منظور عالمي قصص إنسانية

برنامج مجتمعي في أيرلندا يوفر الملاذ لأسرة سورية لاجئة

الطفلة لوركا تقف أمام تمثال في محلة إقامتها
© UNHCR/Seamus Farrelly
الطفلة لوركا تقف أمام تمثال في محلة إقامتها

برنامج مجتمعي في أيرلندا يوفر الملاذ لأسرة سورية لاجئة

المهاجرون واللاجئون

أطلقت أيرلندا برنامج رعاية مجتمعية للاجئين هو الأول من نوعه، مما أتاح الفرصة للمجتمعات في جميع أنحاء البلاد توفير ملاذ للفارين من الحرب والاضطهاد. 

وصلت أسرة الفاكر التي تتكون من الزوج زهير والزوجة أنغام وابنتهما لوركا إلى مقاطعة ميث في برنامج تجريبي في ديسمبر 2018، قادمة من لبنان. ونظرا لأن البلدات والمجتمعات الأخرى في أيرلندا تعد خططها الخاصة لاستقبال اللاجئين، فمن المتوقع أن يصل نحو 50 شخصا ضمن هذا البرنامج بحلول سبتمبر 2019. 

زهير وأنغام وابنتهما لوركا في أيرلندا
© UNHCR/Seamus Farrelly
زهير وأنغام وابنتهما لوركا في أيرلندا.

تقول اللاجئة السورية أنغام الفاكر إن وضع اللاجئين السوريين في لبنان أصبح صعبا للغاية وأضافت أنهم وصلوا إلى ميث قبل عيد الميلاد مباشرة:  

"كان أفضل عيد ميلاد على الإطلاق. أول شيء جذب انتباهي الخضرة التي يكتسي بها كل مكان. كل شيء هنا أخضر. عندما وصلنا، وجدنا منزلا صغيرا ودافئا ومريحا.  كل شيء فيه كان نظيفا. شعرت أنني جزء من المجتمع منذ اللحظة التي وصلت فيها." 

وتعد عائلة الفاكر أول عائلة تتم إعادة توطينها في أيرلندا من خلال برنامج الرعاية المجتمعية. وعن ذلك يقول اللاجئ السوري زهير الفاكر: 

"كنا قد أعددنا أنفسنا لإيجاد مكان أقل جمالا وصقلا، وخفضنا كل توقعاتنا حتى لا نشعر بخيبة أمل". 

نولا ليونارد رئيسة جمعية دعم اللاجئين في دونشوغلين مع عائلة الفاكر
© UNHCR/Seamus Farrelly
نولا ليونارد رئيسة جمعية دعم اللاجئين في دونشوغلين مع عائلة الفاكر.

 

وإلى جانب الحكومة، تعهد المواطنون في مدينة دونشوغلين بمقاطعة ميث بدعم القادمين الجدد، وعن ذلك تقول نولا ليونارد رئيسة جمعية دعم اللاجئين في دونشوغلين: 

"أتذكر دائما مقولة للبابا فرانسيس قبل عامين أشار فيها إلى أنه إذا رحب كل مجتمع في العالم بأسرة لاجئة فإن ذلك سيكون دافعا كبيرا باتجاه حل المشكلة. لقد اتصلت بالصليب الأحمر والهلال الأحمر واللذين ربطاني بمركز حقوق المهاجرين واللاجئين، ثم قمت بالإعلان في المجتمع، وتحدثت في الكنيسة، ووضعت إعلانا صغيرا في مجلتنا المحلية لحث الناس على مساعدتي. لقد حصلت على ثمانية أو أكثر من المتطوعين اللطفاء، وهذا ما فعلناه ". 

أما فيونا فين المديرة التنفيذية لمركز حقوق المهاجرين واللاجئين فتقول: 

"مجموعة رائعة من الناس في هذا المجتمع يقومون على هذا الأمر. قبل مجيء الأسرة، كان أحد أفراد المجتمع يبحث عن سكن لهم، بينما كان هناك عضو آخر في المجتمع يبحث في مسألة المدرسة. لقد تكاتفوا جميعا لدعم الأسرة ". 

اللاجئ السوري زهير الفاكر يلتقي أحد جيرانه الدكتور نزيه هلدي وحفيدته
© UNHCR/Seamus Farrelly
اللاجئ السوري زهير الفاكر يلتقي بأحد جيرانه الدكتور نزيه هلدي وحفيدته.

مفوضية شؤون اللاجئين هي عضوة في المبادرة العالمية لرعاية اللاجئين، وهي مبادرة مشتركة مع حكومة كندا وجامعة أوتاوا وعدد من المؤسسات الخيرية. وتهدف هذه المبادرة إلى مساعدة البلدان الأخرى على إنشاء برامج خاصة بها لرعاية اللاجئين، وتعزيز المجتمعات المحلية. 

ومنذ إنشاء المبادرة، شرعت 7 بلدان جديدة بالفعل في برامج أو بدأت تستكشف إمكانية تبني برامج رعاية مجتمعية. من هذه البلدان؛ أيرلندا والمملكة المتحدة وألمانيا والأرجنتين وإسبانيا ونيوزيلندا وأستراليا. 

وعلى عكس النماذج التقليدية لإعادة توطين اللاجئين، حيث توفر الدولة خدمات الاستيطان والاندماج مباشرة للاجئين، ترحب مجموعات من المواطنين العاديين بالأشخاص القادمين إلى بلادهم ويلتزمون بتقديم الدعم المالي والعاطفي لمساعدة القادمين الجدد على الاستقرار في مجتمعاتهم الجديدة. 

منذ أواخر السبعينيات، ساهم الرعاة الخاصون بجلب أكثر من 300 ألف لاجئ إلى كندا، علاوة على أولئك الذين أعيد توطينهم بتمويل حكومي. تشير البيانات التي جمعتها الحكومة الكندية إلى أن اللاجئين المشمولين برعاية المجتمع يحققون نتائج إيجابية بشأن التكامل والاندماج سريعا في المجتمع، ويعود الفضل جزئيا إلى الدعم الاجتماعي الذي يتلقونه من الرعاة. 

وتقدر المفوضية أن 1.4 مليون لاجئ حول العالم في حاجة ماسة إلى إعادة التوطين، مشيرة إلى أن إضافة برامج رعاية المجتمع، إلى جانب البرامج القائمة التي تدعمها الحكومة، سيسهم في زيادة القدرة على مسألة إعادة التوطين بشكل كبير بالنسبة للاجئين المستضعفين.  

عائلة الفاكر في أيرلندا

وتلعب الرعاية المجتمعية دورا مهما في تسهيل دمج اللاجئين الوافدين حديثا بفضل دعم ومشاركة الأفراد والمنظمات المجتمعية والجماعات الدينية والمنظمات غير الحكومية والشركات الخاصة وعائلات اللاجئين المعاد توطينهم. 

وتقول المفوضية إن هذه المبادرة تتماشى مع "الميثاق العالمي بشأن اللاجئين" الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر / كانون الأول، والذي يدعو إلى تقاسم المسؤولية بشأن اللاجئين على مستوى العالم من خلال زيادة إعادة التوطين.