منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تجدد الدعوة للقضاء على التمييز العنصري ومعاداة السامية وكراهية المسلمين

علم نيوزيلندا (وسط) أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
UN Photo/Loey Felipe
علم نيوزيلندا (وسط) أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

الأمم المتحدة تجدد الدعوة للقضاء على التمييز العنصري ومعاداة السامية وكراهية المسلمين

حقوق الإنسان

شدد اثنان من خبراء الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان على ضرورة أن تتخذ دول العالم إجراءات عاجلة ومتضافرة لتحقيق المساواة العرقية ووقف استخدام الخطاب الشعوبي لإثارة التمييز.

وقال الخبيران* في بيان صحفي صدر في اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري إن الهجوم الإرهابي المعادي للإسلام الذي قام به شخص مؤمن بالتفوق العنصري للبيض، في مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلندا وأدى إلى مقتل خمسين شخصا وإصابة الكثيرين بجراح "يذكرنا بأن العنصرية وكره الأجانب والكراهية الدينية مميتة، وبأن الشعوبية القومية وإيديولوجيات التعالي تؤدي إلى العنف العنصري والإقصاء والتمييز."  

وأعربا عن الشعور بالفزع إزاء الدور الذي ما زالت السلطات العامة تؤديه [في بعض الدول] من تأجيج للتمييز العنصري والتعصب، سواء بدعمه أو التغافل عن وقوعه. وشدد البيان الصحفي على ضرورة أن "تأخذ جميع الدول على محمل الجد التزاماتها بالقضاء على التمييز العنصري".

وقال البيان الصحفي:

"لقد قمنا بإحياء أكثر من 50 يوما دوليا للقضاء على التمييز العنصري حتى الآن. وفي كل عام، تدعو الأمم المتحدة الدول إلى التحرك الفوري لإنهاء العنصرية وضمان المساواة والكرامة وتحقيق أحكام الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري. ومع ذلك، نادرا ما تعكس سياسات وتشريعات الدول الأهمية العاجلة لهذا الالتزام."

ولاحظ الخبيران المتخصصان في حقوق الإنسان أن العديد من الدول والزعماء السياسيين يقومون بنشر خطاب سياسي يشوِّه الجماعات العرقية ويشجع أيديولوجي التفوق العنصري، "بل إن بعض الدول تنكر وجود تمييز عنصري أو وجود أقليات داخل حدودها" حسبما قال البيان الصحفي للخبراء.

 وشددا على "ضرورة أن تعتمد الدول السياسات اللازمة لتحقيق المساواة العرقية، بما يتمشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان".

كذلك حث الخبيران عامة الناس على التذكير بأن عمل مكافحة التعصب والتمييز لا يقتصر على الدول والسلطات العامة وحدها، وأن على كل شخص، "وخاصة ممن يتمتعون بامتيازات عرقية كل يوم، أن يلعبوا دورهم لوضع حد للعنصرية وكره الأجانب" وما يتصل بذلك من تعصب سائد اليوم.

*الخبيران هما: تينداي أشيومي المقررة الخاصة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يرتبط بذلك من تعصب، ومايكل بالسيرزاك رئيس مجموعة الخبراء المعنية بالمنحدرين من أصل أفريقي.

 

الأمين العام: لا توجد دولة بمنأى عن العنصرية الدينية والإرهاب

من ناحية أخرى دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش العالم لتجديد "الوعد بإنهاء العنصرية، والتمييز العنصري، وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب ومعاداة للسامية وكراهية للمسلمين." 

وقال إن "المذبحة الأخيرة التي وقعت في مسجدين من مساجد نيوزيلندا هي آخر فصول المأساة التي تستمد قوتها من هذه السموم."

كما حذر الأمين العام من أن خطاب الكراهية قد نفذ إلى التيار الغالب في المجتمعات، وقال إن هذا الخطاب "تفشى كالنار في الهشيم عبر وسائط التواصل الاجتماعي والإذاعة" مؤكدا أنه "ينتشر في الديمقراطيات الليبرالية والأنظمة الاستبدادية على حدّ سواء،" وأنه ليس هناك بلد أو مجتمع بمنأى عن الكراهية العنصرية والدينية أو الإرهاب.

وعبر الأمين العام عن جزعه الشديد إزاء ما يشهده العالم اليوم من ارتفاع في معدلات كراهية الأجانب والعنصرية والتعصب.  وقال في رسالته إنه "حتى في يومنا هذا، وقد مضت عقود على ما ابتدعه النازيون من أشباه علوم أدت إلى وقوع محرقة اليهود، يشهد العالم استمراراً لفكرِ النازية الجديدة وتفوق العرق الأبيض، بل وطفرة فيه."

يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهو جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم.

ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.