منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: أصوات الشباب الناشطين في مجال المناخ تمنحني الأمل في المستقبل

أطفال يحضرون مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في بون، ألمانيا.
Photo/UNFCCC
أطفال يحضرون مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في بون، ألمانيا.

الأمين العام: أصوات الشباب الناشطين في مجال المناخ تمنحني الأمل في المستقبل

المناخ والبيئة

شارك عشرات آلاف الطلاب والتلاميذ في مختلف أنحاء العالم، يوم الجمعة، في مسيرات منادية بالعمل لإنقاذ كوكب الأرض ومستقبل البشرية من التغيرات المناخية المتسارعة.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال إن أولئك التلاميذ والتلميذات فطنوا لحقيقة غابت، كما يبدو، عن أذهان الكثيرين ممن يكبرونهم سنا، ألا وهي "إننا في سباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية أن فرصة العمل توشك أن توصد وأن العالم لم يعد يملك ترف إهدار الوقت، مؤكدا أن التأخير في مكافحة تغير المناخ يكاد يعادل خطورة إنكاره.

وأقر غوتيريش بأن جيله فشل في التعامل، بالشكل المناسب، مع التحدي الهائل الذي يمثله تغير المناخ وبأن الشباب يشعرون بذلك الأمر جيدا، ويتملكهم الغضب بشأنه.

وتصل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى مستويات قياسية دون وجود بوادر تشير إلى أنها بلغت منتهاها. وبلغ تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أعلى مستوياته منذ 3 ملايين عام.

ويذكر أن السنوات الأربع الماضية كانت الأشد حرارة على الإطلاق، كما ارتفعت درجات الحرارة في القطب الشمالي في فصل الشتاء بمقدار 3 درجات مئوية منذ عام 1990. ويواصل سطح البحر الارتفاع، وما زالت الشعاب المرجانية تموت.

في 2018 المنطقة القطبية الشمالية  شهدت ارتفاعا غير عادي في درجات الحرارة - المحيط القطبي الشمالي. في الصورة: الأمين العام يزور المنطقة القطبية للاطلاع على آثار تغير المناخ بشكل مباشر.
UN Photo/Rick Bajornas
في 2018 المنطقة القطبية الشمالية شهدت ارتفاعا غير عادي في درجات الحرارة - المحيط القطبي الشمالي. في الصورة: الأمين العام يزور المنطقة القطبية للاطلاع على آثار تغير المناخ بشكل مباشر.

وأشار أمين عام الأمم المتحدة إلى التأثير المدمر لتغير المناخ على الصحة من خلال تلوث الهواء وموجات الحرارة الشديدة والمخاطر التي تتهدد الأمن الغذائي.

وفي مقاله تحدث غوتيريش عن اتـفاق باريس، وهو إطار سياساتي يحدد بالضبط ما يتعين عمله لوقف اضطراب المناخ وإزالة آثاره. وقال إن الاتفاق نفسه يصبح بلا معنى بدون تحرك طموح.

ودعا الأمين العام قادة العالم إلى المشاركة في قمة العمل المناخي التي سيعقدها في سبتمبر/أيلول، وهم يحملون خططا عملية وواقعية تعزز مساهماتهم المحددة وطنيا بحلول عام 2020، بما يتسق مع متطلبات خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 45% خلال العقد  المقبل، ثم إلى مستوى صفري بحلول 2050.

وستجمع القمة الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والسلطات المحلية والمنظمات الدولية الأخرى، من أجل التعاون على وضع حلول طموحة في 6 مجالات هي: الطاقة المتجددة، خفض الانبعاثات، البنى التحتية المستدامة، الزراعة المستدامة وإدارة الغابات والمحيطات بشكل مستدام، تحمل آثار الظواهر المناخية، والاستثمار في الاقتصاد الأخضر.

وأكد غوتيريش أن الحلول المناخية يمكن أن تعزز الاقتصادات وتخلق فرص العمل وتجلب الهواء النظيف وتحافظ على الموائل الطبيعية والتنوع البيولوجي.

وقال إن التكنولوجيات الحديثة والحلول الهندسية الجديدة توفر بالفعل الطاقة بتكلفة أقل مقارنة بالاقتصاد القائم على الوقود الأحفوري. وأضاف أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الشاطئية أصبحت الآن أرخص مصادر الطاقة الضخمة الجديدة في جميع الاقتصادات الكبرى تقريبا.

توليد الطاقة بالرياح قبالة ساحل الدنمارك في محطة ميدلغرودين التي تضم 20 توربينا.
UN Photo/Eskinder Debebe
توليد الطاقة بالرياح قبالة ساحل الدنمارك في محطة ميدلغرودين التي تضم 20 توربينا.

وشدد على ضرورة إحداث تغيير جذري في حياتنا بما يعني وقف الإعانات الخاصة بالوقود الأحفوري والأنشطة الزراعية ذات الانبعاثات العالية، والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية والممارسات الصديقة للمناخ.

وأكد أهمية تسعير الكربون على نحو يعكس التكلفة الحقيقية للانبعاثات، بدءا من المخاطر المناخية وحتى المخاطر الصحية الناجمة عن تلوث الهواء. وقال إن ذلك يعني أيضا التعجيل بإغلاق محطات توليد الطاقة باستخدام الفحم والاستعاضة عن فرص العمل الضائعة ببدائل أكثر صحة، حتى يكون التحول عادلا وشاملا للجميع ومربحا.

واختتم الأمين العام مقاله برسالة موجهة للشابات والشبان الذين خرجوا في مسيراتهم، قائلا:

"أعلم أن الشباب بإمكانه تغيير العالم، بل هو يغيره بالفعل. اليوم، يشعر الكثيرون منكم بالخوف والجزع تحسباً لما يحمله لكم المستقبل، أتفهم شواغلكم وغضبكم. ولكنني أعلم أن البشرية قادرة على تحقيق إنجازات هائلة. ولهذا، تبعث أصواتكم في نفسي الأمل. فكلما رأيت التزامكم وتوجهكم نحو النشاط الدعوي، ازددت ثقة بأننا سنكسب المعركة. ومعاً بإمكاننا، بل لا بد لنا، بمساعدتكم وبفضل جهودكم، أن ننتصر على هذا الخطر وأن نهيئ للجميع عالما أنظف وأكثر أمانا ومراعاة للبيئة."