منظور عالمي قصص إنسانية

أكبر مهمة إنسانية في سوريا، نازحون يعانون من الجوع والبرد في الركبان

وصول قافلة مساعدات إنسانية قادمة من دمشق، في 6 فبراير 2019، إلى منطقة بالقرب من مخيم الركبان حيث أقامت الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري مخيمهما المؤقت.
© UNICEF/UN0279377
وصول قافلة مساعدات إنسانية قادمة من دمشق، في 6 فبراير 2019، إلى منطقة بالقرب من مخيم الركبان حيث أقامت الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري مخيمهما المؤقت.

أكبر مهمة إنسانية في سوريا، نازحون يعانون من الجوع والبرد في الركبان

المساعدات الإنسانية

أكملت الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري أمس الخميس مهمة توصيل المساعدات الإنسانية إلى أكثر من 40 ألف نازح في مخيم الركبان المؤقت في جنوب شرق سوريا، في عملية تعتبر الأكبر والأوسع نطاقا وتعقيدا للمنظمة الأممية في البلاد.

وضمت المهمة التي استغرقت تسعة أيام 133 شاحنة كانت 118 منها محملة بإمدادات الإغاثة و15 محملة بإمدادات لوجستية، وشارك فيها أكثر من 300 من الموظفين والمتطوعين والموردين التجاريين. وقد سبق العملية الإنسانية أكثر من شهرين من التفاوض مع جميع الأطراف لضمان الوصول الآمن إلى الموقع.

وبينما أدت الفترة شديدة البرودة من فصل الشتاء إلى تفاقم الأوضاع المزرية في الموقع القصي على الحدود مع الأردن، تعتبر هذه هي المرة الثانية فقط التي تتمكن فيها وكالات الأمم المتحدة من الوصول إلى الداخل السوري. وقال السيد سجاد مالك، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية إن القافلة المشتركة مع الهلال الأحمر العربي السوري "وفرت مساعدات منقذة للحياة للناس في الركبان، وكثير منهم من النساء والأطفال ممن تقطعت بهم السبل في الصحراء لسنوات في ظروف قاسية للغاية. وسمحت لنا بالاستماع إلى آمالهم واحتياجاتهم المستقبلية." 

وقد وصف النازحون "أوضاعا شديدة البؤس، حيث يعانون من البرد والجوع، مع افتقارهم للوصول إلى الخدمات الأساسية، فحتى المياه شحيحة، وما هو متاح من السلع المحدودة لا يتمكن معظمهم تحمل كلفتها العالية" حسب السيد مالك.

من ناحية أخرى قال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن هناك حاجة ماسة لحلول عاجلة للمدنيين السوريين في الركبان، واصفا الظروف هناك بأنها "يائسة، إذ لا توجد عمليا أي خدمات" وقال إن "أشد الفئات ضعفا هم النساء والأطفال وذوو الإعاقة، الذين لا يتلقون أي دعم" حسب تصريحه. 


كما جاء في تصريح منسوب للمتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي إرفيه فيروسيل  أن مراقبي البرنامج زاروا الأسر أثناء عمل القافلة الإنسانية لتقييم حالة الأمن الغذائي للسكان في الركبان، والتأكد من تلقي العائلات لحزمة المساعدات المقدمة لهم بشكل كامل. 
كما تمكَّن فريق التحصين المدعوم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من تحصين الآلاف من الأطفال خلال المهمة بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري.


على صعيد آخر، أطلع المبعوث الأممي الخاص لسوريا غير بيدرسون، الصحفيين في جنيف على إجرائه مؤخرا مناقشات متعمقة في كل من دمشق والعاصمة السعودية الرياض حول ولاية مهمته، حسب قرار مجلس الأمن 2254، مؤكدا أن المناقشات كانت "إيجابية للغاية".

وشدد على ضرورة بناء الثقة والحاجة "إلى احترام وقف إطلاق النار، وبالطبع مواصلة مكافحة الإرهاب." حسب قوله للصحفيين.
 
وقال المبعوث الأممي إنه قد تناول في هذه المناقشات التي بدأها فور توليه لمهامه خلفا للدبلوماسي ستيفان دي مستورا "جميع القضايا المتعلقة بالحوكمة وبالعملية الدستورية والحاجة إلى انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة"، بالإضافة إلى قضية اللاجئين وأوضاع المشردين داخليا والتحديات الإنسانية وإعادة البناء. وأكد السيد بيدرسون أنه لا بديل سوى الحل التفاوضي وأنه أن على الطرفين أن يجلسا معا لبدء مفاوضات حقيقية. وقال إن مهمته تتمثل في المساعدة بسد الثغرات الكبيرة للغاية، معتزما أن يكون وسيطا نزيها.