منظور عالمي قصص إنسانية

تزايد ضحايا مهاجري قوارب البحر الأبيض المتوسط

من الأرشيف: مهاجرون في البحر المتوسط يتم إنقاذهم بالقرب من صقلية، إيطاليا.
Photo: IOM/Francesco Malavolta
من الأرشيف: مهاجرون في البحر المتوسط يتم إنقاذهم بالقرب من صقلية، إيطاليا.

تزايد ضحايا مهاجري قوارب البحر الأبيض المتوسط

المهاجرون واللاجئون

قامت قوات خفر السواحل الإسبانية يوم الخميس 20 ديسمبر بعملية بحث وإنقاذ أسفرت عن إنقاذ 33 شخصا، لكنها انتشلت أيضا 12 جثة في غرب البحر الأبيض المتوسط، وفقا لوكالات الأمم المتحدة.

للعبور إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط يستخدم المهاجرون واللاجئون وطالبو اللجوء 3 طرق رئيسية، أولها رحلة البحر من شمال أفريقيا، وليبيا بالدرجة الأولى، إلى إيطاليا، ثم طريق شرق المتوسط وهو المعبر البحري من تركيا إلى اليونان، بالإضافة إلى المسار الغربي من البحر الأبيض المتوسط من المغرب إلى بر إسبانيا وجيبيها البحريين، سبتة ومليلية.

وتقول المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إنه بالرغم من ملاحظتها، منذ منتصف عام 2017، لأعداد متزايدة من الوافدين للمسار الغربي، إلا أنها سجلت في الشهرين الأخيرين فقط تصاعدا واضحا في عدد الوفيات.

وقال جويل ميلمان، المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة للصحفيين في جنيف اليوم:

 "شهدنا ارتفاعا شهريا منتظما في عدد الوافدين بدءا من صيف عام 2017 وكل شهر خلال هذا العام.  ولكن ما كان ملحوظا بالنسبة لإسبانيا طوال العام هو تزايد أعداد الوافدين، في حين أن الوفيات المبلغ عنها كانت قليلة جدا. لقد تغير هذا الوضع في الشهرين الماضيين."

وذكرت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إليزابيث ثروسيل في جنيف أنه من بين القوارب الستة التي استعادتها قوات حرس السواحل الإسبانية، تم إنقاذ 33 شخصا، وانتشال 12 جثة، بينما لا يزال 12 شخصا آخرون في عداد المفقودين. وأضافت:

"كان هناك 12 قتيلا و12 مفقودا، ويبدو أن مدا بحريا ألقى بهم في الماء. ووفقا للتقارير التي جمعها زملاؤنا هناك قارب آخر كان على متنه 57 شخصا، من بينهم واحد كان ميتا على متن القارب وقت عملية الإنقاذ."

وحسب المتحدثة، وضع الذين تم إنقاذهم في مراكز للاحتجاز في ميناء ألميريا الإسباني، وذكرت أن موظفي المفوضية يسعون لتوفير الدعم اللازم لهم.

"نعرف أن أغلب الأشخاص الذين تم انتشالهم محتجزون في ميناء ألميريا في مراكز الاعتقال؛ وبالطبع شركاؤنا في العمل حاضرون هناك لتزويد الناس بالمعلومات وبالدعم والمساعدة، وتوفير أي حماية متوقعة لهم أو تقديم أي احتياجات أخرى. هذا بالطبع، بالإضافة لتوفير سبل إجراءات اللجوء للذين قد يحتاجون إليها".

وكان مشروع المهاجرين المفقودين الذي أنشأته المنظمة الدولية للهجرة قد أفاد في تقرير سابق بأن الوفيات المسجلة في معابر منطقة البحر المتوسط ​​لا تزال تمثل النسبة الأعظم عالميا، حيث أبلغ عن 2242 حالة وفاة أو حالات اختفاء بين المهاجرين حتى 19 ديسمبر 2018.

وتأتي حادثة يوم الخميس في أعقاب اعتماد الجمعية العامة رسميا لاتفاق مراكش العالمي للهجرة يوم الأربعاء 19 ديسمبر في مقر الأمم المتحدة بنيويورك. ويعتبر هذا الاتفاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية هو أول إطار علمي تتفق عليه حكومات العالم، اعتمادا على أفضل الممارسات وعلى القانون الدولي بهدف توفير حماية أكبر للمجموعات الضعيفة ولجعل الهجرة أكثر أمانا.

وكانت الأمم المتحدة  قد اعتمدت أيضا بأغلبية ساحقة اتفاقا عالميا بشأن اللاجئين، بهدف صياغة استجابة أكثر قوة وإنصافا لموجات ضخمة من حركة اللاجئين، ولتقديم دعم أكبر للفارين من أوطانهم، وللدول المضيفة لهم، والتي غالبا ما تكون من بين الأفقر في العالم.