منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: أينما وجدت معاداة السامية، يتنامى التعصب والكراهية

مشاركون في فعالية إحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست، في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
UN Photo/Loey Felipe
مشاركون في فعالية إحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست، في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة.

الأمم المتحدة: أينما وجدت معاداة السامية، يتنامى التعصب والكراهية

حقوق الإنسان

"أينما وجدت معاداة السامية، ينعدم الأمان" فيما تتنامى أشكال التعصب الأخرى، كما قال الأمين العام للأمم المتحدة الذي أشار إلى زيادة الاعتداءات على المسلمين وتعرض الروهينجا والإيزيديين وغيرهم للاضطهاد بسبب هوياتهم.

وفي فعالية إحياء ذكرى ضحايا المحرقة التي تعرض لها اليهود أثناء النازية (الهولوكوست)، تحدث أنطونيو غوتيريش عن دور الإنترنت وأوجه المقارنة بين العصر الحالي وفترة الثلاثينيات التي استخدمت فيها الدعاية لنشر الكراهية والتعصب:

 "ينتشر التعصب اليوم بسرعة البرق عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. وقد يكون الأكثر إثارة للقلق هو انتقال الكراهية إلى المجال العام الرئيسي في الأنظمة الديمقراطية الليبرالية والشمولية على حد سواء....يجب ألا نبالغ في المقارنة بين الوقت الراهن والثلاثينيات، ولكن علينا أيضا ألا نتجاهل التشابه بين الحقبتين. نرى مجتمعات تريد أن ترجع الساعة إلى الوراء فيما يتعلق بالتنوع، ومؤسسات سياسية تواجه أزمة انعدام ثقة كبيرة ومتنامية، فيما تستعر محاولات شيطنة الآخر. من السهل للغاية إطلاق مثل هذه الكراهية، ومن الصعب جدا السيطرة عليها مرة أخرى."

أنج أفرباخير الناجية من الهولوكوست، تتحدث في قاعة الجمعية العامة في فعالية إحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست. 28 يناير/كانون الثاني 2019.
UN Photo/Loey Felipe
أنج أفرباخير الناجية من الهولوكوست، تتحدث في قاعة الجمعية العامة في فعالية إحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست. 28 يناير/كانون الثاني 2019.

 

وحضر الفعالية ناجون من الهولوكوست، منهم ماريان تورسكي وأنج أفرباخير، للتحدث عن تجربتهما الأليمة. ويوافق اليوم الدولي ذكرى تحرير معسكر الموت في أوشفيتز بيركيناو في بولندا قبل 74 عاما.قالت السيدة أفرباخيرعن حياتها أثناء النازية:


"اعتدنا على العربات الممتلئة بالجثث. كنا نقف 3 مرات يوميا في طوابير طويلة حاملين أطباقنا المعدنية لنحصل على حصص غذائية ضئيلة. عانينا يوميا من الجوع والاكتظاظ وظروف النظافة السيئة والفئران والحشرات والقمل والخوف من أن يرسلونا إلى الشرق." 

ويبلغ عدد ضحايا المحرقة ستة ملايين يهودي وآخرين من خلفيات أخرى، في فترة غير مسبوقة من القسوة تم خلالها تجاهل الكرامة البشرية من أجل تحقيق أيدلوجية عرقية، كما قال أمين عام الأمم المتحدة.

ينتشر التعصب اليوم بسرعة البرق عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. وقد يكون الأكثر إثارة للقلق هو انتقال الكراهية إلى المجال العام الرئيسي في الأنظمة الديمقراطية الليبرالية والشمولية على حد سواء.

وحذر غوتيريش من تنامي معادة السامية، وأشار إلى الهجوم الذي شنه مسلح على كنيس "شجرة الحياة" في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا الأميركية، وهو يصيح مناديا بقتل كل اليهود، مما أدى إلى مصرع 11 شخصا أثناء تأدية شعائرهم الدينية. وكان الهجوم أسوأ هجمات معاداة السامية في تاريخ الولايات المتحدة.

والشهر الماضي، تم تدنيس مقبرة يهودية قرب ستراسبورغ في فرنسا. وقبل أيام ألقيت حجارة على نافذة كنيس يهودي في صوفيا في بلغاريا.

وشدد غوتيريش على ضرورة التصدي لمعاداة السامية، وقال إن التحدي العاجل الذي يواجه العالم اليوم هو التعلم من دروس التاريخ والهولوكوست.

ويتحقق ذلك أولا عبر إبقاء الذكرى حية، وأشار غوتيريش إلى دراسة استقصائية أجريت مؤخرا في أوروبا، وجدت أن ثلث الناس يعرفون القليل أو لا يعرفون شيئا عن الهولوكوست. ولا يعرف حوالي ثلثي الشباب أن أوشفيتز كان معسكرا للموت.

وفيما يتناقص عدد الناجين من الهولوكوست، مع مرور الزمن، أكد غوتيريش ضرورة نقل شهاداتهم إلى أجيال المستقبل. 

وشدد في هذا السياق على أهمية التعليم والتوعية بشأن الهولوكوست والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والعنصرية وتاريخ العبودية.

ويقوم برنامج الأمم المتحدة للتوعية بالهولوكوست بأنشطة في عشر دول، وأكد غوتيريش الالتزام بتوسيع نطاق عمله.

وأكد أمين عام الأمم المتحدة على ضرورة التصدي لمن ينشرون الكراهية. وقد طلب غوتيريش من مستشاره الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية بتقييم جهود منظومة الأمم المتحدة في مكافحة خطاب الكراهية ووضع خطة عمل لتعزيز هذا العمل المهم.

"مكافحة خطاب الكراهية أساسي لمنع جرائم الكراهية. ويعني هذا رفض العنف في المدارس وأماكن العمل وفي الفعاليات الرياضية والشوارع، ويعني التأكيد على القيم العالمية والحقوق المتساوية."

وأكد الأمين العام ضرورة تحويل هذه الحقوق إلى واقع، مشددا على ضرورة العمل من أجل العولمة المنصفة وبناء المجتمعات الديمقراطية ومعالجة الأسباب الجذرية للغضب والقلق بين الناس.

رسالة الأمين العام بمناسبة اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست