منظور عالمي قصص إنسانية

ملادينوف: الحقائق على الأرض تقوض إمكانية إقامة دولة فلسطينية

نيكولاي ملادينوف منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، يقدم إحاطته الدورية لمجلس الأمن الدولي، عبر دائرة تليفزيونية من جنيف. 22 يناير/كانون الثاني 2019.
UN Photo/Loey Felipe
نيكولاي ملادينوف منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، يقدم إحاطته الدورية لمجلس الأمن الدولي، عبر دائرة تليفزيونية من جنيف. 22 يناير/كانون الثاني 2019.

ملادينوف: الحقائق على الأرض تقوض إمكانية إقامة دولة فلسطينية

السلم والأمن

أكد نيكولاي ملادينوف منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط أن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، وأنه قد يؤدي إلى صراع لا نهائي وتصاعد التشدد بين كل الأطراف إذا ترك على ما هو عليه بدون رؤية وإرادة سياسية من أجل السلام.

وفي إحاطته الدورية لمجلس الأمن الدولي أعرب ملادينوف عن القلق إزاء تقويض جهود من يسعون، من الجانبين، إلى سد فجوة الخلافات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقال عبر دائرة تليفزيونية من جنيف في سياق استعراضه لتقرير الأمين العام المقدم إلى مجلس الأمن:

"بمرور الوقت، يـُقوض بشكل منهجي احتمال إقامة دولة فلسطينية قادرة على الاستمرار ومتصلة جغرافيا بسبب الحقائق على الأرض. خلال الفترة التي يغطيها التقرير وافقت السلطات الإسرائيلية أو عرضت للمناقصات أكثر من 3100 وحدة سكنية يخطط لبنائها في مستوطنات المنطقة (جيم)....نحو نصف هذه الوحدات سيبنى في عمق الضفة الغربية، الكثير منها في مستوطنات منعزلة في منطقة نابلس وقرب الخليل. إحدى الخطط تضفي، فعليا، الصفة القانونية على البؤرة الاستيطانية إيبي هاناحل كحي في مستوطنة معالي أموس في محافظة الخليل."

Tweet URL

وأضاف ملادينوف أن هناك محاولات من إصدار تشريع يفرض القانون الإسرائيلي بصورة مباشرة على أرض الضفة الغربية المحتلة، بما أثار مخاوف من احتمالات الضم في المستقبل.

وقال إن الحكومة الإسرائيلية أيدت مشروع قانون، في ديسمبر/كانون الأول، لإضفاء الصفة القانونية على نحو 66 بؤرة استيطانية غير قانونية بأنحاء الضفة الغربية في غضون عامين. وخلال الفترة الانتقالية، يتعين على السلطات تزويد تلك البؤر بالتمويل والكهرباء وغير ذلك من الخدمات مع تجميد تطبيق أوامر الهدم.

وأفاد المسؤول الدولي باستمرار هدم ومصادرة المنشآت المملوكة للفلسطينيين بأنحاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وذكر أن السبب المعلن للهدم هو عدم الحصول على تصاريح البناء الإسرائيلية، وهو أمر شبه مستحيل للفلسطينيين كما قال.

وجدد المسؤول الدولي تأكيد موقف الأمم المتحدة المتمثل في أن المستوطنات غير قانونية وفق القانون الدولي، وتعد عقبة أمام السلام.

وتطرق ملادينوف إلى ما وصفها بالضغوط المتزايدة على أسس إقامة الدولة الفلسطينية المستقبلية.

"على الرغم من الجهود الدؤوبة المبذولة من مصر والأمم المتحدة، فإن آمال تحقيق المصالحة الفلسطينية الحقيقية تتلاشى يوما بعد الآخر فيما يلوم كل طرف الآخر على عدم تحقيق التقدم. وكالعادة، يتحمل الفلسطينيون العاديون عبء هذه المعاناة، وتتسع مرة أخرى الهوة بين غزة والضفة الغربية."

وقال المسؤول الدولي إن الاعتقالات التي قامت بها حركة حماس في أوائل الشهر الحالي للعشرات من أعضاء حركة فتح في غزة، تثير القلق بشكل خاص وأدت إلى سحب السلطة الفلسطينية لأفرادها من معبر رفح في السابع من يناير/كانون الثاني.

وأضاف ملادينوف أن تلك التطورات تعد ضربة خطيرة لعملية المصالحة. ودعا القادة الفلسطينيين إلى الانخراط بشكل بناء مع مصر، والعمل بصورة حاسمة لحل المأزق السياسي من خلال ضمان التطبيق الكامل لاتفاق القاهرة الذي تم التوصل إليه عام 2017.

وأكد ملادينوف أن السيادة والدولة الفلسطينية سيظلان أمرا مستحيلا بدون وحدة حقيقية، وقال "لا يمكن أن توجد دولة في غزة، ولا يمكن أن توجد دولة بدون غزة."

وتحدث المسؤول الدولي عن الوضع الاقتصادي الفلسطيني الصعب في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما أشار إلى وقوع سلسلة حوادث إرهابية مميتة في الضفة الغربية خلال الأشهر الأخيرة، مما زاد من انعدام الاستقرار.

وشهدت الفترة التي يغطيها تقرير الأمين العام زيادة في العمليات الإسرائيلية في المنطقتين (ألف وباء) من الضفة الغربية.

وقال ملادينوف إن 8 فلسطينيين قد قتلوا بيد قوات الأمن الإسرائيلية، بما في ذلك أثناء مظاهرات واشتباكات وعمليات عسكرية وغيرها.

واستمرت المظاهرات في غزة قرب الحاجز الحدودي مع إسرائيل، خلال الشهر المنصرم. وفي سياقها قتل 7 فلسطينيين بالرصاص الإسرائيلي الحي.

كما استؤنف إطلاق الأجهزة الحارقة من غزة على إسرائيل، بعد فترة هدوء استمرت عدة أسابيع. وأطلق صاروخان من قبل المسلحين على إسرائيل.

وكرر ملادينوف دعوته لإسرائيل لوقف استخدام القوة المميتة، إلا كملجأ أخير ورد على التهديد بالموت أو بإلحاق إصابات خطرة. وشدد على ضرورة أن توقف حماس في غزة الإطلاق العشوائي للصواريخ وقذائف الهاون، وضمان أن تكون المظاهرات سلمية.

وأعرب المسؤول الأممي عن القلق بشأن زيادة عنف المستوطنين خلال العام المنصرم، وأشار إلى إلقاء الحجارة على موكب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي حمد الله ليلة عيد الميلاد المجيد في نفس الموقع الذي قتلت فيه السيدة عائشة رابي من قبل راشقي حجارة إسرائيليين في أكتوبر من العام الماضي.

وحث ملادينوف السلطات على الامتثال لالتزامها بحماية المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية ومحاسبة المسؤولين عن مثل تلك الهجمات.

وتحول ملادينوف إلى الأزمة الإنسانية في غزة، وقال إن الزيادة المؤقتة في إمدادات الكهرباء أدت إلى تحسين الظروف المعيشية بشكل عام. ولكنه ذكر أن الوضع ما زال صعبا.

وقال ملادينوف إن تقليص التمويل مؤخرا من المانحين، أجبر برنامج الأغذية العالمي على وقف تقديم مساعداته لنحو 27 ألف شخص وتقليص الحصص الممنوحة لمئة وستة وستين ألف شخص آخر.

وأكد أن الأمم المتحدة تعمل مع السلطة الفلسطينية وجميع الأطراف المعنية لمعالجة بعض الاحتياجات الأكثر إلحاحا في غزة. وجدد الدعم للعمل المهم الذي تقوم به الأونروا في غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، وبأنحاء المنطقة. وحث المانحين على مواصلة دعمهم للخدمات الأساسية التي تقدمها الوكالة.

مشاهدة الكلمة الكاملة للمنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط.