منظور عالمي قصص إنسانية

برنامج إعادة توطين رهف القنون يهدف إلى حماية الأكثر تعرضا للخطر

المواطنة السعودية رهف محمد القنون (في الوسط) تصل إلى مطار بيرسون الدولي في تورنتو، حيث استقبلتها وزيرة الشؤون الخارجية الكندية كريستينا فريلاند (اليمين).
UNHCR/Annie Sakkab
المواطنة السعودية رهف محمد القنون (في الوسط) تصل إلى مطار بيرسون الدولي في تورنتو، حيث استقبلتها وزيرة الشؤون الخارجية الكندية كريستينا فريلاند (اليمين).

برنامج إعادة توطين رهف القنون يهدف إلى حماية الأكثر تعرضا للخطر

المهاجرون واللاجئون

قال ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في كندا إن برنامج إعادة التوطين، الذي استقبلت في إطاره الشابة السعودية رهف القنون في كندا، يهدف إلى إنقاذ الحياة ويخصص للفئات الأكثر عرضة للخطر من اللاجئين.

وكانت رهف القنون قد وصلت إلى كندا قبل أيام، قادمة من تايلاند، بعد موافقة السلطات الكندية على إعادة توطينها.

 

وقد تواصلت أخبار الأمم المتحدة مع السيد جون نيكولاس بوز، ممثل مفوضية شؤون اللاجئين في كندا ووجهت له عددا من الأسئلة حول هذه القضية ودلالاتها بالنسبة للاجئين الذين يواجهون ظروفا شبيهة حول العالم.

أخبار الأمم المتحدة: الآن وقد تم منح المواطنة السعودية الشابة رهف محمد القنون، بمساعدة من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حق اللجوء في كندا، تثار بعض الأسئلة حول كيف ولماذا تم حل هذه القضية بالذات بهذه السرعة، في حين أن إعادة توطين اللاجئين تستغرق وقتا طويلا إلى حد ما؟

جون نيكولاس بوز: صحيح. لدينا في الواقع فرص محدودة جدا لإعادة التوطين، لذلك لا تتم إعادة توطين نسبة كبيرة من اللاجئين في دولة ثالثة مثل كندا. في حالة رهف قمنا ببحث الوضع في البلد الذي وصلت إليه، وهو تايلاند. وقد سمحت السلطات التايلاندية لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالوصول إليها للنظر فيما ادعته بأنها ستكون في خطر لو تمت إعادتها إلى المملكة العربية السعودية. وقمنا على أساس ذلك بالاتصال ببلدان أخرى للبحث عن حل دائم لها، ذلك في حال أن توصلت المفوضية بعد النظر في حالتها إلى أن صفة اللاجئة تنطبق عليها. وقد استجابت السلطات الكندية بشكل سريع وجيد وقدمت الحل بإحضارها إلى كندا حيث بإمكانها الآن أن تستهل حياتها الجديدة.

Soundcloud

   

أخبار الأمم المتحدة: قيل إن الآلية التي قبلت كندا على أساسها طلب رهف القنون لإعادة التوطين، لا تتاح إلا لجزء بسيط من الـ 25.4 مليون لاجئ في العالم. هل يمكنك إخبارنا بالمزيد عن هذه الآلية والإجراء الذي تتطلبه؟

جون نيكولاس بوز:  برنامج إعادة التوطين هو تدخل لإنقاذ الحياة وهو مخصص للفئات الأكثر عرضة للخطر بين اللاجئين. فعندما يصل اللاجئون إلى أول دولة يدخلونها، يكون بعضهم قادرا على مواصلة حياتهم في منفاهم هذا، ولكن البعض الآخر لديه صعوبات خاصة ولا يستطيع المحافظة على سلامته وحياته في بلد الوصول الأول. وبالنسبة لهؤلاء نحتاج أن نجد لهم حلا في بلد ثالث، وهذا هو ما تفعله مفوضية اللاجئين عبر ما يسمى ببرنامج إعادة التوطين. ونحن نتحدث هنا عن نساء يواجهن خطرا ماثلا، وعن الأقليات من المثليين جنسيا على سبيل المثال، وعن أناس قد يواجهون خطر إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، أو آخرين مما يعانون من مشاكل صحية لا يمكن حلها في بلد وصولهم الأول. وكل هؤلاء يمثلون %5 فقط من اللاجئين في العالم ممن يمكن إعادة توطينهم في بلد ثالث. وقد حددت مفوضية شؤون اللاجئين ما يقارب المليون وخمسمئة ألف شخص ممن يحتاجون إلى حل إعادة التوطين، وهذه حالات نادرة الحدوث عادة وهي موجهة حقيقة للفئات الأكثر ضعفا من بين اللاجئين.

أخبار الأمم المتحدة: هل من إحصائيات حديثة عن أعداد الأفراد الذين منحوا وضع اللجوء في كندا بمساعدة المفوضية؟

جون نيكولاس بوز:  في هذا العام 2019 ستقوم كندا بإعادة توطين ما يقارب أحد عشر ألفا من اللاجئين، وسيأتي هؤلاء من أجزاء مختلفة من العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط، وأفريقيا وآسيا وأمريكا الوسطى. بالإضافة لذلك ستقوم كندا أيضا بالنظر في طلبات اللجوء، من أناس يأتون إلى كندا ويقدمون طلبات لجوء إليها. وقد رأينا السنة الماضية حوالي 50 ألف طلب لجوء وقد تم قبول ما يزيد عن النصف من هؤلاء كلاجئين بواسطة إدارة الهجرة واللجوء الكندية.     

أخبار الأمم المتحدة: ما دور مكتب المفوضية في كندا الآن تجاه المواطنة السعودية رهف القنون في كندا؟ كيف تساعدها المفوضية باعتبارها لاجئة جديدة؟

جون نيكولاس بوز:  مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ليس لديها برنامج لإعادة دمج اللاجئين في كندا. الحكومة الكندية هي المسؤولة عن ضمان أن كل اللاجئين الذين يعاد توطينهم، أو طالبي اللجوء الذين تم قبولهم كلاجئين، يتلقون كل المساعدات الضرورية التي يحتاجونها، حتى يتمكنوا من الاندماج بشكل كامل في المجتمع الكندي. يتضمن ذلك أن يصبحوا جزءا من الواقع الاقتصادي فيجدوا أعمالا ووظائف، أو يعودوا إلى التعليم، إلى آخر ذلك مما سيؤهلهم للاستقرار في كندا. ولدى الحكومة الكندية عدد من الشركاء الذين يعملون معها، وفي حالة رهف هناك وكالة محلية هنا في تورونتو ستتولى كل ما يتعلق بالجهات التي ستساعدها في تعلم اللغة الإنجليزية والعودة إلى المدرسة وهو ما قالت إنها تود أن تفعله. وأيضا في مساعدتها للحصول على مسكن تستطيع أن تعيش فيه بشكل مستقل مثل كل المقيمين بشكل دائم في كندا. وأريد أن أوضح أننا نعرف من الأبحاث أن الذين يقيمون في كندا من اللاجئين يبلون بلاء حسنا من ناحية الاندماج في المجتمع. يحتاجون لسنوات قليلة فقط كي يجدوا عملا، ويستعيدوا قدرتهم على بناء حياتهم ويصبحوا أعضاء إيجابيين وفاعلين في المجتمع الكندي.