منظور عالمي قصص إنسانية

فتيات لاجئات يحملن رسالة أمل وسلام للعالم عبر الموسيقى

.من اليسار: زينب، إخلاص وسوزان عضوات في فرقة بهسنتو الغنائية متعددة الثقافات
UN/Najim Shalhoob
.من اليسار: زينب، إخلاص وسوزان عضوات في فرقة بهسنتو الغنائية متعددة الثقافات

فتيات لاجئات يحملن رسالة أمل وسلام للعالم عبر الموسيقى

المهاجرون واللاجئون

تهدف فرقة بهسنتو الغنائية، متعددة الثقافات، إلى الترحيب بالأطفال المهاجرين من جميع أنحاء العالم، وخاصة القادمين من المناطق المتأثرة بالحرب ومخيمات النزوح، حيث ألقت أحداث مثل النزاعات والمجاعات والاضطرابات السياسية المدمرة بظلال سلبية على حياة هؤلاء الفتيات الصغيرات.

المصطلح بهسنتو مأخوذ من لغة إحدى قبائل الشعوب الأصلية في شمال شرق أميركا الشمالية ويعني "عندما تغني فإن صوتها يذهب بعيدا."

وتهدف بهسنتو بحسب مؤسسها إلى توفير ملاذ آمن لهؤلاء الفتيات الصغيرات، من خلال التناغم والانسجام، يمكنهن من استعادة أصواتهن التي أسكتتها أصوات المدافع.

برغم أن قوة البقاء على قيد الحياة تخفف الألم والمعاناة، إلا أنها لا تمحو أبدا ذكرى الأعمال الوحشية التي لا يمكن تصورها، والخطر الجسدي والمأساة الشخصية. كانت مدينة بورتلاند الساحلية، بولاية مين في الولايات المتحدة الأميريكية، وهي مجتمع إعادة توطين دولي دائم التوسع، أرضا خصبة لجمع الأطفال من خلفيات مختلفة للغناء بصوت واحد.

مؤسس الفرقة كون فولم، وهو منتج حائز على جوائز عديدة، وموسيقي، وكاتب أغاني، زاوج بين شغفه بالموسيقى واهتمامه العميق بالقضايا العالمية التي تؤثر على الأطفال مما ساعده على تكوين الفرقة الغنائية بمساعدة العديد من المهتمين بقضايا اللاجئين.

"أتتني الفكرة قبل 14 عاما من صديق كان يعمل مديرا تنفيذيا للكنيسة الكاثوليكية في مدينة بورتلاند بولاية مين. لقد كان مساندا عظيما لبرنامج إعادة توطين اللاجئين، وقد تعلمت منه مدى الثراء الذي تتمتع به مجتمعات اللاجئين والتنوع الثقافي الذي جلبته للمدينة. الحقيقة أنه عندما تغادر بلدك فإن أول شيء تفقده هو صوتك، ولذلك أنشأت هذه الفرقة لإتاحة الفرصة للفتيات اللاجئات الصغيرة لاستعادة أصواتهن."

وعند سؤاله حول مستقبل هؤلاء الفتيات الصغيرات وإمكانية مساهمتهن في جلب الأمل لمجتمعاتهن التي مزقتها الحروب قال كون فولم: "كل فتاة منهن قادرة على تحريك الجبال، وسوف يفعلن ذلك."

كون فولم، مؤسس فرقة بهسنتو، وهو منتج حائز على جوائز عديدة، وموسيقي، وكاتب أغاني، زاوج بين شغفه بالموسيقى واهتمامه العميق بالقضايا العالمية التي تؤثر على الأطفال مما ساعده على تكوين الفرقة الغنائية بمساعدة العديد من المهتمين بقضايا اللاجئين.
UN/Najim Shalhoob
كون فولم، مؤسس فرقة بهسنتو، وهو منتج حائز على جوائز عديدة، وموسيقي، وكاتب أغاني، زاوج بين شغفه بالموسيقى واهتمامه العميق بالقضايا العالمية التي تؤثر على الأطفال مما ساعده على تكوين الفرقة الغنائية بمساعدة العديد من المهتمين بقضايا اللاجئين.

تضم هذه المجموعة الغنائية الفريدة فتيات من كمبوديا والصين والكونغو والسلفادور ومصر وكازاخستان وكينيا ولبنان والمملكة العربية السعودية والصومال والسودان وأوغندا وفيتنام وجزر الهند الغربية البريطانية وزامبيا، إلى جانب بعض الأطفال الذين جاءت أسرهم إلى الولايات المتحدة منذ أزمان بعيدة.

من خلال القوة الشافية للموسيقى، تعلمت هؤلاء الشابات الضعيفات والشجاعات في نفس الوقت أن يثقن ويطمحن ويضحكن مرة أخرى.

وكانت عضوات الفرقة اللائي يمثلن 19 عشر بلدا حول العالم، قد شاركن بالغناء في ختام الاجتماع الذي اعتمدت فيه الجمعية العام للأمم المتحدة اتفاقا عالميا بشأن اللاجئين.

وعلى هامش الاجتماع، تحدثت أخبار الأمم المتحدة إلى ثلاثة من عضوات الفرقة هن زينب، إخلاص احمد، وسوزان على.
إخلاص وهي لاجئة سابقة من إقليم دارفور في السودان أعربت عن سعادتها باعتماد اتفاق عالمي يعني باللاجئين، قائلة إن الاتفاق يمثل نافذة أمل لكل اللاجئين حول العالم. أما زينب وهي أميركية من أصول عراقية فتقول إنها جاءت لتغني للمهاجرين وتحمل رسالتهم للعالم، قائلة إن أهلها فخورون بما تقوم به. ووجهت رسالة إلى الفتيات العراقيات قائلة لهم "عليكن بالصمود والفخر بأنفسكن فإنكن قويات شجاعات."

أما سوزان علي وهي أيضا لاجئة سابقة من إقليم دارفور السوداني فأعربت عن أملها في أن يعم السلام بلدها السودان. ووجهت سوزان رسالة لنظيراتها الفتيات السودانيات ودعتهن إلى عدم الاستسلام، قائلة: "هناك أمل وعلينا ألا ندع الجوانب السلبية تؤثر على حياتنا وتفرقنا عن بعضنا البعض."

أما نوال من جنوب السودان فقالت إنها جاءت إلى مقر الأمم المتحدة وهي تحمل شعلة الأمل والتفاؤل لأهلها ولكل اللاجئين حول العالم:

"أنا هنا لأمثل النظرة الإيجابية للاجئين حول العالم. عشت وعائلتي في معسكر للاجئين في إثيوبيا قبل المجيء إلى مدينة بورتلاند في العام 2001. رسالتي لأهلي في جنوب السودان أو أي مكان في العالم هي أن ابقوا أقوياء وادعموا جيرانكم وأفراد عائلاتكم، لأننا بشر وفي نهاية المطاف فإن أثمن ما يكمن أن نقدمه لبعضنا هو الدعم والمساندة."

الفرقة ومنذ تأسيسها قبل 14 عاما، ضمت أكثر من 300 فتاة صغيرة تخرجن كلهن من المدارس الثانوية، 80% منهن التحقن بالجامعات.

 

Soundcloud