منظور عالمي قصص إنسانية

منسق عملية السلام يحذر من آثار اندلاع صراع جديد على الفلسطينيين والإسرائيليين 

المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف أثناء إلقاء كلمته أمام مجلس الأمن وإلى جانبه السفير الفلسطيني رياض منصور
UN Photo/Eskinder Debebe
المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف أثناء إلقاء كلمته أمام مجلس الأمن وإلى جانبه السفير الفلسطيني رياض منصور

منسق عملية السلام يحذر من آثار اندلاع صراع جديد على الفلسطينيين والإسرائيليين 

السلم والأمن

حذر المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف من أن اندلاع "صراع جديد في المنطقة ستكون له آثار مدمرة على الشعب الفلسطيني"، وعواقب بالنسبة للإسرائيليين، وأنه "سيتسبب في الغالب في تداعيات إقليمية" في المنطقة. 

جاء تحذير نيكولاي ملادينوف في مستهل احاطته الدورية لأعضاء مجلس الأمن الدولي اليوم، التي خصص مقدمتها للتطورات الأخيرة المتعلقة بغزة. وطلب المنسق الخاص من أعضاء المجلس إدانة إطلاق الصواريخ المستمر من جانب حماس على إسرائيل، مشددا على أن "هذه الأعمال الاستفزازية تزيد بشكل كبير من خطر التصعيد"، وتؤدي إلى الإضرار بالجهود الدولية لدعم شعب غزة والمصالحة الفلسطينية الداخلية، حسب قوله.  

وقال السيد ملادينوف إنه يشعر بقلق بالغ إزاء أعداد الوفيات والإصابات بين الفلسطينيين على طول السياج المحيط بغزة، مشددا على أن "قوات الأمن الإسرائيلية تتحمل مسؤولية ممارسة ضبط النفس، وأنه ينبغي ألا تستخدم القوة المميتة إلا في حالات لا يمكن تجنبها بشكل صارم لحماية الأرواح". 

كما أعرب المنسق الخاص عن قلقه من "أننا قد نواجه مرة أخرى تصعيدا خطيرا للعنف في غزة مع عواقب وخيمة محتملة"، وقال إن "اليومين السابقين قد أظهرا مدى قربنا الشديد من حافة الحرب". 

وعدَّد المسؤول الأممي أمام المجلس مجموعة من الأحداث التصعيدية الأخيرة، التي تضمنت إطلاق 103 صواريخ وقذائف هاون على الأقل باتجاه إسرائيل، رد عليها سلاح الجو الإسرائيلي بإطلاق نحو 16 قذيفة و42 غارة على مواقع مختلفة في غزة، حسبما أورد. 

وقال ملادينوف إن هدوءً، وصفه بـ"الهش"، قد ترسخ في المنطقة منذ الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي. 

الإحاطة الدورية التاسعة للمنسق الخاص   

وتغطي هذه الإحاطة الدورية من المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط الفترة ما بين 15 ديسمبر 2018 و15 مارس 2019، وهي تعدد المستجدات بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن 2334.  

وجاء في تقرير المنسق الخاص إلى أعضاء المجلس أن "إسرائيل لم تتخذ أي خطوات من أجل الوقف الفوري والكامل" لجميع النشاط الاستيطاني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، كما ينص قرار مجلس الأمن المشار إليه.  

وأضاف أنه منذ نهاية الفترة المشمولة بالتقرير "أعلنت الحكومة بناء 840 وحدة جديدة في منطقة ارييل"، بينما استمرت عمليات الهدم والمصادرة للمباني المملوكة للفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية. 

وقال المنسق الخاص إن "التوترات في الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة ما زالت مستمرة"، مشيرا إلى مقتل أربعة فلسطينيين على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية في عمليات أمنية، وإطلاق فلسطيني النار على جندي ومدني إسرائيلي مما أدى إلى مقتلهما.  

وأشار كذلك إلى استمرار التوتر في الأماكن المقدسة بالقدس مع إصدار محكمة إسرائيلية أمرا بإغلاق المبنى الواقع في (باب الرحمة) في الحرم الشريف. 

وذكر المنسق الخاص أن الاحتجاجات الفلسطينية على سور غزة قد استؤنفت هي أيضا، وأن "ما لا يقل عن 11 جهازا حارقا قد تم اطلاقه من غزة باتجاه إسرائيل" في الفترة التي شملها التقرير؛ وحسبما قال المنسق الخاص قام جيش الدفاع الإسرائيلي بالرد على ذلك بقصف عدة أهداف في غزة. 

وقال المنسق الخاص لأعضاء المجلس إن الأحداث الأخيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة تسلط الضوء على التوترات المتصاعدة في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة وعلى "خطر تصعيد الصراع على نطاق أوسع." ودعا الطرفين إلى "رفض العنف والعمل على تخفيف حدة التوتر". 

"الوضع في غزة لا يمكن الدفاع عنه"  

من ناحية أخرى، أشار نيكولاي ملادينوف إلى تظاهر الآلاف من الفلسطينيين في غزة احتجاجا على الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية، وقال إن رجال الأمن التابعين لحركة حماس قد قاموا بتفريق المشاركين "وتعرض الكثير منهم، بمن فيهم النساء والأطفال والصحفيون وناشطو حقوق الإنسان، للاعتداء". 

وكرر السيد ملادينوف تأكيده على أن "الوضع في غزة لا يمكن الدفاع عنه"، قائلا إن الاحتجاجات تؤكد "على الحاجة إلى عودة حكومة فلسطينية موحدة إلى غزة". ودعا جميع الفصائل الفلسطينية إلى "الانخراط بجدية مع مصر من أجل تنفيذ اتفاقية القاهرة لعام 2017 وإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي"، حسب قوله. 

استمعوا إلى إحاطة السيد نيكولاي ملادينوف عبر مترجم