منظور عالمي قصص إنسانية

ما يقرب من 30 مليون طفل حديث ولادة ومبتسر في حاجة ماسة للعلاج

طفل يتلقى الرعاية والعلاج في مستشفى بالعاصمة اليمنية صنعاء.
UNICEF/UN0156168/Fuad
طفل يتلقى الرعاية والعلاج في مستشفى بالعاصمة اليمنية صنعاء.

ما يقرب من 30 مليون طفل حديث ولادة ومبتسر في حاجة ماسة للعلاج

الصحة

ما يقرب من 30 مليون طفل يولدون في وقت مبكر جدا، أو يكون وزنهم قليلا للغاية أو يصابون بالمرض كل عام، ويحتاجون إلى رعاية متخصصة للبقاء على قيد الحياة، وفقا لتقرير جديد صادر اليوم الخميس عن تحالف عالمي يضم اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية.

عمر عبدي نائب المديرة التنفيذية لليونيسف قال إن الأمر "عندما يتعلق بالأطفال والأمهات، فإن الرعاية الصحيحة في الزمان والمكان المناسبين يمكن أن تحدث فرقا كبيرا. إذ يموت ملايين الأطفال الصغار والمرضى والنساء كل عام لأنهم ببساطة لا يتلقون الرعاية الجيدة التي هي حقهم ومسؤوليتنا الجماعية."

ووجد التقرير أن من بين الأطفال حديثي الولادة الأكثر عرضة للإصابة بالإعاقة والعجز، من يعانون من مضاعفات بسبب الولادة المبكرة، أو إصابات الدماغ أثناء الولادة، أو العدوى البكتيرية الحادة أو اليرقان، وأولئك الذين لديهم ظروف خلقية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الخسائر المالية والنفسية على عائلاتهم يمكن أن تكون لها آثار ضارة على تطورهم المعرفي واللغوي والعاطفي.

وقالت الدكتورة سوميا سواميناثان، نائبة مدير البرامج في منظمة الصحة العالمية: "بالنسبة لكل أم وطفل، فإن بداية صحية من الحمل وحتى الولادة والشهور الأولى بعد الولادة أمر ضروري. يمكن للتغطية الصحية الشاملة أن تضمن حصول الجميع، بمن فيهم الأطفال حديثو الولادة، على الخدمات الصحية التي يحتاجونها، دون مواجهة ضائقة مالية،" مشيرة إلى أن "التقدم في مجال الرعاية الصحية لحديثي الولادة هو وضع يربح فيه الجميع، فهو ينقذ الأرواح وهو أمر بالغ الأهمية لنماء الطفل في وقت مبكر مما يؤثر على الأسر والمجتمع والأجيال القادمة. "

وفقا للتقرير، فإن العديد من الأطفال حديثي الولادة المعرضين للخطر لن يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة خلال الشهر الأول من حياتهم بدون علاج متخصص.

ففي عام 2017، توفي حوالي 2.5 مليون وليد، معظمهم نتيجة أسباب يمكن الوقاية منها. ما يقرب من ثلثي الأطفال الذين يموتون ولدوا في وقت سابق لأوانه. وحتى لو تمكنوا من النجاة، يشير التقرير إلى أن هؤلاء الأطفال سيعانون من أمراض مزمنة أو تأخير في النمو.

 وبالإضافة إلى ذلك، يقدر عدد المواليد الصغار والمصابين الذين يعانون من الإعاقة على المدى الطويل بعد نجاتهم بنحو مليون طفل. ويفيد التقرير بأنه مع الرعاية يمكن أن يعيش هؤلاء الأطفال دون مضاعفات كبيرة.

ويشير التقرير إلى إمكانية إنقاذ حياة نحو 2.9 مليون امرأة ومواليد وحديثي الولادة في 81 بلدا بحلول عام 2030، مضيفا أنه مع استراتيجيات أكثر ذكاء مثل أن يهتم نفس الفريق الصحي بالأم والطفل من خلال المخاض والولادة وما بعدها يمكن تحديد المشاكل في وقت مبكر.

وبالإضافة إلى ذلك، يشير التقرير إلى إمكانية تجنب حوالي 68% من وفيات حديثي الولادة بحلول عام 2030 من خلال إجراءات بسيطة مثل الرضاعة الطبيعية الخالصة، الاتصال الجلدي بين الأم أو الأب والطفل، الأدوية والمعدات الأساسية، وإمكانية الوصول إلى مرافق صحية نظيفة ومجهزة جيدا يعمل بها عمال صحيون مهرة، إضافة إلى تدابير أخرى مثل إنعاش طفل لا يستطيع التنفس بشكل صحيح، وإعطاء الأم حقنة لمنع النزيف، أو تأخير قطع الحبل السري، مشيرا إلى ان هذه التدابير يمكن أن تنقذ الملايين.

ووفقا للتقرير، فإن العالم لن يحقق الهدف العالمي لتحقيق الصحة للجميع إلا إذا أحدث تغييرا كبيرا في الرعاية لكل طفل حديث الولادة. وبدون إحراز تقدم سريع، لن تحقق بعض البلدان هذا الهدف لعشرة عقود أخرى.

وأشار التقرير إلى أن اتفاقية حقوق الطفل قد ضمنت لكل مولود ومنذ ما يقرب من ثلاثة عقود، الحق في الحصول على أعلى مستوى من الرعاية الصحية وقد حان الوقت لكي تتأكد البلدان حول العالم من توافر الموارد التشريعية والطبية والبشرية والمالية.

وبهدف إنقاذ الأطفال حديثي الولادة، يوصي التقرير بالآتي:

توفير رعاية صحية لحديثي الولادة، على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، إضافة إلى تدريب الممرضات على تقديم الرعاية العملية بالشراكة مع الأسر، وتسخير قوة الآباء والأسر من خلال تعليمهم كيفية اكتساب الخبرة في تقديم الرعاية لأطفالهم مما قد يقلل من الإجهاد ويساعد الأطفال على زيادة الوزن ويسمح لأدمغتهم بالتطور بشكل صحيح. ومن ضمن التوصيات أيضا ضرورة أن يكون توفير نوعية جيدة من الرعاية جزءا من سياسات البلد، واستثمارا مدى الحياة لأولئك الذين يولدون صغارا أو مرضى.