منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤول أممي: المحادثات المباشرة بين طالبان والحكومة ضرورية لمستقبل أفغانستان

تاداميتشي ياماموتو رئيس بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان يلقي إحاطة أمام مجلس الأمن.
UN Photo/Eskinder Debebe
تاداميتشي ياماموتو رئيس بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان يلقي إحاطة أمام مجلس الأمن.

مسؤول أممي: المحادثات المباشرة بين طالبان والحكومة ضرورية لمستقبل أفغانستان

السلم والأمن

شدد رئيس بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان تاداميتشي ياماموتو على الضرورة الملحة لأن تنخرط حركة طالبان في مفاوضات مباشرة مع الحكومة الأفغانية، مشيرا إلى أن عملية السلام الأفغانية ستحدد مستقبل البلاد، ولذا "يجب أن تكون العملية مملوكة لشعبها". 

وقال ياماموتو، خلال إحاطة قدمها أمام مجلس الأمن اليوم الاثنين، إن الأشهر الثلاثة الأخيرة قد شهدت تطورات مهمة في كل من السلام والانتخابات، حيث أسفرت الجهود الإضافية لوضع حد للنزاع المستمر منذ أمد طويل في أفغانستان عن تقدم ملموس. 

السيد ياماموتو أشار إلى دخول الولايات المتحدة وطالبان في محادثات مباشرة مكثفة، الأمر الذي بعث برسالة أمل في أن تنخرط حركة طالبان في محادثات مماثلة مع الحكومة الأفغانية، إلا أن "طالبان لم تقبل بعد الدخول في محادثات مباشرة مع الحكومة،" كما قال.

ودعا رئيس بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان إلى تضافر جميع الجهود الدولية والإقليمية لدعم عملية سلام يقودها ويديرها الأفغان. 

وشاطر ياماموتو قلق الكثير من المواطنين الأفغان فيما يتعلق بالتنازلات التي قد تقدم باسم السلام، فيما يتعلق بالمكاسب المحرزة على مدى السنوات الثماني عشرة الماضية، لا سيما حقوق المرأة وحرية التعبير وحقوق وسائل الإعلام وضمان فضاء حر للمجتمع المدني لكي يعمل بفعالية، وكلها أمور "يجب حمايتها بموجب اتفاق سلام". 

ولمعالجة هذه الأمور بفعالية، شدد الدبلوماسي الأممي على أهمية أن تشمل عملية السلام المشاركة الفعالة للمجموعات التي تمثل جميع شرائح المجتمع الأفغاني المتنوع، بما في ذلك النساء والشباب والعلماء والقادة المجتمعيون، إلى جانب السياسيين. 

وبالنظر إلى التقارير المنتشرة عن المخالفات خلال الانتخابات البرلمانية في أكتوبر الماضي، أشار ياماموتو إلى أن إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، في غضون خمسة أشهر، سيكون صعبا للغاية. وقال إن هذه التقارير قد قوضت الثقة في هيئات إدارة الانتخابات، حيث أعرب أصحاب المصلحة السياسيون عن شكوكهم المتزايدة في قدرة المفوضية المستقلة للانتخابات ولجنة الشكاوى الانتخابية على إجراء انتخابات رئاسية ذات مصداقية وفي الوقت المناسب. 

وبينما حث ياماموتو اللجنتين على العمل لإعادة بناء ثقة الجمهور في العمليات الانتخابية، دعا جميع المرشحين والسياسيين الآخرين إلى "الالتزام باحترام استقلال اللجنتين لتمكينهما من العمل دون أي تدخل". وقال إن "نزاهة وجوهرية الهيئتين تتمتعان بأهمية حاسمة".

ووفقا لإحصاءات بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، كان عام 2018 أكثر الأعوام دموية في الصراع الأفغاني، حيث تجاوز مجموع الضحايا المدنيين عشرة آلاف شخص، قتل منهم 3804 مدني. كما كان تأثير النزاع على الأطفال الأفغان مروعا، حيث بلغ عدد الأطفال الذين قتلوا في الصراع العام الماضي رقما قياسيا. فبحسب ياماموتو تحققت البعثة من مقتل أكثر من 900 طفل وإصابة آلاف آخرين جراء مخلفات الحرب المتفجرة. 

ولكن رئيس البعثة شدد على أن هذه الأرقام لا تعكس التكلفة الإنسانية الكاملة للحرب. إذ يعيش أكثر من نصف سكان البلاد اليوم تحت خط الفقر، حيث ارتفعت تلك النسبة من 37% في عام 2014 إلى 54% في العام الماضي. 

وبالإضافة إلى ذلك ازداد الجفاف الشديد على مدار العام الماضي سوءا، مما أثر على 13.5 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، بما يعني أنهم يعيشون على أقل من وجبة واحدة في اليوم، حسبما قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان.