منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تحذر من تحول النزاع في مالي إلى مواجهات عرقية

موظفو اليونيسف يلتقون السكان المحليين في بانكاس، وسط مالي، التي تعرضت لهجوم في 23 مارس / آذار، أسفر عن مقتل أكثر من 150 شخصا ونزوح ألفين وإحراق العديد من الأكواخ.
UNICEF/Maiga
موظفو اليونيسف يلتقون السكان المحليين في بانكاس، وسط مالي، التي تعرضت لهجوم في 23 مارس / آذار، أسفر عن مقتل أكثر من 150 شخصا ونزوح ألفين وإحراق العديد من الأكواخ.

الأمم المتحدة تحذر من تحول النزاع في مالي إلى مواجهات عرقية

حقوق الإنسان

أدان المستشار الخاص للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية بشدة هجوما وقع الأسبوع الماضي في قرية وسط مالي، أدى إلى مقتل 134 مدنيا على الأقل من بينهم نساء وأطفال وإصابة 55 شخصا، محذرا بأقوى العبارات من "تصاعد أعمال العنف بين المجموعات العرقية" هناك.  

 

وقال المستشار الخاص أداما  ديانغ إن مكتبه يراقب عن كثب الحالة في مالي، منذ بداية عام 2018 وإنه تلقى تقارير تشير إلى "تصاعد خطير في أعمال العنف بين المجموعات العرقية" في المنطقة. كما أشار في بيان صحفي صدر عن مكتبه اليوم إلى "التأثير السلبي لعمليات مكافحة الإرهاب التي تقوم بها مجموعات إثنية مسلحة" على عامة السكان في المنطقة.  

ويُعد هجوم يوم السبت الماضي هو الرابع في سلسلة هجمات كبيرة حدثت منذ بداية العام على قرى تسكنها مجموعات الفولاني الإثنية في بانكاس وسط البلاد. وقد قُتل في بداية يناير 37 مدنياً في هجوم على قرية كولاوجون بيوله، و10 أشخاص آخرون يوم 26 فبراير في هجوم على قرية غوندوغورو. 

وقال المستشار الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية إن هناك "نزعة متزايدة لتحويل الصراع في وسط مالي إلى نزاع عرقي،" وأشار إلى أن "مجتمعات بأكملها يتم وصم أفرادها بأنهم إرهابيون" أو كجهات تابعة للجماعات المسلحة.  

وقال السيد أداما  ديانغ إن هذه الديناميكية في تحول الصراع ليصبح إثني الطابع "لا تعيرها السلطات الوطنية ولا المجتمع الدولي الانتباه الكافي" إذ يـُركز أغلب الاهتمام "على عملية السلام في الشمال وعلى التهديد الذي تمثله الحركات الجهادية" حسب قوله. 

وحذر ديانغ من أن المجموعات المسلحة المنظمة عرقيا والجهات الفاعلة الأخرى قد "قامت بهجمات موجهة ضد المدنيين في سياق مكافحة الإرهاب" وارتكبت انتهاكات خطيرة "بما في ذلك القتل وتدمير الممتلكات والاعتقال التعسفي، وتقييد حركة السكان المدنيين." وقال المستشار الخاص للأمم المتحدة إنه "ما لم تـُعالج هذه المخاوف على الفور، فهناك خطر كبير بحدوث تصعيدات أخرى يمكن أن يتم فيها ارتكاب جرائم فظيعة." 

 وحث المستشار الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية حكومة مالي على التصدي الفوري، بدعم من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتحقيق الاستقرار في البلاد، للارتفاع الحالي الخطير للعنف وسط مالي. وحث أداما  ديانغ على توفير الحماية والمساعدة للسكان الضعفاء، دون تأخير، كما دعا حكومة مالي إلى "التحقيق بشكل عاجل ومقاضاة مرتكبي الهجمات الأخيرة وكذلك المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة وانتهاكات حقوق الإنسان."