منظور عالمي قصص إنسانية

خبراء حقوق الإنسان: الدورة الشهرية للنساء والفتيات ينبغي ألا تكون من المحظورات

تعليم الشابات حول الحيض في فصل دراسي تدعمه الأمم المتحدة في مدينة بول في تشاد. فبراير 2019.
UN Photo/Eskinder Debebe
تعليم الشابات حول الحيض في فصل دراسي تدعمه الأمم المتحدة في مدينة بول في تشاد. فبراير 2019.

خبراء حقوق الإنسان: الدورة الشهرية للنساء والفتيات ينبغي ألا تكون من المحظورات

المرأة

دعا عدد من خبراء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى كسر الحظر والوصم على صحة الحيض، واتخاذ إجراءات ملموسة لضمان تغيير العقليات التمييزية وحماية صحة النساء والفتيات الحائضات.  

وقال الخبراء*، في بيان مشترك قبيل اليوم الدولي للمرأة الموافق 8 مارس / آذار من كل عام، إن "المعايير الاجتماعية الثقافية الضارة والوصمة والمفاهيم الخاطئة والمحظورات تستمر حول الحيض، مما يؤدي إلى الاستبعاد والتمييز ضد النساء والفتيات".  

وأضافوا أن "وصمة العار والخجل التي تولدها الصور النمطية حول الحيض لها تأثيرات شديدة على جميع جوانب حقوق الإنسان الخاصة بالنساء والفتيات، بما في ذلك حقوقهن الإنسانية في المساواة والصحة والمسكن والماء والصرف الصحي والتعليم والعمل وحرية الدين أو المعتقد والشعور بالأمان وظروف العمل الصحية والمشاركة في الحياة الثقافية والحياة العامة دون تمييز".  

"وتعتبر الحائضات والفتيات ملوثات ونجاسة، في بعض البلدان،" كما ذكر الخبراء في بيانهم، مشيرين إلى أنه "يتم فرض قيود عليهن، مثل حظر لمس الماء أو الطبخ، أو حضور الاحتفالات الدينية والثقافية أو الدخول إلى مواقع دينية أو ثقافية، أو الانخراط في أنشطة مجتمعية".  

وبحسب البيان، يمكن حتى في بعض المجتمعات أن يتم إبعاد الفتيات الحائضات إلى حظائر خارجية حيث يعانين من البرد والعزلة، وكثيرا ما يتعرضن لخطر المرض والاعتداء من الحيوانات. وقال الخبراء: "عندما تقترن الوصمة بالعار الذي تشعر به النساء والفتيات خلال تلك الفترة، فإنهن يشعرن حقا بقلة قيمتهن".  

وبالإضافة إلى ذلك، "تواجه النساء والفتيات مشاكل تتعلق بعدم توفر منتجات النظافة الصحية والمرافق الملائمة لهن. وفي هذا السياق، لفت الخبراء الانتباه إلى أن "الافتقار إلى التواؤم بين الاحتياجات الصحية المتعلقة بالحيض لدى النساء والفتيات في المؤسسات التعليمية وأماكن العمل له أثره على المدارس والوظائف، وبالتالي على النهوض الاقتصادي بالمرأة، مما يقوض المساواة بين الجنسين".  

وفي حين أن بعض البلدان قد حظرت الممارسات التمييزية المرتبطة بالحيض، ووضعت سياسات تستجيب لاحتياجات النساء والفتيات أثناء الحيض، شدد البيان على أن الشواغل المتعلقة بحقوق الإنسان المتعلقة بدورة المرأة الشهرية لا تزال متجاهلة إلى حد كبيرمن قبل  صانعي السياسات في جميع أنحاء العالم.  

وشدد الخبراء على ضرورة "فعل الكثير لمعالجة الاحتياجات الصحية للنساء والفتيات الحائضات، والاعتراف بأن عدم معالجتها له أثر ضار على جميع مجالات حياة المرأة".  

وفيما شدد الخبراء على ضرورة محاربة الأساطير والمعلومات الخاطئة حول الدورة الشهرية، من خلال معلومات شاملة ودقيقة ويمكن الوصول إليها لتحسين المعرفة، دعوا الدول إلى اتخاذ تدابير تحويلية بالتعاون مع كيانات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات النسائية وقطاع التعليم والأعمال. 

 * خبراء الأمم المتحدة هم: السيدة إيفانا راديتش رئيسة الفريق العامل المعني بالقضاء على التمييز ضد المرأة في القانون والممارسة، والسيدة كريمة بنون المقررة الخاصة في مجال الحقوق الثقافية، والسيد داينيوس براس المقرر الخاص المعني بحق حق كل فرد في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية، والسيدة كومبو بولي باري المقررة الخاصة المعنية بالحق في التعليم، والسيد ليو هيلر المقرر الخاص المعني بحق الإنسان في الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي، والسيدة دوبرافكا شيمونوفيتش المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد المرأة وأسبابه وعواقبه، والسيد سوريا ديفا رئيس الفريق العامل المعني بالأعمال وحقوق الإنسان في الأمم المتحدة. 

يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهو جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم.

ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.