منظور عالمي قصص إنسانية

الجينوم البشري.. لجنة من الخبراء الأمميين تبحث وضع أطر للإدارة المسؤولة والأخلاقية

صورة مخبرية مكبرة للحمض النووي البشري.
اليونسكو
صورة مخبرية مكبرة للحمض النووي البشري.

الجينوم البشري.. لجنة من الخبراء الأمميين تبحث وضع أطر للإدارة المسؤولة والأخلاقية

الصحة

عقدت منظمة الصحة العالمية الاجتماع الأول للجنة الاستشارية للخبراء حول تطوير معايير عالمية لإدارة ومراقبة التدخلات التغييرية في الجينوم البشري، بغرض دراسة التحديات العلمية والأخلاقية والاجتماعية والقانونية المرتبطة بتلك التدخلات، وتقديم المشورة والتوصيات بشأن آليات الحوكمة المناسبة لهذه التقنيات العلمية. 

المدير العام للمنظمة، الدكتور تيدروس غيبريسوس، تحدث في افتتاح الاجتماع عن أهمية التعامل مع هذه التقنية الناشئة في الوقت المناسب، وقال: 

"لا نفهم بعد تماما مخاطر وفوائد التدخلات التغييرية في الجينات، وهذا ما يجعل الوقت مناسبا بالفعل لعقد اجتماع فريق الخبراء هذا لتوجيه العالم، كي نكون قادرين على اتخاذ الخطوات الصحيحة من حيث الأخلاق والقضايا القانونية وأيضا فهم التحديات العلمية وتلقي النصح منكم." 

وأضاف المدير العام أن منظمة الصحة العالمية حريصة بشدة على العمل بشكل تعاوني مع المنظمات والوكالات الأخرى في هذا الصدد، مشيرا إلى تقديم الدعم الكامل واللازم للجنة للتداول بجد حول هذا الموضوع. وقال: 

"هذا هو السبب في أننا وضعنا برنامج عمل يسمح للجنة بالاجتماع عدة مرات على مدار الـ 12 إلى 18 شهرا القادمة، ولضمان إمكانية جمع الأدلة واختبار عملها قبل أي توصيات نهائية." 

من جانبها، أكدت مارغريت هامبورغ، الرئيسة المشاركة للجنة الاستشارية للخبراء حول تطوير معايير عالمية لإدارة ومراقبة التدخلات التغييرية في الجينوم البشري، على أهمية أن تأخذ منظمة الصحة العالمية زمام المبادرة في هذا الصدد، لما للأمر من فوائد وعواقب تعود على الجميع. 

"هذه تقنية ناشئة مهمة لها العديد من الآثار. الآثار المترتبة على الصحة والطب، وكذلك على المجالات الأخرى التي تهم مجتمعنا. ومنظمة الصحة العالمية تحاول فعلا الاضطلاع بدور أكبر بكثير على الصعيد العالمي للنظر في كيفية وضع إطار للإدارة المسؤولة لتقنية طبية وعلمية جديدة وقوية. وكيفية إنشاء إطار للحوكمة والإشراف العالميين." 

وتتمثل أهمية هذا الاجتماع في حشد مجموعة متنوعة من الخبراء لمساعدة منظمة الصحة العالمية والمجتمع العلمي، والمجتمع على نطاق أوسع، في التفكير في القضايا الحرجة التي تحتاج إلى دراسة عند تطبيق هذه التكنولوجيا الجديدة الناشئة، كما أشارت السيدة هامبورغ. 

يذكر أن علم الجينوم هو دراسة بنية الجينوم وعمله، أي مجموع المادة الوراثية الموجودة في الكائن الحي. أما علم الوراثة فهو دراسة الوراثة والآليات التي تنتقل بها العوامل الوراثية من جيل إلى آخر.  

وتهدف مبادرة الجينوم البشري التابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى توفير المعلومات ورفع الوعي لدى القطاع الصحي والحكومات والجمهور حول التحديات والفرص الصحية ضمن علم الجينوم البشري سريع التطور.  

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أنشأت فريق خبراء لوضع معايير عالمية لإدارة ومراقبة التدخلات التغييرية في الجينوم البشري نهاية العام الماضي. وستقوم اللجنة بمراجعة المواد المتاحة حاليا حول حالة البحث وتطبيقاته والمواقف المجتمعية تجاه الاستخدامات المختلفة لهذه التكنولوجيا. ومن ثم ستقدم المنظمة بعد ذلك مشورة الفريق حول آليات الرقابة والحوكمة المناسبة، على الصعيدين الوطني والعالمي.