منظور عالمي قصص إنسانية

مع تكشف حجم الدمار الناجم عن إعصار إيداي، الأمم المتحدة تخصص 20 مليون دولار لجهود الاستجابة الأولية

منظر جوي للمناطق المتضررة بإعصار إيداي في موزمبيق
WFP/Photolibrary
منظر جوي للمناطق المتضررة بإعصار إيداي في موزمبيق

مع تكشف حجم الدمار الناجم عن إعصار إيداي، الأمم المتحدة تخصص 20 مليون دولار لجهود الاستجابة الأولية

المساعدات الإنسانية

مع استمرار تقييم نطاق الدمار الناجم عن إعصار إيداي بلدان جنوب إفريقيا، كثفت الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني الجهود لتوفير إمدادات الطوارئ من الغذاء والمأوى والمياه والرعاية الصحية لمئات الآلاف الذين تضرروا في جميع أنحاء موزامبيق وملاوي وزيمبابوي.

 

وأعلن ‎‎صندوق الاستجابة للطوارئ التابع للأمم المتحدة عن تخصيص مبلغ 20 مليون دولار يوم الأربعاء لضمان وصول المساعدات إلى أكثر المتضررين من الإعصار.

وكان الإعصار الاستوائي قد ضرب اليابسة مساء الخميس، بالتوقيت المحلي، بالقرب من مدينة بيرا وسط موزامبيق، مما تسبب في هطول أمطار غزيرة وفيضانات على البلدان الثلاثة مجبرا الآلاف على ترك منازلهم.

وتشير البيانات الأولية إلى أن أكثر من ألف شخص ربما يكونوا قد لقوا حتفهم في الكارثة، مع تأكد وفاة أكثر من مئتي شخص في موزامبيق وحدها، وأكثر من مئة في زيمبابوي، وحوالي 60 شخصا في ملاوي. هذا فضلا عن مئات الجرحى والمفقودين.

موزامبيق أكثر البلدان الثلاثة تضررا، حسبما أعلنت حالة الطوارئ الوطنية، حيث تسبب إيداي في دمار نحو 90% من مدينة بيرا الساحلية، بالإضافة إلى ما لحق بخمس مقاطعات أخرى من دمار، وتشريد حوالي 400 ألف شخص داخليا.

أما في زيمبابوي، فتأثر شرق البلاد بشكل خاص، حيث دُمر ما يقرب من ألف منزل في نحو عشر مقاطعات.

وفي ملاوي قدرت التقييمات الأولية أن أكثر من 82 ألف شخص قد نزحوا. ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام في الأيام المقبلة مع توفر بيانات أكثر دقة.

أول مروحية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي تصل إلى بييرا ، موزمبيق إلى  مطار بييرا يوم الثلاثاء.
WFP/Deborah Nguyen
أول مروحية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي تصل إلى بييرا ، موزمبيق إلى مطار بييرا يوم الثلاثاء.

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك "إن صندوق الاستجابة سوف يكّمل الجهود الفورية التي تبذلها الحكومات الثلاث لتوفير المساعدة المنقذة للحياة والمُستدامة للمجتمعات المتضررة، بما في ذلك الصحة والأمن الغذائي والحماية والتغذية والتعليم". وأشار السيد لوكوك إلى أن "الأولوية ستعطى للمجموعات الضعيفة مثل الأطفال والنساء الحوامل أو المرضعات وذوي الإعاقة ومن يعانون من أمراضا مزمنة".

وبحسب بيان من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، سيساعد هذا المبلغ المنظمات الإنسانية على دعم الخدمات اللوجستية والاتصالات في حالات الطوارئ بسرعة وتوسيع نطاق خدمات الصحة والمياه للحد من مخاطر الأمراض التي تنقل عبر المياه.

وأوضح السيد لوكوك أن تمويل الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ هو مجرد بداية، مؤكدا أنه سيكون هناك حاجة إلى المزيد، خاصة فيما يتعلق بالمساعدات الغذائية على الأجلين القصير والمتوسط.

ويفاقم من الوضع الإنساني حدوث الفيضانات في منتصف موسم زراعة المحاصيل في الجنوب الأفريقي، ويُعتقد أن معظم الماشية قد هلكت في الفيضانات، في مناطق كانت تواجه بالفعل مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي.

وقد تعرض مستودع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بييرا لأضرار جسيمة بسبب الإعصار، لكن بعض مخازن الأغذية لا تزال سليمة ويتم توزيعها على النازحين في بيرا ومدينة أخرى على الشمال منها، كما أكد البرنامج.

وقد تم نقل 20 طنا من الأغذية جوا لتوزيعه بالمروحيات على المتضررين في المناطق المعزولة. وتقوم الطائرات بدون طيار، التي يمولها برنامج الأغذية العالمي، بدعم عمل وكالة إدارة الكوارث الموزامبيقية في رسم خرائط مناطق الطوارئ المتأثرة، كما قامت الأمم المتحدة بتركيب اتصالات لاسلكية طارئة في مدينة بيرا.

وتم نشر فريق الأمم المتحدة لتنسيق الكوارث والتقييم  للمساعدة في تنسيق الاستجابة، لكن الوصول إلى المناطق المتضررة يمثل عقبة رئيسية في تقديم المساعدات، حيث تم تدمير جزء كبير من البنية التحتية والطرق والجسور بسبب الإعصار.

وقالت مديرة المنظمة الدولية للهجرة في موزامبيق كاثرينا شنورينغ إن "الوضع سيء للغاية، والأضرار خطيرة جدا. فمن الصعب جدا رسم صورة كافية لما يجري. هناك العديد من المشاكل في الاتصالات، وليس هناك وجود للسلطات في بيرا أو سبل للوصول إلى المدينة، لأن نهر بوزي قد فاض وغمر الطرق بالمياه."

وفي ملاوي، قال ممثل اليونيسف إن إمدادات الطوارئ بدأت في الوصول إلى البلاد، لكن العديد منها موجود سلفا في مواقع بالمناطق التي تتأثر بانتظام بالكوارث الطبيعية،" مما يسمح للأمم المتحدة بالتحرك بسرعة لتلبية الاحتياجات العاجلة للناس، مثل مياه الشرب والصرف الصحي والأدوية، بالإضافة إلى لوازم مدرسية لإنشاء فصول دراسية مؤقتة.