منظور عالمي قصص إنسانية

شفاء مصاب بالإيدز.. تفاؤل بمستقبل القضاء على الفيروس

هيكل ثلاثي الأبعاد تتفاعل فيه الخلايا التائية لفيروس نقص المناعة البشرية (الأزرق والأخضر) وغير المتعايش (البني والأرجواني) .
Donald Bliss/NLM/NIH
هيكل ثلاثي الأبعاد تتفاعل فيه الخلايا التائية لفيروس نقص المناعة البشرية (الأزرق والأخضر) وغير المتعايش (البني والأرجواني) .

شفاء مصاب بالإيدز.. تفاؤل بمستقبل القضاء على الفيروس

الصحة

قال برنامج الأمم المتحدة المشترك بشأن الإيدز وفيروس نقص المناعة البشرية إنه استقبل بالكثير من التفاؤل أنباء تفيد بشفاء رجل مصاب بفيروس نقص المناعة بعد تلقيه العلاج باستخدام عمليات زرع خلايا جذعية ذات طفرة وراثية نادرة، مؤكدا في الوقت نفسه على الأهمية القصوى لجهود الوقاية من الإصابة بالفيروس. 

وقال ميشيل  سيدي بيه المدير التنفيذي في البيان الصحفي الذي صدر عن البرنامج اليوم إن "الوصول لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية هو أقصى ما نحلم به. وعلى الرغم من أن هذا التطور معقد جدا وأننا نحتاج إلى المزيد من العمل، إلا أنه يعطينا أملا كبيرا في المستقبل من أننا قد نتمكن من إنهاء الإيدز – باستخدام العلم – عن طريق اللقاحات أو العلاج." وشدد على أن هذا التطور ينبغي أن يجعلنا نولي "أهمية قصوى لاستمرار جهود الوقاية والعلاج".

وحسب النتائج التي أعلن عنها، فإن الرجل المعني قد تم علاجه من قبل أخصائيين في كلية لندن الجامعية، وكلية إمبيريال كوليدج – المتخصصة في سرطان غدد هودجكين الليمفاوية المتقدمة – بعملية زراعة لخلايا جذعية، حصلوا عليها من متبرع يحمل طفرة وراثية نادرة. وأفاد الباحثون بأن الإيدز لم يعد ظاهرا عند الكشف على الرجل، منذ أن توقف قبل سنةٍ ونصف، عن تناول الأدوية المضادة للفيروسات الرجعية. ومع أنه قد تم تأكيد شفاء المصاب "وظيفيا" حسب تعبير العلماء، إلا أنهم قالوا إن الوقت لا يزال مبكرا لوصف العلاج بـ"الكامل" أو النهائي. 

ويشير بيان البرنامج إلى أن عمليات علاج الإيدز بزرع الخلايا الجذعية "معقدة جدا ومكلفة ولها آثار جانبية كبيرة" وهي "ليست طريقة فعالة لعلاج أعداد كبيرة من المصابين." ومع ذلك، يقول البرنامج إن هذه النتائج توفر إلهاما كبيرا للباحثين المشتغلين على استراتيجيات علاج الفيروس، وتسلط الضوء على الأهمية المستمرة للاستثمار في البحث العلمي والابتكار.

الجدير بالذكر أن نتيجة علاج المصاب اللندني التي أعلن عنها في مؤتمر علمي في مدينة سياتل الأمريكية، تعتبر واحدة من حالتين فقط من العلاجات الوظيفية للإيدز تم تأكيدهما. كانت الأولى حالة مصاب تلقى علاجا شبيها في برلين لمواجهة السرطان عام 2007.

ويعمل برنامج الأمم المتحدة المشترك بشأن الإيدز وفيروسه على ضمان حصول جميع المصابين والمتأثرين بفيروس نقص المناعة البشرية على خدمات الوقاية والعلاج والرعاية والدعم المنقذة للحياة. وتقول إحصائيات البرنامج أن هناك 36.9 مليون شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية في عام 2017، منهم 1.8 مليون شخص أصيبوا به حديثا. وتوفي في نفس العام ما يقرب من مليون شخص جراء الأمراض المرتبطة بالإيدز، في حين يتلقى21.7 مليون شخص أدوية مضادة للفيروس.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد قال، في رسالة  اليوم العالمي لمكافحة الإيدز في ديسمبر من العام الماضي، إن وتيرة التقدم في مواجهته "ليست على مستوى الطموح العالمي بعد،" وإن  الوصم والتمييز ما زالا  يشكلان حاجزا أمام الناس، مؤكدا أن هناك متسعا من الوقت للتوسع في إجراء الفحوص وإتاحة العلاج لمزيد من الأشخاص وزيادة الموارد لمنع حدوث إصابات جديدة.