منظور عالمي قصص إنسانية

مساعدات تكفي ملايين اليمنيين، عرضة للتلف والدمار في مطاحن البحر الأحمر

عند اندلاع القتال في عام 2015، كان اليمن يعتبر أحد أفقر البلدان في العالم
WFP/Reem Nada
عند اندلاع القتال في عام 2015، كان اليمن يعتبر أحد أفقر البلدان في العالم

مساعدات تكفي ملايين اليمنيين، عرضة للتلف والدمار في مطاحن البحر الأحمر

المساعدات الإنسانية

أعرب مارك لوكوك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية عن القلق البالغ بشأن عدم قدرة الأمم المتحدة، منذ سبتمبر/أيلول 2018، على الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر في الحديدة والتي يوجد بها حبوب تكفي لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر.

وقال لوكوك إن كميات الحبوب تلك مخزنة في صوامع في مطاحن البحر الأحمر منذ أكثر من 4 أشهر وقد تتعرض للتلف، فيما يشرف نحو 10 ملايين شخص في أنحاء اليمن على المجاعة.

وفي بيان صحفي قال لوكوك إن أحدا لا يكسب من ذلك الوضع، ولكن ملايين الجوعى يعانون.

وقد تعرضت، الشهر الماضي، صومعتان للقصف بقذائف هاون سقطت في مجمع المطاحن الموجود في منطقة تسيطر عليها حكومة اليمن. وقد دمرت النيران، الناجمة عن القصف، كمية من الحبوب يُرجح أنها تكفي لإطعام مئات الآلاف لمدة شهر.

وشدد منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة على الضرورة الملحة للوصول إلى المطاحن، مع مرور الوقت وزيادة مخاطر تلفها.

وذكر البيان الصحفي أن القوات الموالية لجماعة أنصار الله (الحوثيين) رفضت حتى اليوم السماح للأمم المتحدة بعبور الخطوط الأمامية إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة للوصول إلى المطاحن، وأرجعت القوات ذلك إلى مخاوف أمنية.

وقال لوكوك إن المناقشات متواصلة مع كل الأطراف بهذا الشأن، وأعرب عن تقديره للجهود الحقيقية التي بذلتها كل الأطراف لإيجاد حل.

وحث كل الأطراف، وخاصة الجماعات الموالية لأنصار الله، على التوصل إلى اتفاق وتيسير الوصول إلى المطاحن خلال الأيام المقبلة.

وقال إن الأمم المتحدة وشركاءها في المجال الإنساني يوسعون نطاق عملهم للوصول إلى 12 مليون شخص بالمساعدات الغذائية الطارئة، بما يزيد بنسبة 50% عن أهداف عام 2018.

وقد وصل برنامج الأغذية العالمي في شهر ديسمبر/كانون الأول إلى أكثر من 10 ملايين شخص بما يمثل إنجازا غير مسبوق.

وقال مارك لوكوك "يمكننا أن ننقذ عددا هائلا من الناس، معظمهم في مناطق خاضعة لسيطرة أنصار الله، ولكننا بحاجة إلى مساعدة أكبر من السلطات التي تسيطر على تلك المناطق."

تنسيق إعادة الانتشار وتسوية أولية

وأفاد بيان صادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة بأن أعضاء لجنة تنسيق إعادة الانتشار اجتمعوا للمرة الثالثة بين الثالث والسادس من الشهر الحالي على متن سفينة تابعة للأمم المتحدة في ميناء الحديدة.

وتتألف اللجنة، التي ترأسها الأمم المتحدة، من ممثلي الحكومة اليمنية وأنصار الله (الحوثيين).

وذكر البيان أن الأطراف عملت معا بشكل بناء، أثناء المحادثات التي ييسرها رئيس اللجنة، لحل القضايا العالقة بشأن إعادة الانتشار المتبادل للقوات وفتح الممرات الإنسانية.

وأشار البيان إلى أن التحديات ما زالت قائمة، منها الطبيعة المعقدة للخطوط الأمامية الراهنة للصراع.

وللمساعدة في التغلب على تلك الصعوبات، قدم رئيس اللجنة مقترحا تم قبوله من الطرفين من حيث المبدأ للتحرك قدما على مسار تطبيق اتـفاق الحديدة.

وقال البيان إن الطرفين اتفقا على تسوية أولية، بانتظار إجرائهما مشاورات مع قياداتهما.

ويتوقع رئيس اللجنة انعقادها مرة أخرى الأسبوع المقبل بهدف إكمال تفاصيل إعادة الانتشار. وقد أبدى الطرفان التزامهما القوي تجاه وقف إطلاق النار وتعزيزه.

وكان الطرفان، الحكومة اليمنية وأنصار الله (الحوثيون)، قد اتفقا في مشاوراتهما في السويد آخر العام الماضي على إعادة الانتشار المشترك للقوات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومدينة الحديدة، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ، ووقف إطلاق النار على الفور في هذه المدينة والموانئ.