منظور عالمي قصص إنسانية

تقارير عن وفاة 30 طفلا في سوريا منذ ديسمبر بسبب العنف وظروف الطقس القاسية

أجبر تصاعد العنف منذ ديسمبر 2018 آلاف السوريين على الفرار من ديارهم في مقاطعة حجين في ريف دير الزور، سعيا للأمان في مخيم الهول الذي يبعد 300 كيلومتر باتجاه الشمال.
©UNICEF/ Syria 2019/ Delil Souleiman
أجبر تصاعد العنف منذ ديسمبر 2018 آلاف السوريين على الفرار من ديارهم في مقاطعة حجين في ريف دير الزور، سعيا للأمان في مخيم الهول الذي يبعد 300 كيلومتر باتجاه الشمال.

تقارير عن وفاة 30 طفلا في سوريا منذ ديسمبر بسبب العنف وظروف الطقس القاسية

المساعدات الإنسانية

لقي حوالي 30 طفلا وحديث ولادة مصرعهم خلال الأسابيع الثمانية الماضية في شمال وشرق سوريا، أثناء فرارهم مع أسرهم من أعمال العنف في البرد القارس متوجهين إلى مخيم الهول أو بعد وقت قصير من الوصول إلى المخيم، وذلك وفق التقارير الواردة لمنظمتي الصحة العالمية والـيونيسف.

وأعربت المنظمتان عن بالغ القلق إزاء تدهور الوضع الإنساني في المخيم، وطالبتا جميع أطراف النزاع إلى ضمان الوصول الإنساني بدون إعاقات إلى المحتاجين للمساعدات المنقذة للحياة.

وخلال الشهرين الماضيين، وصل حوالي 23 ألف شخص إلى المخيم، معظمهم من النساء والأطفال الفارين من الأعمال العدائية في المناطق الريفية في دير الزور المجاورة. وقد سار الكثيرون منهم أو سافروا في شاحنات مفتوحة لعدة أيام وليال في طقس شتوي بارد.

هنريتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة الصحة العالمية قالت إن القتال المستمر في المنطقة المحيطة ببلدة هجين في شرق سوريا أجبر الآلاف على خوض الرحلة الطويلة والخطرة سعيا إلى الأمان في مخيم الهول للنازحين الذي يبعد عن المنطقة بحوالي 300 كيلومتر إلى الشمال.

إليزابيث هوف، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا قالت إن الوضع في مخيم الهول مفجع، إذ يموت الأطفال بسبب انخفاض حرارة أجسامهم، أثناء فرار أسرهم إلى بر الأمان.

وقالت إن المنظمة توسع نطاق جهودها في الهول، ولكنها بحاجة إلى صدور الموافقات والتصاريح بصورة أسرع للسماح بتوصيل الإمدادات. وشددت على الحاجة إلى ضمان تمكن فرق المنظمة من الوصول إلى المخيم والطرق المؤدية إليه. وأضافت هوف:

"إحصائياتنا الطبية تشير إلى وفاة 29 طفلا. ولكن الوضع بالنسبة للكبار أيضا سيئ جدا وهم ضعفاء جدا. أكثر ما يحتاجه هؤلاء هو الخيام وخدمات الرعاية الصحية ومرافق النظافة والصرف الصحي. ما يصعب الأمر أكثر عدم وجود نظام تدفئة في أي من هذه الأماكن ولذا فهم بحاجة إلى ملابس دافئة وأغطية ومراتب ينامون عليها."

وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية واليونيسف ومنظمات أممية أخرى تعمل على مدار الساعة لمساعدة أكثر من 23 ألف شخص يعيشون ظروفا إنسانية صعبة جدا.

ولا تنتهي محنة النازحين عند وصولهم إلى المخيم إذ اضطر الآلاف إلى قضاء عدة ليال في مناطق الاستقبال المفتوحة، دون خيام وبطانيات أو تدفئة.

وقد تضاعف عدد سكان المخيم ثلاثة أضعاف (من 10 آلاف إلى 33 ألف شخص تقريبا) في أقل من شهرين.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن السلطات تكافح للتعامل مع الأعداد الهائلة من الناس، حيث يعاني العديد من الوافدين الجدد من سوء التغذية والإرهاق بعد سنوات من الحرمان والعيش تحت سيطرة تنظيم داعش.

وذكرت المنظمة أن المخيم غير مجهز بالمياه وتنقصه خدمات الرعاية الصحية والخيام والمراحيض ومرافق الصرف الصحي، مشيرة إلى أن وصول المساعدات الإنسانية إلى المخيم والطرق المحيطة به تعوقه العوائق البيروقراطية والقيود الأمنية.

ومنذ بداية شهر يناير، قدمت منظمة الصحة العالمية أكثر من 35000 دورة علاجية لدعم عمل عيادتين متحركتين تبرعت بهما منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى 4 فرق صحية متنقلة تعمل حاليا في المخيم.

وتعمل الفرق التي تدعمها منظمة الصحة العالمية على مدار الساعة لفحص الوافدين الجدد وإحالتهم إلى المستشفيات عند الحاجة. وتتم إحالة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الشديد إلى مستشفى تدعمه منظمة الصحة العالمية في الحسكة.