مداولات اللجنة الرابعة: من إنهاء الاستعمار إلى التعاون في الفضاء الخارجي
شؤون الأمم المتحدة
خط زمني: منذ حقبة الماضي الاستعماري في عالمنا، إلى حاضر العالم اليوم، وإلى مستقبل السباق الدولي نحو مستعمرات الفضاء. يحدد هذا الخط الزمني الممتد من الماضي إلى المستقبل ملامحَ أعمال اللجنة الأكثر تنوعا في مواضيع مداولاتها.
في هذه السلسلة التعريفية حول عمل الجمعية العامة – وهي الهيئة الأممية التي تضم ممثلين أعضاء من 193 دولة– نتناول بنظرة متعمقة ماهية اللجنة الرابعة.
الاسم الرسمي للجنة الرابعة "لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار" يعرفنا مباشرة على تاريخها، وعلى الدور التاريخي الذي لعبته في الأمم المتحدة. غير أن جدول الأعمال المعروضة اليوم أمام اللجنة سيعطينا صورة أكثر تنوعا للقضايا التي تغطيها في عالمنا.
كانت اللجنة الرابعة قد تأسست، أولا، لمعالجة مسائل تصفية الاستعمار بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، لكنها تولت في تسعينيات القرن المنصرم "مسؤوليات سياسية خاصة" أخرى – وذلك بعد أن استقلت معظم الدول المستعمرة، واستقلت كل المناطق الموضوعة تحت إدارة مجلس الوصاية التابع للأمم المتحدة حول العالم. (من بين تلك المناطق سماوا الغربية وطنجانيقا ورواندا-أوروندي، بالإضافة إلى ما كان يسمى آنذاك بمنطقة توغولاند، المقسمة استعماريا بين إدارة بريطانية وأخرى فرنسية).
في هذا الاجتماع في نوفمبر 1978، ناقشت اللجنة الرابعة مسألة التسوية الداخلية الروديسية، وحظر النفط ضد جنوب أفريقيا، واعتمدت مسودات بخصوص روديسيا الجنوبية.
وقد وسعَّت هذه المسئوليات السياسية الخاصة من نطاق عمل اللجنة الرابعة إلى حد بعيد، حتى صارت تتضمن مسائل مختلفة: التعاون بين الدول حول استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية مثلا، أو المراجعة الشاملة لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام. وتولت كذلك مسائل البعثات السياسية الخاصة التي تبعثها الأمم المتحدة (غير تلك المدعومة بقوات حفظ سلام نظامية على الأرض). بل إن اللجنة تتولى مهام أخرى تتعلق حتى باقتراح الوسائل الناجعة "لتنشيط" أعمال الأمم الأعضاء في جمعيتهم العامة.
ومع ذلك ما زالت اللجنة الرابعة تمارس مسئولياتها المتعلقة بإنهاء الاستعمار، جنبا إلى جنب مع المسؤوليات الجديدة التي تتولاها.
مسؤولون رسميون في اللجنة:
بعد اختتام المناقشة العامة السنوية رفيعة المستوى، والتي أمها زعماء العالم في الجمعية العامة في سبتمبر 2018، شرعت اللجنة الرابعة في أعمالها، بدءا من 4 أكتوبر/ تشرين الأول.
وفي أول جلسة لها، أنتُخب ممثل ليبريا الدائم السفير دي - ماكسويل ساه كيمايا رئيسا للجنة الرابعة، يرافقه نوابه في رئاستها، السفراء فيصل ناصر محمد الحقباني (المملكة العربية السعودية) ودانيل غولدييا (هنغاريا) ومايكل أوتوول من أيرلندا.
وتم تكليف الممثل البوليفي لويس ماوريسيو أرانسيبيا فرنانديز مقررا للجنة، ومكلفا بإعداد تقاريرها. بالإضافة إلى سانجيتا شارما في إدارة أمانة اللجنة الرابعة.
اللجنة الأولى تليها اللجنة الرابعة في الترتيب، ولماذا؟
مع أنه ترتيب غير منطقي من الناحية الحسابية البسيطة، ولكن دائما ما يتم إدراج اللجنة الرابعة مباشرة، بعد الأولى، في وثائق عديدة صادرة من الأمم المتحدة. السبب هو أن "اللجنة السياسية الخاصة" غير المرقّمة حينها كانت تُدرج مباشرة بعد اللجنة الأولى (المكلفة بالمسائل المتعلقة بنزع السلاح والأمن الدولي) فقررت الجمعية العامة عام 1993 دمج "اللجنة السياسية الخاصة" مع اللجنة الرابعة (المشتغلة في مسائل الوصاية وإنهاء الاستعمار).
وبالتالي، خلق هذا الإدماج ما يعرف الآن باسم "لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار" وكثيرا ما تدرج في المركز الثاني، بعد الأول، في ترتيب أعمال اللجان الرئيسية الست للجمعية العامة.
رئيس اللجنة الرابعة، دي ماكسويل ساه كيمايا من ليبريا، يعقد مناقشة خلال إجتماع رسمي في أكتوبر 2018.
ماذا تناولت اللجنة من أعمال مؤخرا؟
إنهاء الاستعمار هو أحد البنود الرئيسية في جدول الأعمال، ويعود موضوعه إلى الوقت الذي تدافعت فيه القوى الأوروبية لتصنع لها إمبراطوريات استعمارية في قارات الأميركتين وأفريقيا وآسيا. ومع أن معظم المستعمرات الأوروبية السابقة أصبحت الآن دولا مستقلة وعضوة في الأمم المتحدة، إلا أن بعض المناطق لا تزال مصنفة من قبل الأمم المتحدة تحت مسمى "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".
قائمة المناطق هذه ليست معتمدة من كل الدول الأعضاء، وقد ناقشت اللجنة مؤخرا الوضع الاعتباري لمناطق مثل أنغيلا، وبرمودا، وجزر فيرجن البريطانية، وسماوا الأمريكية، وجزر كايمان وبولينيزيا الفرنسيتين، وغوام ومونتسيرات، وكاليدونيا الجديدة، والصحراء الغربية. مزيد من التفاصيل يمكن العثور عليها هنا.
وقد نظرت اللجنة أيضا في الأنشطة الاقتصادية وغيرها في الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي وفي مسائل الدراسة والتدريب لمن يعيشون هناك، وتنفيذ الإعلان المتعلق بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة.
كما ناقشت اللجنة تقديم المساعدة للاجئي فلسطين وممتلكاتهم وعائداتهم؛ وناقشت المستوطنات والأنشطة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا). واعتمدت اللجنة تسعة نصوص تم تقديمها إلى الجمعية العامة للنظر فيها. تفاصيل أكثر هنا.
وفيما يتعلق بالأونروا، أعربت الجمعية العامة عن "قلقها العميق" إزاء الحالة المالية الحرجة للوكالة، والناجمة عن نقص التمويل الهيكلي وكذلك ارتفاع الاحتياجات والنفقات الناجمة عن تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية.
وبالإضافة إلى ذلك، نظرت اللجنة الرابعة أيضا في الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي، وأوصت بأن تقوم الدول التي لم تصبح بعد أطرافا في المعاهدات الدولية المنظمة لاستخدامات الفضاء الخارجي، بالانضمام أو بالتصديق عليها وإدراجها في تشريعاتها الوطنية. كما حث الدول، خصوصا ذات القدرات الفضائية الكبرى، على المساعدة في منع حدوث سباق تسلح في الفضاء الخارجي.
وقد وضعت التوصيات المقدمة من اللجنة الرابعة أمام الجمعية العامة في شكل مشاريع قرارات ومقررات، للنظر فيها. في 7 كانون الأول / ديسمبر ، اعتمدت الجمعية 36 قرارا و 4 مقررات من اللجنة الرابعة.
مجموعة من الوثائق خلال اجتماع اللجنة الرابعة في عام 2018.
الحصول على وثائق لللجنة الرابعة والتنقل في منظومة الأمم المتحدة
تستخدم اللجنة الرابعة، وكل اللجان الرئيسية الأخرى، المنصة الإلكترونية للمنظمة والتي توفر إمكانية الوصول إلى كافة الوثائق الأساسية للأمم المتحدة. وتتوفر معلومات اللجنة وقوائم المتحدثين والطلبات (والموارد الأخرى) من خلال هذه البوابة الالكترونية: هنا.
تُعقد الاجتماعات الرسمية المفتوحة للجنة على الهواء مباشرة في تلفزيون الأمم المتحدة على شبكة الإنترنت.
يمكن الاطلاع على معلومات إضافية على موقع اللجنة على شبكة الإنترنت هنا.