منظور عالمي قصص إنسانية

غوتيريش: طفرة في العمل الدبلوماسي لحل الصراعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

الأمين العام للأمم المتحدة يتحدث أمام المنتدى الاقتصادي العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المنعقد في منطقة البحر الميت في الأردن. 6 أبريل 2019.
Photo: UN/ Mohammad Abu Ghoush.
الأمين العام للأمم المتحدة يتحدث أمام المنتدى الاقتصادي العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المنعقد في منطقة البحر الميت في الأردن. 6 أبريل 2019.

غوتيريش: طفرة في العمل الدبلوماسي لحل الصراعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

السلم والأمن

قال أمين عام الأمم المتحدة إن الوقت الحالي حرج لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مؤكدا أن الأمم المتحدة منخرطة في طفرة من العمل الدبلوماسي من أجل السلام، وإنْ كانت عبر جهود قد لا يكتب لها النجاح دوما كما قال، لحل معضلة الصراع وعدم الاستقرار.

 

وفي افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا المنعقد في منطقة البحر الميت في الأردن، قال غوتيريش إن حل الصراعات في المنطقة أمر حتمي، بما في ذلك حل الدولتين إسرائيل وفلسطين اللتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام في إطار حدود آمنة ومعترف بها، وأن تكون القدس عاصمة للدولتين.

وأشار غوتيريش إلى تحقيق تقدم في بعض الأوضاع في المنطقة، مشيرا إلى زيارته لتونس التي أجرت بنجاح أول انتخابات محلية حرة العام الماضي وحيث يتواصل تقدم الانتقال الديمقراطي.

كما تطرق إلى لقائه في مصر الإمام الأكبر شيح الأزهر ومشاوراتهما حول ما يتعين فعله لتعزيز التسامح والاحترام المتبادل ومحاربة الكراهية بكل أشكالها.

وقال إن مستشاره الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية يضع خطة عمل دولية لمكافحة خطاب الكراهية، كما أن الممثل السامي للتحالف بين الحضارات يعمل على وضع خطة لحماية المواقع الدينية.

وأضاف الأمين العام أن الأردن يقوم بدور ريادي في العالم على مسار هاتين القضيتين، مبديا الشعور بالإعجاب والتقدير لهذا الدور.

وشدد أمين عام الأمم المتحدة على ضرورة عدم النظر إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على أنها منطقة صراعات فحسب ولكن باعتبارها منطقة للفرص.

التطرف العنيف

وعن التطرف العنيف، قال غوتيريش إن هناك جهودا قوية لمعالجة هذه المشكلة، تتخطى النهج الأمني.

كما سلط الضوء على الخطوات المهمة على مسار مكافحة التمييز القائم على نوع الجنس، بما في ذلك القوانين المتعقلة بالعنف الأسري وعقوبات التحرش الجنسي ورفع القيود على مشاركة المرأة في أسواق العمل وزيادة مساهمة النساء في البرلمانات ودوائر صنع القرار.

التكافؤ بين الجنسين

وقال غوتيريش إن تمكين المرأة أساسي. وأشار إلى دراسة حديثة أفادت بأن تحقيق التكافؤ الكامل والحقيقي بين الجنسين سيزيد الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة بـ2.7 مليار دولار بحلول عام 2025.

وكما يسعى الأردن إلى تمكين شبابه، يجب أن يفعل المثل العالمُ العربي بأسره وفق الأمين العام. وأشار إلى أن ثلثي سكان العالم العربي تقل أعمارهم عن الثلاثين.
وقال إن هذا الزخم السكاني سيستمر على مدى العقدين المقبلين على الأقل، بما يتطلب استثمارا ضخما في التعليم والمهارات والمشاركة للاستفادة من الإمكانات الكاملة للتنمية والسلام.
 

تغير المناخ

وفي كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قال غوتيريش إن تغير المناخ هو أكبر خطر منهجي يواجه العالم اليوم. وكرر التأكيد على أن التغيرات المناخية تتحرك بوتيرة أسرع من جهود مكافحتها.


وأشار إلى ما أظهرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حول الارتفاع غير المسبوق في درجات حرارة سطح الأرض والمحيطات ومنسوب البحار وتركيزات غازات الاحتباس الحراري.
وأشار إلى الآثار الرهيبة لحوادث الطقس المتطرف من حرائق الغابات في كاليفورنيا بالولايات المتحدة إلى الفيضانات في موزامبيق.


وقال إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستواجه بعض أسوأ الآثار، وخاصة في مجال ندرة المياه وتوسع التصحر بما سيقلل رقعة الأرض الزراعية ويزيد الاعتماد على الواردات الغذائية.
وشدد غوتيريش على أن الوقت قد حان للعمل العاجل والأكثر طموحا، ليس فقط لمواجهة هذه الضغوط ولكن أيضا للاستفادة من فوائد العمل المناخي.


وأشار غوتيريش إلى قمة العمل المناخي التي سيعقدها في نيويورك في الثالث والعشرين من سبتمبر/أيلول. ودعا قادة العالم إلى المشاركة في القمة بخطط لا مجرد خطب، ليضعوا العالم على المسار المستدام.
وقال إنه يأمل أن تحفز القمة مزيدا من التعهدات الطموحة بشأن التخفيف من آثار التغير المناخي والتكيف معه وتمويل جهود مكافحته.


العمل متعدد الأطراف

وتحدث الأمين العام عن المفارقة التي يعيش في ظلها العالم والمتمثلة في ترابط التحديات الدولية، وفي نفس الوقعت تشرذم الاستجابات لها.
وقال إن العولمة والتقدم التكنولوجي حققا تقدما مذهلا، ولكنهما أسفرا عن زيادة عدم المساواة ومخاطر اضطرابات أسواق العمل. وذكر أن تلك الاتجاهات ستزداد في سياق الثورة الصناعية الرابعة وستتطلب استجابة جماعية كافية.


وقال إن الكثير من الناس والقطاعات والمناطق يشعرون بأن ركب التقدم تخلى عنهم، بما ساهم في تقلص الثقة في المؤسسات السياسية وتنامي الشعبوية. وقال إن الأمم المتحدة تسعى للعمل على الكثير من الأصعدة لدعم الدول الأعضاء في التغلب على هذه التحديات.


وقال إن الأمم المتحدة تواصل السعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لتحقيق العولمة المنصفة التي تفيد الجميع. وأكد إيمانه بفعالية العمل متعدد الأطراف، باعتباره السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات الدولية عبر استجابة دولية فطنة قائمة على الأدلة ومنظمة بشكل تعددي يخدم الجميع. 
 

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، برفقة الملكة رانيا العبد الله، يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورولا داشتي الأمينة التنفيذية لجنة الإسكوا.
Courtesy of the Royal Hashemite Court
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، برفقة الملكة رانيا العبد الله، يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورولا داشتي الأمينة التنفيذية لجنة الإسكوا.

 

سخاء أردني

وأعرب عن سعادته للعمل مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عبر العقود، منذ أن كان غوتيريش رئيسا لوزراء البرتغال وبعد ما تولى رئاسة مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين وفي منصبه الحالي على رأس الأمم المتحدة.

وقال أنطونيو غوتيريش إن الملك عبد الله كان دائما بطلا للسلام، وصوتا للتعايش بين الأديان والاحترام المتبادل، وحليفا للمحتاجين في المنطقة وخارجها.

وأضاف أن الأردن أظهر سخاء فائقا تجاه الفارين من الصراعات في فلسطين وسوريا وغيرهما، مما أثر بشكل هائل على الاقتصاد والمجتمع.

وقال غوتيريش إن المنتدى الاقتصادي العالمي يبني على ما تم تحقيقه في وقت مبكر هذا العام في اجتماعين آخرين في لندن وبروكسل كانا يمثلان بداية نهج شراكة جديدة بين الأردن والمجتمع الدولي سعيا لتحقيق النمو المستدام والاعتماد على الذات.

وفي ضوء الضغوط الراهنة، قال غوتيريش إن الأردن يستحق تضامنا قويا من المجتمع الدولي، مؤكدا على فرص الاستثمار الكبيرة الموجودة في البلاد لنمو يقوده القطاع الخاص.

وقال إن الأردن يظل ركنا أساسيا للاستقرار الإقليمي، وإن وكالات الأمم المتحدة تدعم جهوده لتحقيق أهـداف التنمية المستدامة.

وأشار إلى أن الأردن من بين المساهمين الرئيسيين في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، بمئات القوات العسكرية وأفراد الشرطة.

وقال إن الأردن كان القوة الدافعة وراء صدور قرار مجلس الأمن المهم حول الشباب الذي سلط الضوء على أهمية إشراك أصوات الشباب في العمل من أجل السلام.