منظور عالمي قصص إنسانية

مجلس الأمن يعقد اجتماعا طارئا لمناقشة الأوضاع في فنزويلا

اجتماع مجلس الأمن الطارئ حول فنزويلا. 26 يناير 2018.
UN Photo/Manuel Elias
اجتماع مجلس الأمن الطارئ حول فنزويلا. 26 يناير 2018.

مجلس الأمن يعقد اجتماعا طارئا لمناقشة الأوضاع في فنزويلا

السلم والأمن

خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول فنزويلا، دعت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية روزماري دي كارلو أعضاء المجلس إلى فعل كل ما هو ممكن لمنع تفاقم التوترات، والمساعدة في التوصل إلى حل سياسي يتيح للفنزويليين التمتع بالسلام والازدهار وجميع حقوقهم الإنسانية.

وكررت السيدة دي كارلو دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لجميع الجهات الفاعلة، من أجل ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب تصاعد العنف والمواجهات. وقالت: 

"هناك رؤى متباينة لما ينبغي أن يحمله المستقبل لفنزويلا. ولكن يجب علينا جميعا أن نسترشد بالبحث عن رفاه الشعب الفنزويلي، والعمل معا حتى يتم الوفاء باحتياجاتهم بالكامل."

وتشهد فنزويلا مظاهرات شعبية حاشدة منذ عدة أيام، بعد إعلان زعيم المعارضة خوان غايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد واعتراف بعض الدول به منها الولايات المتحدة الأميركية. وقد فاز الرئيس نيكولاس مادورو على مرشحين آخرين، في الانتخابات الرئاسية في مايو 2018، التي لم تشارك فيها معظم المعارضة أو اعترفت بنتائجها، بسبب الاختلاف على الجدول الزمني الانتخابي والضمانات بشأن إجراء انتخابات حرة وشفافة وذات مصداقية.

وقد شدد الأمين العام أنطونيو غوتيريش على الضرورة الملحة لأن تلتزم جميع الأطراف الفاعلة ذات الصلة بحوار سياسي شامل وموثوق به لمعالجة الأزمة التي طال أمدها في البلد، مع الاحترام الكامل لسيادة القانون وحقوق الإنسان.

عقد اجتماع مجلس الأمن بناء على طلب من الولايات المتحدة، وشارك فيه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي أكد دعم بلاده لإرادة الشعب الفنزويلي. وحث الوزير الأميركي أعضاء المجلس والمجتمع الدولي على دعم السلام والأمن الدوليين بالاعتراف بخوان غايدو بصفته الرئيس الدستوري المؤقت لفنزويلا، داعيا إلى دعم الحكومة الانتقالية في سعيها لاستعادة الديمقراطية وسيادة القانون. وقال:

.وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي حول فنزويلا
UN Photo/Manuel Elias
.وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي حول فنزويلا

"نحن نقف مع الشعب الفنزويلي في سعيه لبناء حياة أفضل. لا يمكننا تجاهل المعاناة أو الطغيان الذي يحدث في هذه الأمة الفخورة، كما ينبغي ألا تفعل ذلك البلدان الأخرى التي تهتم بالحرية والازدهار... حان الوقت الآن لكل أمة أخرى لاختيار جانب. لا للمزيد من التأخير والتلاعب. إما أن تقف مع قوى الحرية، أو عصبة مادورو وفوضاه." 

أما مندوب الاتحاد الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا فأكد أنه ما من شك لديه في أن الغرض الوحيد للولايات المتحدة من اجتماع اليوم هو استمرار زعزعة استقرار الوضع في فنزويلا، وفرض نهجها ووصفاتها الخاصة لحل المشاكل التي واجهت فنزويلا في الآونة الأخيرة.

وأدان السفير الروسي بشدة "من يدفعون المجتمع الفنزويلي إلى هاوية الفتنة الأهلية الدموية،" بحسب تعبيره. وقال:

"لا يوجد شيء جديد في مثل هذا التدخل الأمريكي الفظ في الشؤون الداخلية لدولة أخرى. الأمريكيون لم يتغيروا، وعلى ما يبدو، لن يغيروا موقفهم من أمريكا اللاتينية كمنطقة ذات مصالح حصرية للولايات المتحدة، يتعاملون معها كفناء دارهم دون اعتبار لمصالح الشعوب التي تعيش هناك."

مندوب الاتحاد الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي حول فنزويلا.
UN Photo/Manuel Elias
مندوب الاتحاد الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي حول فنزويلا.

وفي كلمته أمام مجلس الأمن، اتهم وزير خارجية فنزويلا خورخي أريازا الولايات المتحدة بتدبير انقلاب في بلاده.

"الولايات المتحدة ليست وراء الانقلاب، أعترف بذلك. إنهم ليسوا وراء الانقلاب، بل في طليعته. إنها تملي الأوامر، ليس فقط للمعارضة الفنزويلية، ولكن أيضا على حكومات تدور في فلكها في المنطقة، ويتجلي هذا الأمر في أوروبا وحول العالم."

وكان وزير خارجية بريطانيا لشؤون أوروبا والأمريكتين السير ألان دنكان قد قال إن بلاده ستعترف بغايدو كرئيس شرعي لفنزويلا، إذا لم يتم الإعلان عن إجراء انتخابات نزيهة خلال ثمانية أيام. وردا على ذلك قال الوزير الفنزويلي:

"أوروبا تمنحنا ثمانية أيام. على ماذا؟ من أين لك أن تمتلك القدرة على تحديد موعد نهائي أو إنذار نهائي لشعب ذي سيادة؟ من أين جئت بهذا؟ هذه أقوال صبيانية."

وأصر أريازا على أن فنزويلا دولة دستورية، وستبقى حرة ومستقلة بشكل لا رجعة فيه، "ولا يمكن لأي سلطة ، مهما كانت عظيمة ، أن تملي على بلادنا مصيرها أو مستقبلها،" كما قال في المجلس.

خورخي أريازا وزير خارجية فنزويلا في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي حول فنزويلا.
UN Photo/Manuel Elias
خورخي أريازا وزير خارجية فنزويلا في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي حول فنزويلا.

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، يعيش أكثر من 3 ملايين فنزويلي خارج البلاد الآن، غادر منهم حوالي 2.3 مليون شخص منذ عام 2015، ويذهب معظمهم إلى بلدان أخرى في أميركا الجنوبية.

وكان للأزمة التي طال أمدها في البلاد أثر خطير على السكان، كما قالت دي كارلو في إحاطتها للمجلس، مع مستويات عالية من الاستقطاب السياسي، والاحتياجات الإنسانية المتزايدة والشواغل الجدية المتعلقة بحقوق الإنسان. 

وأضافت وكيلة الأمين العام أن الوضع الاقتصادي في البلاد أصبح رهيبا، مع معاناة حوالي 30 مليون فنزويلي من التضخم المفرط وانهيار المرتبات، ونقص الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية، وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية الأساسية. وقد بلغ معدل التضخم في فنزويلا العام الماضي 1,370,000%، وفقا لصندوق النقد الدولي. وأشارت منظمة الأغذية والزراعة إلى أنه، بين عامي 2015 و2017، كان هناك 3.7 مليون شخص يعانون من نقص التغذية في البلاد. وبالإضافة إلى ذلك، تضاعفت معدلات وفيات الرضع في السنوات الأخيرة. واستجابة لذلك، تعمل الأمم المتحدة على تقديم المساعدة، لا سيما في مجالي الصحة والتغذية.