منظور عالمي قصص إنسانية

في ذكرى ضحايا الهولوكوست، الأمم المتحدة تسلط الضوء على تنامي معاداة السامية مجددا

برنامج الأمم المتحدة للتوعية بمحرقة اليهود.
صور الأمم المتحدة
برنامج الأمم المتحدة للتوعية بمحرقة اليهود.

في ذكرى ضحايا الهولوكوست، الأمم المتحدة تسلط الضوء على تنامي معاداة السامية مجددا

حقوق الإنسان

يأتي إحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست (محرقة اليهود) هذا العام في سياق زيادة مقلقة في مظاهر معاداة السامية، كما أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالته بهذه المناسبة.

"فمن الهجوم القاتل على كنيس في الولايات المتحدة وتدنيس مقابر اليهود في أوروبا، يتجلى أن هذه الكراهية المستمرة منذ قرون ليست قوية فحسب، وإنما تزداد سوءا،" بحسب تعبير الأمين العام.

ومضى السيد غوتيريش محذرا في رسالته من انتشار جماعات النازيين الجدد ومحاولات إعادة كتابة التاريخ وتشويه حقائق الهولوكوست، وقال إن "مظاهر التعصب تنتشر على الإنترنت كانتشار النار في الهشيم".

وتحيي الأمم المتحدة اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست في 27 كانون الثاني/يناير من كل عام، لأنه يوافق اليوم الذي حرر فيه الجيش السوفييتي عام 1945، أكبر معسكر من معسكرات الموت النازية في أوشفيتز في بولندا.

وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2005 قرارا رفضت فيه أي إنكار، كلي أو جزئي، لوقوع الهولوكوست كحدث تاريخي، حيث أُبيد ستة ملايين يهودي، وأدانت بموجه جميع مظاهر التعصب الديني أو التحريض أو المضايقة أو العنف ضد الأشخاص أو الطوائف على أساس الأصل العرقي أو المعتقد الديني أينما تحدث.

وتتزايد أهمية التوعية بذكرى الهولوكوست في الوقت الحالي، حيث نوه الأمين العام إلى دخول التعصب بالفعل إلى الخطابات السياسة، "حيث يستهدف الأقليات والمسلمين والمهاجرين واللاجئين، وتستغل مشاعر الغضب والقلق التي تنتاب عالما يمر بمرحلة التغيير،" كما قال في الرسالة.

ودعا السيد غوتيريش إلى التكاتف أكثر من أي وقت مضى في الكفاح "من أجل صون القيم العالمية وبناء عالم يتساوى فيه الجميع".

غروب الشمس في معسكر "أوشفيتز بيركيناو" أكبر معسكرات الاعتقال النازية في بولندا الذي أصبح رمزا للإرهاب والإبادة الجماعية والمحرقة. (ملف 2013)
UN Photo/Evan Schneider
غروب الشمس في معسكر "أوشفيتز بيركيناو" أكبر معسكرات الاعتقال النازية في بولندا الذي أصبح رمزا للإرهاب والإبادة الجماعية والمحرقة. (ملف 2013)

وتحث الجمعية العامة الدول الأعضاء على الاحتفال باليوم من خلال وضع برامج تثقيفية لترسيخ الدروس المستفادة من الهولوكوست في أذهان الأجيال المقبلة للمساعدة في الحيلولة دون وقوع أفعال الإبادة الجماعية مستقبلا.

وخلال فعالية اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست بالجمعية العامة العام الماضي، تحدثت إيفا لافي وهي أصغر ناجية من الهولوكوست على قائمة أوسكار شيندلر، الذي أنقذ الكثيرين من اليهود من الموت. كانت إيفا في الثامنة من العمر عندما انتهت الحرب العالمية الثانية.

حكت السيدة لافي، وهي في الثمانينيات من عمرها الآن، كيف اقتحمت قوات الأمن النازية بيت أسرتها في بولندا ذات يوم. عندئذ لم تتمكن والدتها من تنفيذ إحدى الخطط التي علمتها لابنتها لتختبئ عندما يأتي النازيون، فطلبت من الصغيرة الوقوف خارج النافذة متشبثة بماسورة المياه في ليلة شتاء باردة انخفضت درجة حرارتها إلى 20 تحت الصفر. كادت إيفا أن تتجمد من البرد، ولكنها نجت من عملية التفتيش النازية.

وشددت إيفا لافي على ضرورة أن تكون الهولوكوست تحذيرا بشأن ما يمكن أن يحدث عندما تنتشر العنصرية والكراهية والعنف ومعاداة السامية. وأعربت عن أملها في أن تسهم جهودها، في محاربة معاداة السامية وإنكار الهولوكوست والتعصب والكراهية بشكل عام.

وستعقد الأمم المتحدة عددا من الفعاليات هذا الأسبوع لإحياء اليوم، ستشمل عرض أفلام وافتتاح معارض فنية وإصدار كتب، بهدف تسليط الضوء على قصص الناجين ومن ساعدوهم.