منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: التعاون بين بلدان الجنوب غيّر ديناميات التعاون الدولي 

الأمين العام أنطونيو غوتيريش يلقي كلمته في الجلسة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة الثاني رفيع المستوى حول التعاون بين دول الجنوب في بوينس آيرس، الأرجنتين.
UNIC Buenos Aires/Mariano Solier
الأمين العام أنطونيو غوتيريش يلقي كلمته في الجلسة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة الثاني رفيع المستوى حول التعاون بين دول الجنوب في بوينس آيرس، الأرجنتين.

الأمين العام: التعاون بين بلدان الجنوب غيّر ديناميات التعاون الدولي 

أهداف التنمية المستدامة

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن التعاون بين بلدان الجنوب غير ديناميات التعاون الدولي، مشيرا إلى أنه بفضل هذا التعاون تم انتشال ملايين النساء والرجال والأطفال من براثن الفقر المدقع. وحققت البلدان النامية بعضا من أسرع معدلات النمو الاقتصادي على الإطلاق، ووضعت معايير عالمية للتنمية المستدامة. 

وقد بدأ في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس، اليوم الأربعاء، مؤتمر الأمم المتحدة الثاني رفيع المستوى حول التعاون بين دول الجنوب بمشاركة أكثر من ألف شخص، بمن فيهم كبار السياسيين وقادة القطاع الخاص والمجتمع المدني. 

وفي كلمته الافتتاحية في المؤتمر وإدراكا للتحديات المشتركة، دعا الأمين العام إلى ضمان أن يبقى التعاون فيما بين بلدان الجنوب مستجيبا للحقائق المتطورة للتنمية العالمية والاحتياجات المتغيرة للبلدان النامية أثناء تنفيذها لخطة عام 2030، مشيرا إلى وجود فرصة لتطوير وتعزيز أطر التعاون بين دول الجنوب، وتحسين النظم والأدوات، وزيادة الشفافية، وتعزيز المساءلة. 

وتطرق الأمين العام في خطابه إلى خمس قضايا أساسية لتنفيذ اتفاق باريس بشأن تغير المناخ وتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، مشيرا إلى أن التعاون بين دول الجنوب يمكن أن يقدم حلولا لجميع هذه القضايا: 

أولا، التفاوت المتزايد بين البلدان 

قال الأمين العام إن "التفاوت المتزايد فيما بين البلدان وداخلها يؤدي إلى إضعاف الثقة وتعميق الشعور بالظلم. لقد مكنت العولمة العديد من الناس من الهروب من الفقر، لكن فوائدها لا يتم تقاسمها بشكل منصف وتكاليفها تقع بشكل غير متناسب على الفقراء والضعفاء. يمكن للتعاون أن يمكّن البلدان النامية من التعلم من بعضها البعض والنمو بسرعة أكبر، وسد فجوات الدخل وبناء مجتمعات شاملة وصامدة." 

 ثانيا: تغير المناخ 

قال الأمين العام إن "تغير المناخ هو القضية الحاسمة في عصرنا، ونحن نخسر السباق، مشيرا إلى أن عام 2018 كان رابع أسخن عام على الإطلاق، حيث أثرت الكوارث الطبيعية على كل مناطق العالم تقريبا.  

وأضاف أن هذا هو السبب وراء دعوته لقادة العالم إلى حضور قمة للعمل المناخي تعقد في نيويورك في سبتمبر المقبل، مشيرا إلى "الحاجة إلى تحولات أساسية لدعم التمويل الصديق للبيئة وزيادة الاستثمار في العمل المناخي." 

وشدد أنطونيو غوتيريش على أن التعاون فيما بين بلدان الجنوب سيكون أمرا حيويا لضمان الدعم المتبادل ومشاركة أفضل الممارسات، وتعزيز التكيف وزيادة صمود البلدان والمجتمعات النامية التي تواجه الآثار المدمرة لتغير المناخ. 

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس الأرجنتين موريسيو ماكري يزوران جناح الأرجنتين في معرض تابع لمؤتمر الأمم المتحدة الثاني رفيع المستوى حول التعاون بين دول الجنوب
UNIC Buenos Aires/Mariano Solier
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس الأرجنتين موريسيو ماكري يزوران جناح الأرجنتين في معرض تابع لمؤتمر الأمم المتحدة الثاني رفيع المستوى حول التعاون بين دول الجنوب, 

ثالثا: توسع احتياجات البنية التحتية والطاقة بشكل كبير 

قال الأمين العام إنه من المتوقع أن تتوسع احتياجات البنية التحتية والطاقة بشكل كبير، وذلك بفضل النمو السكاني والتحضر في الجنوب العالمي.  

وأضاف أن حوالي 60% من المساحات التي من المتوقع أن تصبح حضرية بحلول عام 2030 لم يتم بناؤها بعد، محذرا من أنه "إذا أخطأنا في ذلك، فسوف نحبس أنفسنا في مستقبل تملؤه الانبعاثات بشدة مع عواقب وخيمة محتملة. ولكن إذا سرنا بشكل صحيح، فستكون هذه فرصة للتعاون في مجال التنمية والتحول الصناعي والنمو والتجارة والاستثمار عبر الحدود وتخفيف تغير المناخ والتكيف معه، والتنمية المستدامة." 

رابعا: المساواة بين الجنسين

كما دعا الأمين العام إلى جعل قضية المساواة بين الجنسين في "صميم كل الجهود إذا أردنا النجاح". وأشار إلى التقدم الكبير الذي أحرزته النساء على مدار الأربعين عاما الماضية.  ولكنه حذر من أن هذا التقدم لم يكتمل بعد. وقال "في الواقع، نشهد مقاومة في وجه جهودنا وفي بعض الحالات تتسع فجوة المساواة بين الجنسين." 

وأضاف الأمين العام أن هذا يؤثر على الجميع، مؤكدا أنه عندما يتم تمثيل المرأة بشكل أفضل في السياسة، تتحسن نظم الحماية الاجتماعية وزيادة الإنفاق على التنمية.  

خامسا: نظام التنمية متعدد الأطراف 

ودعا أنطونيو غوتيريش إلى أن يكون نظام التنمية متعدد الأطراف في وضع أفضل لدعم التعاون فيما بين بلدان الجنوب وتنفيذ خطة عام 2030، مشيرا إلى الحاجة إلى إعادة تنظيم التمويل من أجل التنمية المستدامة. 

وشدد الأمين العام على ضرورة أن يشمل التعاون فيما بين بلدان الجنوب أيضا الشباب والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية وغيرها، وبناء شراكات مبتكرة وتوسيع نطاق المبادرات، فضلا عن تسخير إمكانات التقنيات الجديدة والرقمنة، بما يخلق الفرص ويعزز الشمولية. 

واختتم الأمين العام حديثه بالقول: "معا، يمكننا تحقيق أهداف التنمية المستدامة، يمكننا التغلب على تغير المناخ، وتحويل حياة الناس في جميع أنحاء العالم."