منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤولة أممية: مستويات مروعة من الاحتياجات الإنسانية لا تزال قائمة في جميع أنحاء سوريا

رينا غيلاني، نائبة مدير شعبة التنسيق والاستجابة التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، في إحاطتها أمام مجلس الأمن. 29 نوفمبر 2018.
UN Photo/Eskinder Debebe
رينا غيلاني، نائبة مدير شعبة التنسيق والاستجابة التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، في إحاطتها أمام مجلس الأمن. 29 نوفمبر 2018.

مسؤولة أممية: مستويات مروعة من الاحتياجات الإنسانية لا تزال قائمة في جميع أنحاء سوريا

السلم والأمن

قالت رينا غيلاني، نائبة مدير شعبة التنسيق والاستجابة التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إن مستويات مروعة من الاحتياجات الإنسانية لا تزال قائمة في جميع أنحاء سوريا، مشيرة إلى أن ما يقدر بنحو 11.7 مليون شخص سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية هذا العام في جميع أنحاء البلاد.  

جاء ذلك خلال إحاطة للسيدة غيلاني أمام مجلس الأمن اليوم الثلاثاء عن الوضع الإنساني في سوريا، قالت فيها إن الأمم المتحدة وشركاءها يصلون إلى الملايين كل شهر بالمساعدة الإنسانية المنقذة للحياة في جميع أنحاء سوريا، بفضل الدعم السخي من المانحين الدوليين.

وفيما يتعلق بقافلة المساعدات الإنسانية الكبرى التي سيرتها الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري، في بداية هذا الشهر، إلى مخيم الركبان أكدت غيلاني أنها كانت حاسمة وستنقذ الأرواح، لكنها شددت على أن خطورة الوضع بالنسبة للمدنيين في الركبان تعني أن هناك حاجة إلى استمرار وصول المساعدات الإنسانية، حيث من المتوقع أن تكفي الإمدادات الغذائية لمدة شهر واحد فقط.

ورحبت غيلاني بكل الجهود المبذولة لتخفيف معاناة الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل في الركبان وإيجاد حلول دائمة لهم، مشددة على ضرورة أن تضمن هذه الجهود أن تكون  أي عملية عودة، أو إعادة توطين، طوعية ومأمونة وكريمة وتلتزم بمعايير الحماية الأساسية، بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان. وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن الحوار مستمر مع المجتمعات في الركبان، ومع روسيا والسلطات السورية وآخرين لضمان أن يكون هذا هو الحال في أي عملية لإعادة التوطين. وأضافت:

"لا تزال الأمم المتحدة قلقة للغاية بشأن حماية المدنيين الذين لا يزالون عالقين في آخر المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش في جنوب شرق محافظة دير الزور، ومن تمكنوا من الفرار من القتال. منذ أواخر العام الماضي، فر أكثر من 37 ألف شخص من هجين إلى مخيم الهول في محافظة الحسكة. غالبية سكان مخيم الهول هم من النساء والأطفال دون سن الخامسة. ومن المتوقع وصول آلاف الأشخاص الإضافيين إلى المخيم في الأيام والأسابيع المقبلة."

وأشارت غيلاني إلى الإبلاغ عن ظروف قاسية للغاية على طول الطريق إلى الشمال، بما في ذلك انخفاض درجات الحرارة ونقص الطعام والماء والمأوى والخدمات الصحية، حيث مات ما لا يقل عن 75 شخصا، غالبيتهم من الأطفال الذين لم يكملوا السنة من أعمارهم منذ ديسمبر / كانون الأول 2018، إما أثناء عبورهم أو بعد وقت قصير من وصولهم إلى مخيم الهول.

أما في شمال غرب سوريا، فذكرت غيلاني أن ما يقدر بنحو 2.7 مليون رجل وامرأة وطفل ما زالوا بحاجة إلى المساعدات الإنسانية ونحو 40% من الأطفال هم خارج المدرسة، بينما يعتمد مليونان من السكان على مياه الشرب النظيفة المنقولة بواسطة الشاحنات. وأشارت إلى أنه في كل شهر، يتم الوصول إلى حوالي 1.7 مليون سوري بنوع من المساعدات الضرورية، مما يجعل ضمان الوصول المستمر إلى المساعدات الإنسانية أمرا بالغ الأهمية.

وأضافت غيلاني أن الأمم المتحدة وشركاءها يقومون بمراقبة الوضع عن كثب لضمان احترام استقلالية وحيادية ونزاهة العمل الإنساني، مشيرة إلى وجود عدد من التدابير للتخفيف من أي مخاطر بشأن توزيع المساعدات، بما في ذلك فحص واختبار الشركاء المنفذين ومراقبة عمليات التوزيع ونظم تتبع السلع، فضلا عن تسهيل استطلاع آراء المجتمعات المتأثرة، وكذلك الحفاظ على التواصل مع جميع أطراف النزاع بهدف التصدي للتحديات التشغيلية فور ظهورها.

وقالت رينا غيلاني إن أكثر من 5 مليارات دولار قد تم التبرع بها لخطتي الاستجابة الإنسانية والاستجابة الإقليمية لدعم اللاجئين وتمكين المجتمعات المستضيفة لهم في عام 2018، مشيرة إلى أن هذا المبلغ الضخم قد أنقذ الأرواح وأعطى الأمل للملايين.

وأعربت المسؤولة الأممية عن امتنانها لكل من قدم الدعم خلال العام الماضي، وحثت الدول الأعضاء على ضمان التمويل في الوقت المناسب للعمليات الإنسانية في سوريا والدول المجاورة المضيفة للاجئين في عام 2019، مشيرة إلى أن مؤتمر بروكسل لدعم مستقبل سوريا والمنطقة والمزمع عقده في 12-14 مارس المقبل سيكون حاسما في هذا الصدد.

كلمة السيدة رينا غيلاني أمام مجلس الأمن اليوم الثلاثاء عن الوضع الإنساني في سوريا.