة المسمومة في السياسة" تستهدف اللاجئين والمهاجرين

المهاجرون واللاجئون

قال فيليبو غراندي المفوض السامي لشؤون اللاجئين إنه، وخلال ثلاثة عقود ونصف من عمله في مجال الخدمة المدنية الدولية، لم ير "مثل هذه اللغة المسمومة في السياسة والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي توجه نحو اللاجئين والمهاجرين والأجانب" حول العالم.  

وحذر السيد فيليبو غراندي بشدة، في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، من أن الوصم الذي يتعرض له اللاجئون والمهاجرون "غير مسبوق" ومن أن الاستجابات التقليدية لأزمات اللاجئين تبدو "غير كافية"، بشكل متزايد.

اللاجئون أزمة، بالنسبة لمن؟

وتناول المفوض السامي لشؤون اللاجئين في كلمته بالتحليل مصطلح "أزمة اللاجئين" المتداول نفسه وماذا يُقصد به، طالبا من مجلس الأمن النظر فيما يعنيه المصطلح "وعلى من ينطبق بالضبط" حسب تعبيره. وأضاف:

"إنها أزمة بالنسبة لأم هاربة مع أطفالها من عنف العصابات؛ إنها أزمة بالنسبة للشاب اليافع الذي يسعى للفرار من الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان والتجنيد القسري؛ إنها أزمة بالنسبة للحكومات في البلدان ذات الموارد الشحيحة، والتي تفتح كل يوم حدودها أمام الآلاف من الناس. إنها  أزمة بالنسبة لهؤلاء."

المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي. 9 أبريل/نيسان 2019.
UN Photo/Evan Schneider
المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي. 9 أبريل/نيسان 2019.

وشدد السيد غراندي على أنه من الخطأ تصوير الوضع على أنه أزمة عالمية لا يمكن السيطرة عليها، ففي "وجود إرادة سياسية واستجابات أفضل، على النحو المنصوص عليه في الاتفاق العالمي حول اللاجئين" من الممكن أن تتم معالجتها. وقال المفوض السامي إن على مجلس الأمن دورا محوريا ليؤديه، لا سيما فيما يتعلق بحل أزمات السلام والأمن، ودعم البلدان التي تستضيف اللاجئين، والعمل على إزالة العقبات أمام الحلول، حسب قوله.

مع انعدام الصراع، ستختفي معظم تدفقات اللاجئين

وأشار غراندي إلى أن النزاعات هي المسبب الرئيسي لتدفقات اللاجئين، فمن بين حوالي 70 مليون شخص من الهاربين من بلادهم، يفر الغالب الأعظم من صراعات مميتة. ولكن المناهج المتبعة لبناء السلام، حسب غراندي، هي جهود مجزأة، "تعالج الأعراض، وليس المسببات."

واستشهد المسؤول الأممي بمثال ليبيا، حيث تعمل مفوضية شؤون اللاجئين إلى جانب المنظمة الدولية للهجرة، مع الليبيين المشردين وأيضا مع الفارين من النزاعات في بلدان أخرى. وقال إن الظروف الأمنية هناك "على حافة الانهيار" وقد قامت المفوضية بنقل أكثر من 150 لاجئا من منطقة تأثرت بشدة بالاشتباكات العسكرية، في أول عملية نقل من نوعها منذ تصاعد العنف مؤخرا. وكرر السيد غراندي رأي المفوضية بأن الظروف في هذا البلد ليست آمنة للاجئين والمهاجرين الفارين.

ومع نقل العديد من الموظفين من ليبيا لأسباب تتعلق بالسلامة، قال السيد غراندي إن عمل الوكالة صار "صعبا وخطيرا للغاية،" وأن على مجلس الأمن أن يتخذ إجراء موحدا لإنهاء التصعيد العسكري الحالي، وأن يصدر دعوة قوية لحماية المدنيين، ومن ضمنهم اللاجئون والمهاجرون المحاصرون.

ووصف السيد غراندي استخدام خفر السواحل الليبي في عمليات إنقاذ المهاجرين بالخدمة "غير الفعالة"، كما أدان الظروف "المروعة وغير المقبولة" التي يعيشها اللاجئون والمهاجرون المحتجزون في معسكرات الاعتقال.

واختتم السيد غراندي إحاطته لمجلس الأمن بالعودة إلى عواقب "اللغة المسمومة" التي تحيط باللاجئين والهجرة، مشيرا إلى مثال إطلاق النار في مسجدين في نيوزيلندا، مارس الماضي. ووصف غراندي استجابة حكومة نيوزيلندا بالمثال الجيد على القيادة الفعالة وكيفية الاستجابة بحزم لهذا "الخطاب السام" وإعادة التضامن مع اللاجئين، مؤكدا على أن "مجتمعاتنا لا يمكن أن تكون حقا مزدهرة ومستقرة ويعمها السلام، ما لم تشمل الجميع".