منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: توازن القوى بين الجنسين أساسي لتحقيق المساواة بينهما

ممثلتان للمجتمع المدني من جنوب السودان وباكستان تتحدثان في افتتاح اجتماعات لجنة وضع المرأة. 11 مارس 2019.
UN Women/Ryan Brown
ممثلتان للمجتمع المدني من جنوب السودان وباكستان تتحدثان في افتتاح اجتماعات لجنة وضع المرأة. 11 مارس 2019.

الأمم المتحدة: توازن القوى بين الجنسين أساسي لتحقيق المساواة بينهما

المرأة

افتتحت أعمال الدورة الثالثة والستين للجنة الأمم المتحدة لوضع المرأة، والتي تستمر من الحادي عشر وحتى الثاني والعشرين من الشهر الحالي في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، بمشاركة ممثلي الدول الأعضاء والمنظمات غير الحكومية من مختلف أنحاء العالم.

تركز الدورة الحالية على أنظمة الحماية الاجتماعية والوصول إلى الخدمات العامة والبنية التحتية المستدامة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتاة.

في كلمته الافتتاحية قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش، الذي أكد مرارا فخره بأنه نصير للمرأة، إن "لجنة وضع المرأة" يمكن أن يطلق عليها اسم آخر وهو "لجنة وضع القوى" لأن هذا هو جوهر المشكلة حسب وصفه.

"المساواة بين الجنسين أمر يتعلق في الأساس بمسألة القوة. على مدى آلاف السنين، تم بشكل منهجي تهميش وتجاهل وإسكات المرأة في عالم يسيطر عليه الذكور بثقافة يهيمن عليها الرجال."

وأشار الأمين العام إلى كاريكاتير شهير يصور مجموعة من المسؤولين في إحدى الشركات يجلسون حول طاولة، كلهم رجال ومعهم امرأة واحدة. تطرح المرأة اقتراحا مهما للغاية، فيسكت الجميع لفترة طويلة، ثم يقول رئيس المجموعة "هذا اقتراح ممتاز، ربما يود أحد الرجال هنا طرحه علينا".

يقدم الرسم الكاريكاتوري هذا الموقف الساخر للدلالة على ما تتعرض له بعض النساء من تمييز وتجاهل في مكان العمل، إذ لا قد لا يعتد برأي لا يقدمه رجل.

ورجح أمين عام الأمم المتحدة أن الكثيرات من المشاركات في اجتماع لجنة وضع المرأة، قد مررن بتجارب مشابهة. وشدد على الحاجة إلى التغيير.

افتتاح الدورة الثالثة والستين للجنة الأمم المتحدة لوضع المرأة. 11 مارس/آذار 2019.
UN Photo/Evan Schneider
افتتاح الدورة الثالثة والستين للجنة الأمم المتحدة لوضع المرأة. 11 مارس/آذار 2019.


جيرالدين بيرن نيسون رئيسة لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة على أن تحقيق التوازن بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات، يستغرقان وقتا وقبل كل شيء فإنهما يتطلبان قناعة وشجاعة سياسية.


"ما نحاول تحقيقه هو أن يتمتع الرجال بحقوقهم وليس أكثر، وأن تتمتع النساء بحقوقهن وليس أقل."


المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بومزيلي ملامبو نوكا قالت إن الابتكار، بكل أشكاله، عنصر رئيسي للتنمية، كما يمكن أن يكون له آثار بعيدة المدى لمعالجة احتياجات المجتمعات الفقيرة وإنقاذ الحياة.


وأشارت ملامبو نوكا إلى نظام اللوغاريتمات (الخوارزميات) التي تحدد عمليات الاختيار والاستجابة وصنع القرار، وشددت على الحاجة للعمل على مسار الأدلة المتنامية التي تؤكد إهمال المرأة بشكل مستمر في مجال البيانات التي تتخذ على أساسها القرارات.
وقالت إن منطق الذكاء الاصطناعي سيخذل المرأة إذا قامت استنتاجاته على المعلومات التي لا تأخذ نوع الجنس في الاعتبار. 
 

وأشار الأمين العام إلى بعض التناقضات في الوقت الراهن، قائلا:

"يترابط الناس أكثر من أي وقت مضى، إلا أن المجتمعات تصبح أكثر تشرذما. التحديات الكبرى تتزايد، من تغير المناخ وانعدام الأمن والصراع، إلا أن الناس ينزوون على أنفسهم. ونحتاج، أكثر من أي وقت مضى، إلى الاستجابات الدولية للتحديات الدولية. ولكن وأكثر من أي وقت مضى تتعرض الحلول الدولية للمشاكل، للهجوم."

وتحدث الأمين العام عن تناقض آخر بين الجهود المتنامية لتعزيز المساواة بين الجنسين والمقاومة الحثيثة والعميقة والمستشرية التي تواجهها حقوق النساء.

وأشار إلى زيادة العنف ضد النساء وخاصة ضد المدافعات عن حقوق الإنسان والساعيات لتولي مناصب سياسية. وتحدث عن التحرش على الإنترنت بالنساء اللاتي يعبرن عن آرائهن.

وقال أنطونيو غوتيريش إن إقصاء المرأة يكبد الجميع ثمنا غاليا. ودعا المشاركات في الاجتماع إلى عدم الاستسلام وأكد التزامه بالمساهمة في تغيير العلاقات بين القوى وسد الفجوات والتصدي للتحيزات والحفاظ على المكاسب التي تحققت بشق الأنفس.

وستقيـّم لجنة وضع المرأة التقدم المحرز في تنفيذ ما اتفق عليه في الدورة الستين عام 2016 بشأن تمكين المرأة وصلتها بالتنمية المستدامة. 

لجنة وضع المرأة، التابعة لمجلس الأمم المتحدة الاقتصادي والاجتماعي، تعنى بوضع السياسات العالمية لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
وتوفر الدورة السنوية للجنة، التي تعقد عادة لمدة عشرة أيام في شهر مارس، فرصة لاستعراض التقدم المحرز وتحديد التحديات وصياغة السياسات.
وقد أنشئت اللجنة بموجب قرار صادر من المجلس عام 1946.