منظور عالمي قصص إنسانية

لوكوك يحث مجلس الأمن على ممارسة الضغط على الأطراف في سوريا لحماية المدنيين

أرشيف: مارك لوكوك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ يقدم إحاطة لمجلس الأمن عن سوريا. 13 كانون الأول / ديسمبر 2018.
UN Photo/Manuel Elias
أرشيف: مارك لوكوك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ يقدم إحاطة لمجلس الأمن عن سوريا. 13 كانون الأول / ديسمبر 2018.

لوكوك يحث مجلس الأمن على ممارسة الضغط على الأطراف في سوريا لحماية المدنيين

المساعدات الإنسانية

دعا مارك لوكوك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية أعضاء مجلس الأمن إلى ضمان احترام الأطراف في سوريا لحماية المدنيين، خاصة شمال غرب وشمال شرق البلاد، وإلى تجنب هجوم عسكري واسع النطاق في إدلب والمناطق المحيطة بها بأي ثمن.

وفي جلسة مجلس الأمن الدولي حول سوريا اليوم الأربعاء، أعاد السيد لوكوك التأكيد على بعض أولويات عمليات الإغاثة، التي تتطلب مساعدة المجلس، مثل تسيير قافلة إنسانية أخرى إلى الركبان، وتسهيل الوصول الآمن والمنتظم والمستدام إلى المساعدات الإنسانية، وتمويل الاحتياجات الفورية وضمان تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2019.

وأشار لوكوك، وهو أيضا منسق الإغاثة الطارئة، إلى معاناة الشعب السوري في فصل الشتاء شديد البرودة، مع انخفاض درجات الحرارة وتساقط الثلوج والأمطار الغزيرة، مما أدى إلى فيضانات دمرت الملاجئ وأجبرت عشرات الآلاف من الناس على النزوح. وقال:

"يعيش الملايين تحت الخيام أو القماش المشمع أو في مبان تالفة بدون وقود أو تدفئة. هناك نقص حاد في جميع الأساسيات، من البطانيات إلى حليب الأطفال والضمادات."

واستجابة لذلك، قامت الأمم المتحدة وشركاؤها منذ أواخر العام الماضي بجمع 81 مليون دولار لدعم السوريين في جميع أنحاء البلاد بتوزيع مستلزمات فصل الشتاء الحيوية، مما سمح بمساعدة 1.2 مليون شخص حتى الآن، كما قال.

وبالانتقال إلى إدلب، حيث لا يزال خطر التصعيد العسكري يلوح في الأفق، سلط وكيل الأمين العام الضوء على محنة ثلاثة ملايين شخص في إدلب والمناطق المجاورة في شمال غرب سوريا إذا حدث توغل عسكري واسع النطاق في المنطقة.

وفي هذا الصدد، كرر أهمية الحفاظ على اتفاق سبتمبر بين روسيا وتركيا، الذي أدى إلى انخفاض ملحوظ في القتال البري والغارات الجوية، محذرا من أن "عملية عسكرية واسعة النطاق في إدلب سيكون لها تداعيات إنسانية كارثية".

كما أشار إلى تمديد عملية الإغاثة عبر الحدود إلى إدلب، كي يتسنى الوصول إلى مئات الآلاف من الأشخاص شهريا بمساعدات منقذة للحياة. وقال "يجب أن نستمر في توفير الغذاء والدواء والخيام والإمدادات الضرورية في فصل الشتاء وغيرها من المساعدات."

أما في مخيم الركبان، على طول الحدود السورية الأردنية، حيث يظل حوالي 42 ألف شخص محاصرين في ظروف متدهورة منذ وصول آخر قافلة إنسانية إلى المنطقة في تشرين الثاني / نوفمبر، قال لوكوك إن الأمم المتحدة قد انخرطت على عدة جبهات لضمان تسيير قافلة مساعدات أخرى.

وأشار إلى تلقي مكتبه هذا الأسبوع موافقة شفهية من وزارة الخارجية السورية على مواصلة القافلة، فضلا عن ضمانات أمنية من الاتحاد الروسي وقوات التحالف الدولية. ويجري الآن التخطيط للبدء في تحميل الشاحنات قبل نهاية هذا الأسبوع، ومن المقرر أن يبدأ العمل على ذلك بحلول 5 فبراير.

وأعلن وكيل الأمين العام أن القافلة القادمة ستضم أكثر من 100 شاحنة من إمدادات الإغاثة، مع التركيز على المواد الغذائية والصحية والشتوية. كما ستستمر حملة التلقيح من القافلة الأولى.

ولكنه شدد على ضرورة توفير الحماية للأفراد المرافقين للقافلة في نقطة التفريغ وموقع الإيواء، وأيضا داخل التجمع، حيث ستتم عمليات التوزيع والتطعيم.

وبالانتقال إلى شمال شرق سوريا، أعرب لوكوك عن قلقه إزاء الأثر الإنساني للعمليات العسكرية الجارية في جنوب شرق دير الزور، حيث شُرد الآلاف وما زال عدد غير معروف من الأشخاص محاصرين تحت سيطرة تنظيم داعش. وقال:

"تسببت الغارات الجوية المستمرة والمكثفة والقتال البري في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية. منذ ديسمبر / كانون الأول، نزح حوالي 20 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، من منطقة حاجين إلى مخيم الهول في محافظة الحسكة. وتعرضوا للأعمال العدائية ومخاطر التفجير وعمليات تفتيش أمنية مكثفة وطويلة في أجواء باردة، ولم يتلقوا سوى الحد الأدنى من المساعدة."

وأشار منسق الإغاثة الطارئة إلى ورود تقارير عن وفاة 20 طفلا، إما أثناء النقل أو بعد وقت قصير من وصولهم إلى المخيم. وعلى الرغم من تعزيز جهود الاستجابة هناك، يصل الناس في حالة حرجة.

وقال إن العديد منهم أفادوا بأنه قد تم نقلهم بشكل قسري، وأن وثائقهم قد صودرت، وأنهم يفضلون البحث عن مأوى مع أفراد العائلة أو معارفهم في دير الزور. ودعا جميع الأطراف إلى بذل قصارى جهدها لحماية المدنيين، والسماح لهم بحرية التنقل للحصول على الأمان والخدمات الأساسية في المكان الذي يختارونه.

هذا ويجرى الآن وضع اللمسات الأخيرة على خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2019 لضمان استكمال الخطة قبل مؤتمر بروكسل في 13-14 مارس القادم، حسبما ذكر السيد لوكوك؛ كما يجرى حشد المنظمات الإنسانية في جميع أنحاء سوريا، لتلبية احتياجات السكان.