منظور عالمي قصص إنسانية

غذاء العالم في خطر: تدني التنوع في نباتات الحقول، وسلالات من الماشية تواجه الانقراض

تجفيف الطماطم عن طريق أشعة الشمس من قبل النساء المحليات في الأقصر، مصر، كجزء من أنشطة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في للحد من فقدان الأغذية.
© FAO/ Egypt
تجفيف الطماطم عن طريق أشعة الشمس من قبل النساء المحليات في الأقصر، مصر، كجزء من أنشطة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في للحد من فقدان الأغذية.

غذاء العالم في خطر: تدني التنوع في نباتات الحقول، وسلالات من الماشية تواجه الانقراض

أهداف التنمية المستدامة

حذر تقرير من منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة اليوم من أنه "في حال فقدان التنوع البيولوجي في جميع الأغذية والزراعات" التي تدعم النظم الغذائية لسكان العالم، لن تكون استعادة هذا التنوع من جديد ممكنة.

وقدم التقرير الأول من نوعه للمنظمة الأممية المعنية بحالة الأغذية والزراعة في العالم أدلة متزايدة، ومثيرة للقلق، على أن "التنوع البيولوجي الذي يدعم الأنظمة الغذائية للإنسان آخذ في الاختفاء،" بما يشكل خطرا كبيرا على مستقبل غذائه وسبل عيشه وصحته وبيئته الطبيعية.

ويقول المدير العام لمنظمة الفاو جوزيه غرازيانو دا سيلفا إن "ضعف التنوع البيولوجي يعني أن النباتات والحيوانات صارت أكثر عرضة للآفات وللأمراض. ومع مشكلة اعتمادنا على عدد أقل من الأنواع لإطعام أنفسنا، فإن الخسارة المتزايدة للتنوع البيولوجي للأغذية والزراعة تضع أمننا الغذائي الهش أصلاً على شفا الانهيار".


ويشير التقرير الذي أعدته الفاو بتوجيه من هيئة الموارد الوراثية للأغذية والزراعة إلى الانخفاض المقلق في التنوع النباتي في حقول المزارعين: فمن بين حوالي 6 آلاف نوع من النباتات تشكل تسعة أنواع فقط منها ما يعادل 66٪ من إجمالي إنتاج المحاصيل.  من ناحية أخرى، يعتمد العالم على حوالي 40 نوعاً حيوانياً فقط، يوفر عددٌ قليل منها اللحومَ والحليب والبيض. ويقول التقرير إن "من بين 7745 سلالة حيوانية محلية على الصعيد العالمي، تواجه 26 بالمائة خطر الانقراض". ويورد التقرير ارتفاعات مقلقة في نسبة الصيد الجائر للثروة السمكية، فما يقرب من ثلث الأرصدة السمكية يتم الحصول عليها عن طريق الصيد الجائر.
وتكشف المعلومات الواردة من 91 بلدا حول العالم أن "الأنواع الغذائية البرية والعديد من الأنواع التي تسهم في خدمات النظام البيئي الحيوية للأغذية والزراعة، بما في ذلك الملقحات والكائنات الحية للتربة والأعداء الطبيعيين للآفات، تختفي بسرعة" هي الأخرى .


ويقول تقرير الفاو إن الأسباب الرئيسية لفقدان التنوع البيولوجي، حسبما أبلغت عنه معظم البلدان، تتمثل في التغيرات في استخدام وإدارة الأراضي والمياه، يليه التلوث، والإفراط في الاستغلال والحصاد، وتغير المناخ، والنمو السكاني، والحضري. ويشير التقرير إلى أمثلة من مصر، حيث يؤدي الارتفاع في درجات الحرارة إلى تغيرات في مجموعات أنواع الأسماك مع تأثيرات على إنتاج مصايد الأسماك. وفي غامبيا، حيث أجبرت الخسائر الفادحة في الأغذية البرية الناس على اللجوء إلى بدائل من الأغذية المصنّعة لتعويض النقص في نظامها الغذائي.

وبينما أكد المدير العام للمنظمة أن "التنوع البيولوجي أمر حيوي لصيانة الأمن الغذائي العالمي" شدد أيضا على ضرورة استخدام التنوع البيولوجي بطريقة مستدامة "لكي تكون لدينا قدرة أفضل على مواجهة تحديات التغير المناخي المتزايدة وإنتاج الأغذية بطريقة لا تضر ببيئتنا".
ويسلط التقرير الضوء أيضا على الدور الذي يمكن أن يؤديه عامة الناس في الحد من الضغوطات على التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة. فبإمكان المستهلك اختيار المنتجات التي تنمو بشكل مستدام، أو الشراء من أسواق المزارعين، أو مقاطعة الأطعمة التي تعتبر غير مستدامة. ويدعو التقرير الحكومات والمجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهود لمعالجة المسببات الأساسية لخسارة التنوع البيولوجي.