منظور عالمي قصص إنسانية

حالات الإصابة بالحصبة قد تزيد بمقدار الضعف هذا العام

لقاحات الحصبة مأمونة جدا وشديدة الفعالية، حسب خبراء منظمة الصحة العالمية.
UNICEF/UN066747/Rich
لقاحات الحصبة مأمونة جدا وشديدة الفعالية، حسب خبراء منظمة الصحة العالمية.

حالات الإصابة بالحصبة قد تزيد بمقدار الضعف هذا العام

الصحة

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، إن هناك احتمالات قائمة بزيادة حالات الإصابة بمرض الحصبة بما يقارب الضعف، وذلك وسط تزايد الفاشيات الحادة في كثير من أنحاء العالم، في البلدان الفقيرة والغنية على حد سواء.

ويأتي النداء الموجه إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لأن تسد الفجوات في تغطية اللقاحات، بعد أن أُعلن مسبقا أن ما يقدر بـ 110 ألف شخص قد ماتوا منذ عام 2017 بسبب المرض المعدي، الذي يمكن تجنبه بالتحصين بسهولة وفعالية.  

ومن أجل منع تفشي المرض والقضاء على الحصبة، حثت المنظمة الأممية كل البلدان على الحفاظ على استخدام تغطية التحصين العالية، بجرعتين من لقاح الحصبة، وهو نظام تحصين تم اعطاؤه لـ "مليارات" الأطفال، حسب قول مسؤولة في المنظمة للصحفيين في جنيف اليوم.

وقالت كيت أوبراين رئيسة قسم التحصين واللقاحات والبيولوجيا إن "هنالك لقاحات آمنة، وهي مأمونة جدا وشديدة الفعالية. ونحن نذكِّر بذلك لأن فيروس الحصبة واحد من أكثر الفيروسات القابلة للانتقال بالعدوى؛ فمع كل حالة إصابة تحدث وسط مجموعة أناس غير محصنين، يمكن أن تحدث حوالي 9 إلى 10 إصابات جديدة بسبب هذه الحالة الواحدة".

وأضافت الدكتورة أوبراين أنه بفضل اللقاحات انخفضت الوفيات الناجمة عن الحصبة – منذ عام 2000 – بنسبة تزيد على 80 %، أي أنها ربما "أنقذت حوالي 21 مليون إنسان" في هذه الفترة، وقالت إن الفيروس سريع العدوى ينبغي أن يكون "مسؤولية الجميع" وهو "لا يعرف الحدود الجغرافية أو السياسية" على حد تعبيرها.

بالإضافة لتأثيره الذي قد يؤدي إلى الوفاة، تشمل أعراض الحصبة الطفح الجلدي والعمى والالتهاب في الدماغ. ويمكن أن ينتقل الفيروس بسهولة شديدة، عن طريق السعال والعطس، ويمكنه أيضا البقاء لساعات في قطرة ماء، حسب ما أوضحت الدكتورة أوبراين.

ونصحت الدكتورة كاترينا كرتسينغر، الموظفة الطبية في البرنامج الموسع للتحصين في منظمة الصحة العالمية كل البلدان بتحديد ومعالجة جميع المجتمعات التي تقل فيها نسبة التحصين. وقالت إن "بعض السكان أكثر عرضة للخطر من غيرهم" مشيرة إلى فئات "الأطفال والمهاجرين واللاجئين والسكان الفقراء".

وقد أعلنت المنظمة الأممية اليوم من مقرها الرئيسي أرقاما أولية حديثة تغطي الفترة حتى منتصف يناير 2019 بناء على بلاغات تلقتها من 183 دولة حول العالم.

وسجلت الأرقام الحديثة لحالات الحصبة المبلَّغ عنها في أوربا 59,578 حالة ، مقارنة بـ 21,905 في منطقة شرق البحر المتوسط، و16,966 في القارتين الأميركتين. بينما تم الإبلاغ عن 33,879 حالة إصابة في القارة الأفريقية، سُجل منها 4,391 حالة في مدغشقر وحدها.

وقالت متحدثون باسم المنظمة إنهم يتوقعون تزايد هذه الأرقام، بسبب بدء حدوث الفاشية في أواخر عام 2018، وللتأخير الذي يحدث في عملية الإبلاغ عنها، كما حدث في السنوات السابقة.  

والجدير بالذكر أن الفاشيات والأوبئة – قبل العمل بلقاحات الحصبة عام 1963 – كانت تحدث كل سنتين إلى ثلاث سنوات، وتسببت هذه الفاشيات في وفاة 2.6 مليون شخص سنويا.